الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

الكرملين: روسيا بحاجة إلى فهم ما يعنيه زيلينسكي بـ"قمة سلام"

المصدر: "أ ف ب"
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
A+ A-
ردّ الكرملين بحذر شديد على تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي فتح الباب الإثنين أمام محادثات مع موسكو، للمرة الأولى منذ ربيع العام 2022، طارحاً حضور موسكو قمة سلام مستقبلية.

وأكد زيلينسكي الإثنين أنّه يؤيّد حضور موسكو قمة مقبلة، بعد مؤتمر نُظّم في سويسرا منتصف حزيران بشأن السلام في أوكرانيا وجمع عشرات رؤساء الدول والحكومات بينما استُبعدت روسيا.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مقابلة مع قناة "زفيزدا" نُقلت عبر تلغرام الثلثاء، إنّ "قمة السلام الأولى لم تكن قمة سلام على الإطلاق. لذا، ربما من الضروري أولاً فهم ما يعنيه (زيلينسكي)".

وكان زيلينسكي أعلن الإثنين أنّه يريد تقديم "خطّة للسلام العادل" في تشرين الثاني (شهر الانتخابات الرئاسية الأميركية)، وذلك بعد عامين ونصف العام من بدء النزاع في أوكرانيا الذي خلّف مئات آلاف الضحايا.

وفي الوقت ذاته، أعرب عن أمله في عقد قمّة أخرى بشأن السلام في أوكرانيا يمكن أن تشارك فيها موسكو هذه المرة. وقال "أعتقد أنّه يجب أن يشارك ممثلون روس في هذه القمة الثانية".

وتحتل روسيا حوالى 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية، بينما لا تزال احتمالات التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو إلى سلام دائم بين كييف وموسكو، ضئيلة في هذه المرحلة.

لكن هذه المرة هي الأولى منذ فشل المحادثات في ربيع العام 2022 عقب الهجوم الروسي على أوكرانيا في شباط من العام ذاته، التي يطرح فيها زيلينسكي فكرة إجراء مناقشات مع روسيا من دون انسحاب روسي مسبق من الأراضي الأوكرانية.

وحتى الآن، استبعد الكرملين أي محادثات سلام طالما لم تتخلّ أوكرانيا عن المناطق الخمس التي أعلنت موسكو ضمّها وعن تحالفها مع الغرب، الأمر الذي يعتبر بمثابة استسلام.

ميدانياً، لم يحقّق أيّ من المعسكرَين اختراقاً حاسماً، رغم استمرار المعارك المكثّفة والعنيفة بشكل يومي.

غير أنّ الجيش الروسي الأكثر عدداً وقوّة، يستولي تدريجاً على أراضٍ في شرق البلاد، بينما يتكبّد خسائر فادحة على مستوى الجنود والعتاد.

- الانتخابات الأميركية -
وتكرّر أوكرانيا بانتظام الرغبة في استعادة سيادتها على كامل الأراضي التي تحتلّها روسيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو عام 2014.

ويأتي ذلك فيما يكرّر الرئيس الروسي شروطه التي رفضتها كييف وحلفاؤها، أي التخلّي عن المناطق الأربع التي أعلنت موسكو ضمّها إضافة إلى شبه جزيرة القرم، وضمان أن تتخلّى أوكرانيا عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

ويقول المسؤولون الغربيون إنّ الأمر متروك للمسؤولين الأوكرانيين لاتخاذ قرار بشأن ومتى وكيف يأملون خوض نقاش مع روسيا. وكما كييف، يشّددون على احترام سلامة الأراضي الأوكرانية.

وفي هذا الإطار، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الإثنين "إذا كانوا يريدون دعوة روسيا إلى القمة، فإنّنا سندعم ذلك"، لكنّه أشار إلى أنّه حتى الآن، لم يُظهر الكرملين أيّ إشارة إلى رغبته في دعم حلّ ديبلوماسي للنزاع.

غير أنّ نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لأوكرانيا، قد تؤدي دوراً مهماً في استمرار الصراع.

فقد تعهّد الجمهوري دونالد ترامب الذي أشاد بسياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الماضي، وقف الحرب خلال أسابيع إذا انتُخب رئيساً في تشرين الثاني، الأمر الذي أثار مخاوف من إمكان خفض المساعدات الأميركية التي تعدّ أساسية بالنسبة إلى أوكرانيا.

- "لا سبب" -
وأعرب الخبير السياسي ألكسندر غابويف مدير معهد "كارنيغي روسيا أوراسيا" الذي يتخذ في برلين مقرّاً، عن اعتقاده أنّ تصريح زيلينسكي يأتي عقب "تعزيز موقف المجتمع الدولي" خلال القمة التي عُقدت في سويسرا حيث أبدت عشرات الدول دعمها لكييف.

وأوضح أنّه قبل زيلينسكي، طرح مسؤولون أوكرانيون مشاركة محتملة للروس في قمة ثانية "لتقديم إنذار نهائي لهم".

وبينما أعرب عن شكوك، أشار إلى أنّه "من غير المرجّح" أن تؤدي هذه التصريحات الأوكرانية إلى "تغييرات ملموسة" على المستوى الديبلوماسي، ومن ناحية أخرى رأى أنّه "ليس لدى روسيا أيّ سبب للمشاركة في مؤتمرات ديبلوماسية في هذه المرحلة".

من جهته، قال إيفان كليشتش من المركز الدولي للدفاع والأمن في إستونيا لوكالة فرانس برس، إنّ غياب روسيا عن القمة في سويسرا ربما قلّل من قدرة أوكرانيا على الحصول على المزيد من الدعم من "خارج (المعسكر) الغربي"، الأمر الذي كان وراء تصريح زيلينسكي.

واعتبر أنّ "هذا قد يكون إشارة ضعيفة إلى أنّ المحرّمات المتمثّلة في إجراء اتصال مفتوح مع الروس لم تعد قوية".

وفي الماضي، فشلت محاولات عدّة للوساطة والتفاوض.

وخلال الأسابيع الأولى من الهجوم الروسي عام 2022، التقى وفدان روسي وأوكراني في بيلاروسيا ثمّ في تركيا، من أجل محاولة التوصّل إلى اتفاق سلام، لكن ذلك لم يفض إلى نتيجة.

وفي شباط 2023، قدّمت الصين حليفة روسيا، خطّة سلام لأوكرانيا، غير أنّ كييف وموسكو لم تعتمد عليها لاستئناف المناقشات.

وأخيراً، رفضت كييف وحلفاؤها دعوة رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان أوكرانيا إلى وقف إطلاق النار. ويعتبر أوربان المحاور الوحيد لموسكو في المعسكر الغربي وتتولّى بلاده حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، وكان زار كييف ثمّ موسكو في تموز.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم