اجتمع مشرعون ديموقراطيون في الولايات المتحدة خلف أبواب مغلقة، اليوم الثلثاء، وسط مخاوف متزايدة بشأن فرص فوز حزبهم في الانتخابات المقررة في الخامس من تشرين الثاني بعد رفض الرئيس جو بايدن دعوات بعض المسؤولين في الحزب الديموقراطي بإنهاء حملته الانتخابية والتخلي عن الترشح لفترة ولاية ثانية.
ودعا ستة أعضاء ديموقراطيين في مجلس النواب علنا بايدن (81 عاما) للتنحي جانبا وإفساح المجال لشخص آخر لمنافسة المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وعبّر آخرون عن مخاوفهم بشأن فرص بايدن في الانتخابات، إذ أثار أداؤه المتعثر في مناظرته مع ترامب تساؤلات حول قدرته على إجراء حملة انتخابية ناجحة ومواصلة القياد بمهام الرئاسة الشاقة لمدة أربع سنوات ونصف إضافية.
وقال النائب الأميركي مايك كويجلي، أحد المشرعين الستة الذين حثوا بايدن على إنهاء حملته، وهو في طريقه إلى اجتماع أعضاء مجلس النواب الديموقراطيين اليوم الثلثاء "عليه فقط التنحي جانبا، لن يستطيع الفوز... وعلى زملائي أن يدركوا ذلك".
لكن العديد من النواب الآخرين قالوا إنهم لن يتخلوا عن رئيسهم.
وقال النائب شري ثاندار للصحافيين "(بايدن) هو أفضل أمل لدينا للحيلولة دون عودة ترامب إلى البيت الأبيض".
وأدى الانقسام العميق داخل الحزب إلى قيام حملة بايدن للانتخابات بمحاولات متسرعة للسيطرة على الانسحابات المتزايدة من الحزب. وقال بايدن في مداخلة هاتفية مع قناة إم.إس.إن.بي.سي "لن أرحل"، وهي رسالة كررها للجهات التي تمول الحزب خلال مكالمة خاصة في وقت لاحق من اليوم، وفقا لمصدرين مطلعين.
وتحدث بايدن أيضا مع كتلة النواب السود بالكونغرس، والتي قد تساند حملته الانتخابية نظرا لأهمية الناخبين ذوي البشرة السمراء لقاعدة الحزب. وقال ستيف هورسفود رئيس الكتلة أمس الاثنين إنه لا يزال يدعم بايدن بصفته مرشحا رئاسيا.
ورغم حصول بايدن على دعم من قادة الحزب الديموقراطي، فإنهم عبّروا أيضا عن بعض المخاوف بشأن مدى قدرة بايدن على القيام بمهام الرئاسية بفاعلية.
وقالت السناتور الديموقراطية باتي موراي، رئيسة لجنة الاعتمادات بمجلس الشيوخ، في بيان أمس الاثنين "نحن بحاجة إلى رؤية مرشح أكثر حزما وحيوية في الحملة الانتخابية في المستقبل القريب جدا".
وأضافت أن بايدن "يجب أن يفكر بجدية في أفضل طريقة للحفاظ على إرثه الرائع".
ويستضيف بايدن اجتماعا لقادة حلف شمال الأطلسي في واشنطن، اليوم الثلثاء، لإظهار قيادته العالمية والحفاظ على صورة القائد القوي على الساحة الدولية.
وفي الوقت نفسه، توجهت نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي يُنظر لها على أنها الأوفر حظا لتحل محل بايدن إذا قرر التخلي عن منصبه، إلى ولاية نيفادا، وهي ضمن عدد قليل من الولايات التي قد تحسم نتيجة الانتخابات.
ويعقد ترامب، الذي توقع خلال ظهوره على قناة "فوكس نيوز" أمس الاثنين بقاء بايدن في السباق الرئاسي، تجمعا انتخابيا في فلوريدا اليوم الثلثاء قبيل انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الأسبوع المقبل.
وتعهد بايدن بالمضي قدما، موضحا أن ترامب (78 عاما) يمثل تهديدا كبيرا للديموقراطية. وزعم ترامب، الذي كرّر العديد من الادعاءات الكاذبة خلال المناظرة، أن خسارته في انتخابات 2020 كانت نتيجة احتيال، ولم يلتزم بقبول نتيجة انتخابات هذا العام إذا خسر.
ويشعر المشرعون الديموقراطيون، لا سيما في مجلس النواب، بقلق من أن صراعات بايدن قد تؤثر سلبا على فرصهم في الحصول على الأغلبية في المجلس، وهذا من شأنه أن يكون آخر حصن للديموقراطيين ضد ترامب في حال فوزه.
ويتمتع الجمهورين حاليا بأغلبية في مجلس النواب بعدد 220 مقعدا مقابل 213 مقعدا للديموقراطيين.