تنتظر حركة " حماس " ردّاً من إسرائيل بحلول السبت على "أفكار" جديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بينما غادر رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع الدوحة الجمعة بعد محادثات مع الوسطاء القطريين تناولت خطة لوقف النار والإفراج عن الأسرى.
وفي آخر المستجدات، أعلن مصدر كبير في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لـ"رويترز" اليوم السبت إن مقترح الاتفاق المعدل بين حماس وإسرائيل يوافق على أن تبدأ المحادثات لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، بما في ذلك الجنود والرجال المتبقين، خلال 16 يومًا بعد المرحلة الأولى من الاتفاق.
وذكر المصدر أن الاقتراح يضمن قيام الوسطاء بضمان اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات وانسحاب القوات الإسرائيلية طالما استمرت المحادثات غير المباشرة لتطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق.
وسبق أن أعلن مصدر قريب من المفاوضات لم يشأ كشف هويته إن "وفداً إسرائيليا برئاسة برنيع غادر الدوحة إلى إسرائيل إثر اجتماعات مع الوسطاء القطريين حول رد حماس في شأن وقف النار في غزة".
وكان قد أعلن متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن الدولة العبرية ستعاود "الأسبوع المقبل" إرسال موفديها إلى الدوحة لإحياء المفاوضات حول وقف للنار في القطاع، لافتاً إلى وجود "تباعد بين الجانبين".
يمنيون يقفون حول علم فلسطيني عملاق خلال مسيرة في العاصمة صنعاء.
وقال المتحدث في بيان إن "رئيس الموساد (الاستخبارات) عاد قبل وقت قصير من اجتماع أول مع الوسطاء في الدوحة. اتُخذ قرار بأن يغادر فريق الأسبوع المقبل لمواصلة المفاوضات. لا بد من التشديد على استمرار وجود تباعد بين الجانبين".
قبيل ذلك، أعلن المسؤول في حركة حماس أسامة حمدان لوكالة فرانس برس أن الحركة تتوقع رداً من إسرائيل على مقترحاتها لوقف النار في غزة بحلول السبت. وقال "نحن لا نرغب بالتحدث عن تفاصيل هذه الأفكار، بانتظار أن نسمع ردا غالبا أن يكون اليوم أو غدا".
وفيما لا تزال المحادثات من أجل التوصل إلى وقف نار تصطدم بمطالب الطرفين، ثمة مخاوف من أن يتخذ النزاع بعدا إقليمياً مع التصعيد الحاصل عند الحدود بين لبنان وإسرائيل.
أطفال فلسطينيون يسيرون وسط الدمار في خان يونس.
فمنذ بدء الحرب قبل نحو تسعة أشهر، يتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي القصف بشكل يومي عبر الحدود، وتزداد حدته تبعاً للمواقف والتصريحات.
وأعلن حزب الله أنّه أطلق وابلاً من الصواريخ على شمال إسرائيل مساء الجمعة.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّ اثنين من جنوده أصيبا بجروح طفيفة "بمقذوفات أطلِقت على بلدة كريات شمونة الحدوديّة". وأضاف الجيش أنّه ضرب "مصدر عمليّات الإطلاق" وأنّه أطلق نيران المدفعيّة على مناطق عدّة في جنوب لبنان رداً على ذلك.
والجمعة، أعربت الأمم المتحدة مجدداً عن قلقها من احتمال امتداد الحرب في غزّة إلى لبنان، وقالت إنّها "تشعر بقلق عميق من زيادة حدّة تبادل إطلاق النار" في اليوم السابق، "ممّا يزيد من خطر اندلاع حرب واسعة النطاق".
والخميس أطلق حزب الله أكثر من 200 صاروخ ومسيّرة "انقضاضية" على مقار عسكرية في شمال إسرائيل وهضبة الجولان المحتلة رداً على قتل إسرائيل الأربعاء قيادياً كبيراً في الحزب.
ورد الجيش الإسرائيلي بضرب منشأتين لحزب الله في جنوب لبنان على ما أكد عبر تلغرام.
مباني مدمرة في غزة
وقتل جندي إسرائيلي بإطلاق صاروخ على شمال إسرائيل على ما ذكر مصدر عسكري.
والتقى وفد من حماس الجمعة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وبحث معه "مستجدات المفاوضات" الهادفة إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وفق ما أعلن الحزب ومصدر من حماس.
