تبقى صورة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب رافعاً قبضته والدماء تلطخ جهة وجهه اليمنى، بينما يحيط به حراسه، الأقوى اقتحاماً لصور التاريخ الأكثر تأثيراً.
"انتظروا، انتظروا"، كلمتان تفوّه بهما ترامب بينما كان رجال الأمن يحمونه ويدفعون به خارج مسرح الخطر. رفع قبضته متوجهاً إلى أنصاره، مظهراً رباطة جأش بعد قليل من محاولة اغتيال فاشلة نجا من رصاصاتها التي وجهها إليه شاب سرعان ما حيّده قناص، خلال تجمع انتخاباتي في بنسلفانيا.
قيل أن الصورة أكسبت ترامب الانتخابات، والواقع أنها الأشد تعبيراَ عن وقع الحادث الدراماتيكي الذي استجر سيلاً من التعاطف مع ترامب، ولكنه أعاد أيضاً إثارة جدل سابق ذكّر بليالي الكابيتول حول تسلّل العنف إلى الحياة السياسية الأميركية.
الجرح نال من السيدة الأميركية الأولى السابقة. ميلانيا ترامب التي كسرت الصمت بعد ساعات من الحادث، وصفت مطلق النار بـ"الوحش".
وكتبت في بيان على منصة إكس: "حاول وحش اعتبر أن زوجي آلة سياسية غير إنسانية، أن يُطفئ شغف دونالد، ضحكته وإبداعه وحبّه للموسيقى وإلهامه".
وأضافت "حين شاهدت هذه الرصاصة العنيفة تضرب زوجي دونالد، لاحظت أن حياتي وحياة ابني بارون كانتا على شفير تغيير مدمّر".
وتابعت "أنا ممتنّة لعناصر جهاز الخدمة السرية الشجعان ومسؤولي إنفاذ القانون الذين خاطروا بحياتهم لحماية زوجي".
إيفانكا الإبنة البكر شكرت الجميع على الحب والصلوات "من أجل والدي وضحايا العنف الأحمق". وقالت: "أنا ممتنة لجميع ضباط إنفاذ القانون على تحركهم السريع والفاعل. ما زلت أصلي من أجل بلدنا".
أكثر المؤثرين الأميركيين وقعاً وجدلاً، الملياردير إيلون ماسك أعلنها تأييداً حاسماً. نشر فيديو محاولة الاغتيال على "إكس"، معلقاً: "أنا أؤيد الرئيس ترامب تمامًا وآمل في تعافيه السريع".
كما تحدث عدد من الرياضيين المحترفين الأميركيين، وعلّق نجم الغولف برايسون ديشامبو عبر منصة إكس: "لا مكان للعنف في هذا العالم. أصلي من أجل الرئيس ترامب وعائلته. أتمنى الشفاء العاجل".
ونشر نجم فنون القتال المختلط كونور ماكغريغور الآتي: "كان من المفترض أن يكون مليارديراً يبلغ من العمر 78 عامًا على متن يخت في جولة على ملاعب الجولف في البحر الأبيض المتوسط. لكنه لم يفعل. إنه في بنسلفانيا يبصق الرصاص! يركض من أجل حب بلاده".
الممثل والكاتب والمنتج الأميركي جوناثان كراير، أمل "ألا يكون أي شخص آخر تعرض لأذى خطير"، متابعاً: "شجاعة الخدمة السرية تذهلني. أبكي على بلدي، وغاضب ممن فعل هذا".
بيني جونسون اليوتيوبر الشهير خلص إلى "أننا تعلمنا شيئًا مهمًا جدًا الليلة – الرئيس دونالد ترامب على استعداد للموت من أجل هذا البلد. على استعداد للموت من أجل هذه الحركة.على استعداد للموت من أجلنا. صوتوا للرجل الذي هو على استعداد للموت من أجل ما يؤمن به".
المخرج مورغان فريمان بدا له الآتي: "لقد حان الوقت لينسحب ترامب من منصبه – من أجل خير وسلامة بلدنا. لقد خلق للكثير من الكراهية."
أما مقدم البرامج الشهير بيرس مورغن، فرأى "إنها بالفعل واحدة من أكثر الصور شهرة في التاريخ الأميركي - والتي أعتقد أنها ستدفع دونالد ترامب إلى البيت الأبيض"، في إشارة إلى صورة ترامب رافعاً قبضته بعد النجاة.
تلك كانت عينة من آراء مؤثرين في أميركا تفاعلوا مع الحادث الذي أعاد إلى الأذهان كوابيس مرعبة عن اغتيالات ومحاولات اغتيال تعرض لها رؤساء أميركيون.
كانت لحظة عاطفية مكثّفة أسرت فيها الصورة بعناصرها عمق الجدل السياسي المتصل ببرامج المرشحين إلى الرئاسة. صورة أظهرت ترامب أميركياً يتصرف بصلابة في لحظات الخطر والرصاص، ويتمكن من شد العصب والقبضة.
لا شك أن هذه الصورة تفوقت في قوة عناصرها على صورة ترامب مختبئاً تحت المنصة، أو الصورة القوية بدورها التي وثقت خط الرصاصة المتجهة صوب أذن ترامب. 3 صور في صلبها ترامب، والأولى بدت الأعمق في محاكاتها نوستالجيا العواطف الوطنية الأميركية. بالأمس كانت صورة المناظرة مع الرئيس جو بايدن، واليوم صورة النجاة من الاغتيال التي شرّعت الأسئلة حول مستقبل أميركا أكثر من أي يوم آخر أو أي صورة أخرى!