أمرت بنغلادش، الثلثاء، بإغلاق كل المدارس الثانوية والمعاهد الإسلامية والمهنية في البلاد لأجل غير مسمى، وفق ما أفاد مسؤول وكالة فرانس برس الثلثاء، عقب احتجاجات طالبية عنيفة أودت بستة أشخاص على الأقل.
وقال الناطق باسم وزارة التعليم م.أ.خير لوكالة فرانس برس إن "كل المدارس الثانوية والكليات والمعاهد الإسلامية والمعاهد الفنية ستغلق حتى صدور أمر آخر، مع مراعاة أمن الطلاب".
والثلثاء، تصاعدت أعمال العنف مع اندلاع مواجهات بين متظاهرين ومجموعات طالبية موالية للحكومة تراشقوا خلالها بالحجارة وقضبان الخيزران، فيما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريقهم.
ولا يشمل أمر الإغلاق جامعات بنغلادش التي تضم معظم الطلاب المشاركين في الاحتجاجات، لأن وزارة التعليم ليس لديها السلطة التي تخوّلها المطالبة بإغلاقها.
وقُتل ستة أشخاص على الأقل الثلثاء أثناء تحرّك المتظاهرين ليوم آخر في مدن عبر البلاد، في تحد للدعوات التي وجّهتها رئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة والمحكمة العليا إلى الطلاب للعودة إلى الفصول الدراسية.
وقتل ثلاثة أشخاص في مدينة شيتاغونغ الساحلية.
وقال مدير مستشفى كلية شيتاغونغ الطبية محمد تسليم الدين لوكالة فرانس برس إن "الثلاثة أصيبوا جميعهم بالرصاص" مضيفا أن "حوالى 35 شخصا أصيبوا".
وقتل اثنان آخران في دكا حيث تراشقت مجموعات طالبية متنافسة بالحجارة ما أدى إلى توقف شبه كامل لحركة المرور في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة.
وأكّد المفتش في الشرطة باتشو ميا لوكالة فرانس برس الوفيات قائلا إن أحدهم توفي متأثرا بجروح في الرأس.
وفي مدينة رانغبور (شمال)، قال مفوض الشرطة محمد منير الزمان لوكالة فرانس برس إن طالبا قتل في اشتباكات من دون تقديم تفاصيل حول طريقة مقتله، لكنه قال إن الشرطة أطلقت الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
من جهته، أوضح مدير مستشفى كلية الطب في رانغبور يونس علي أن "الطالب وصل ميتا إلى المستشفى" مضيفا أن "جثته كانت تحمل آثار إصابات".
وقال توحيد الحق صيام، وهو مراسل طالبي من جامعة رقية في المدينة، لوكالة فرانس برس إن أنصار الحزب الحاكم هاجموا المتظاهرين المناهضين لنظام الحصص، فيما أطلق الشرطيون الخرطوش المطاطي من بنادقهم.
وأضاف "أطلق الشرطيون النار من بنادقهم على المتظاهرين"، مشيرا إلى أنه أصيب.
وقال إن ذلك الطالب "قتل خلال إطلاق النار" لكن لم يكن ممكنا التحقق من صحة أقواله.
وفي وقت لاحق، نشرت السلطات قوة حرس الحدود البنغلادشية في خمس مدن رئيسية بما فيها دكا وشيتاغونغ، من أجل السيطرة على "النظام في ضوء الاحتجاجات على نظام الحصص" وفق ما قال ناطق باسم القوة.
- "عنف ضد المتظاهرين السلميين" -
وقال متظاهر في دكا رفض ذكر اسمه خوفا من الانتقام لوكالة فرانس برس "نحن لسنا هنا للقيام بأعمال عنف".
وأضاف "نحن نريد حقوقنا بكل بساطة. لكن حمقى الحزب الحاكم يهاجمون احتجاجاتنا السلمية".
وهذا الشهر، انطلقت تظاهرات شبه يومية للمطالبة بإنهاء نظام الحصص الذي يخصص أكثر من نصف الوظائف الحكومية لمجموعات محددة، تشمل أولاد أبطال حرب التحرير ضد باكستان عام 1971.
ويقول منتقدون إن هذا النظام يفيد أبناء المجموعات المؤيدة للحكومة التي تدعم رئيسة الوزراء الشيخة حسينة (76 عاما) التي فازت بولاية رابعة على التوالي في كانون الثاني بعد انتخابات من دون معارضة فعلية.
ودانت منظمة العفو الدولية أعمال العنف، وحضّت بنغلادش على "ضمان سلامة جميع المتظاهرين السلميين".
من جهته ندد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر ب"العنف ضد المتظاهرين السلميين" ما أثار انتقادا من وزارة الخارجية البنغلادشية.