ولحرب غزة تداعيات أيضاً على الضفة الغربية المحتلة حيث أعلنت السلطة الفلسطينية مقتل سبعة فلسطينيين الجمعة في عملية عسكرية إسرائيلية في جنين.
وأعلنت حماس أن خمسة من عناصرها قتلوا الجمعة في جنين.
طرقات مدمرة
أدى هجوم حماس في جنوب إسرائيل إلى مقتل 1195 شخصاً، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
ومن بين 251 شخصاً خُطفوا خلال الهجوم، ما زال 116 محتجزين رهائن في غزة، بينهم 42 لقوا حتفهم، حسب الجيش الإسرائيلي.
ورد نتانياهو متعهدًا القضاء على حماس وأدى الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة حتى الآن إلى مقتل 38011 شخصاً معظمهم مدنيون، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس.
وبعدما تقدم انطلاقا من الشمال، باشر الجيش الإسرائيلي في السابع من أيار عملية برية في مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع، قُدِّمت على أنها المرحلة الأخيرة من الحرب.
إلا أنّ المعارك تجددت في الأسابيع الأخيرة في مناطق عدة سبق للجيش أن أعلن سيطرته عليها ولا سيما حي الشجاعية في شرق مدينة غزة في شمال القطاع حيث باشر الجنود الإسرائيليون عملية برية في 27 حزيران.
واندلعت معارك جديدة الجمعة في الشجاعية بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين فلسطينيين، حسب مصدر في حماس.
وفي جنوب القطاع أصدر الجيش الاثنين أوامر إخلاء في شرق رفح وفي خان يونس ما يزيد المخاوف من عمليات عسكرية جديدة واسعة. وفر عشرات آلاف الفلسطينيين مرة أخرى في القطاع المدمر بحثا عن ماء وطعام وملجأ.
وأفاد شهود فرانس برس الجمعة بحصول "اشتباكات وقصف مدفعي" في خان يونس ورفح حيث تجري معارك.
وقال مدير إدارة الإمداد والتجهيز في الدفاع المدني محمد المغير لفرانس برس إن "الطواقم تسير مسافات طويلة على الأقدام وهي تحمل الجثث"، موضحا أنه "بسبب الدمار الكبير في الطُرق والشوارع يصعب وصول سيارات الإسعاف إليهم".
ونزح 1,9 مليون شخص في قطاع غزة، يمثلون 80 بالمئة من السكان، بحسب الأمم المتحدة.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن نقص الوقود منذ اندلاع الحرب يشكل خطراً "كارثيا" على النظام الصحي في غزة.
في لندن، دعا وزير الخارجية البريطاني الجديد ديفيد لامي الى "وقف فوري للنار" في غزة، في أول موقف له بعد تعيينه الجمعة.
وقال لامي الذي تولى حقيبة الخارجية بعد فوز العماليين في الانتخابات التشريعية الخميس، إنه "سيعمل على دعم وقف فوري للنار (في غزة) والإفراج عن الرهائن"، مضيفاً "سأبذل ما في وسعي لمساعدة الرئيس الأميركي جو بايدن على التوصل إلى وقف للنار".
"يبقى عمل كثير"
والخميس أعلن مكتب نتانياهو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ بايدن "قراره إرسال وفد لمواصلة المفاوضات الهادفة إلى الإفراج عن الرهائن" مشيرا في الوقت ذاته إلى أن "إسرائيل مصممة على أن تنهي الحرب فقط في حال تحقيق كل أهدافها".
وقال مسؤول أميركي كبير إنّ حماس طرحت مقترحات جديدة "قد تشكل الأساس الضروري للتوصل إلى اتفاق"، مع إقراره بأنّ "هذا لا يعني أنّ الاتفاق سيتمّ التوصل اليه خلال الأيام المقبلة"، لأنه "يبقى عمل كثير ينبغي تأديته حول بعض مراحل التطبيق".
ولطالما أكد نتانياهو أنه يريد الاستمرار في الحرب حتى القضاء على حماس والإفراج عن جميع الرهائن. في المقابل تشترط حماس وقفا نهائيا للنار وانسحابا إسرائيليا كاملا من غزة.
وتظاهر الآلاف مجددا الخميس في القدس ضد الحكومة وللمطالبة بعودة الرهائن.
وقالت شيكما بريسلر وهي ممن قادوا التحرك "نعلم أن ثلثي السكان يدركون أن نتانياهو غير مؤهل لقيادتنا، ليس في الأوقات العادية، وحتما ليس في الظروف الطارئة".