يتمسك زعيم "جمهورية شمال قبرص التركية" إرسين تتار بالمطالبة بـ"الاعتراف" بالشطر الشمالي للجزيرة المتوسطية المقسومة منذ خمسين عاما، والذي لا تعترف به الأسرة الدولية، مجددا دعوته الأمم المتحدة للقيام بخطوة بهذا الصدد.
وقال تتار في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس الخميس "كل ما أريده هو جهود منسّقة لإيجاد تسوية عملية وعادلة ومنصفة ودائمة، ولكن على أساس المساواة، على أساس مساواة ذات سيادة".
وقبرص مقسومة منذ أن اجتاح الجيش التركي قسمها الشمالي في 20 تموز 1974، بعد خمسة أيام على محاولة انقلاب قادها قوميون قبارصة يونانيون لإلحاق الجزيرة باليونان.
وفي 1983، أعلن الشطر الشمالي من جانب واحد قيام "جمهورية شمال قبرص التركية"، وهي كيان انفصالي لا تعترف به إلا تركيا التي تنشر فيه الآلاف من جنودها.
وتسعى الأمم المتحدة التي تسيّر قوة حفظ السلام التابعة لها دوريات في المنطقة العازلة بين الشطرين، الى استئناف المحادثات بحثا عن حل بين "جمهورية شمال قبرص التركية" وجمهورية قبرص المعترف بها دوليا والتي انضمّت الى الاتحاد الأوروبي في العام 2004 وتمارس سلطتها على الشطر الجنوبي للجزيرة.
واضاف تتار "آمل حقا صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي من أجل الاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية".
وجرت الجولة الأخيرة من المفاوضات في العام 2017 وباءت بالفشل. مذّاك، انتُخب إرسين تتار في 2020 زعيما للشطر الشمالي، وهو من أتباع النهج المتشدّد، ويصرّ على حلّ ينصّ على قيام دولتين، على خلفية تقارير عن تدخّل ونفوذ واسع للرئيس التركي رجب طيب إردوغان في شؤون شمال قبرص. وترفض جمهورية قبرص قيام دولتين.
ويقول تتار "نعيش في جزيرة مزدهرة، القبارصة اليونانيون لديهم بالطبع قسما أكبر من الحلوى، السياحة مزدهرة، اقتصادهم مزدهر"، مشددا على ضرورة الاعتراف بالشطر التركي.
وكان القبارصة الاتراك يشكلون 18 بالمئة من سكان قبرص في 1974. وهم يسيطرون حاليا على أكثر من ثلث أراضي الجزيرة وسط مقاطعة دولية وشبه انقطاع عن العالم.
- "دولة معززة" -
وقال تتار "القبارصة اليونانيون ... لديهم دولة ذات سيادة. ماذا عن القبارصة الأتراك؟ هذا وطننا منذ 500 عام، وما زلنا نناقش إن كانت لنا سيادة أم لا".
وندد بـ"معاملة غير عادلة" يتعرض لها القبارصة الأتراك منذ عقود معتبرا أن "العام 1974 شكل نقطة مفصلية للقبارصة الأتراك، أملا جديدا" مؤكدا أن "القوات التركية وصلت إلى الجزيرة بهدف حماية القبارصة الأتراك".
كان تتار في الثالثة عشرة في 20 تموز/يوليو 1974 حين تلقى اتصالا هاتفيا في الخامسة صباحا فيما كان يقضي عطلة في لندن، لإبلاغه بأن "القوات التركية قامت بإنزال على الجزيرة في إطار عملية سلمية".
وقال "لذلك نتحدث عن تدخل تركي بموجب الحق الممنوح لتركيا بموجب اتفاق 1960".
وكانت قبرص مستعمرة بريطانية من العام 1878 حتى العام 1960 حين نالت استقلالها.
وجرت مفاوضات الاستقلال بين المملكة المتحدة واليونان وتركيا والقادة القبارصة، في سياق دستور يضمن خصوصا تمثيل القبارصة الأتراك. وكان الإطار يحظّر إلحاق الجزيرة سواء باليونان أو بتركيا أو تقسيمها، لكنه انهار في نهاية 1963 وسط أعمال العنف بين قبارصة من أبناء المجموعتين.
وأكد تتار "لدينا سيادة، وهذا مدرج في الاتفاق الدولي للعام 1960".
وهو يعتبر أن وجود الجيش التركي في الشطر الشمالي حيث تنشر أنقرة حوالى 40 ألف جندي بحسب بعثة قبرص الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف، يشكل "قوة ردع... سمحت بضمان السلام في الجزيرة" خلال العقود الماضية.
وأكد أنه بالرغم من عزلة الشمال، "ما أنجزناه هو بصورة أساسية تطوير دولتنا انطلاقا من لا شي، لنجعل منها دولة معززة تملك كل المقومات التي تملكها أي دولة عصرية"، ذاكرا من بينها البرلمان والشرطة والجيش.