حظرت ألمانيا، اليوم الثلثاء، مجلة "كومبكت" اليمينية، متهمة إياها بأنها "لسان المشهد اليميني المتطرف" وبالتحريض على كراهية اليهود والأجانب.
وفي إطار تصعيد الحكومة حربها على ما تصفه بازدياد التطرف اليميني في ألمانيا، قالت وزارة الداخلية إن كومبكت كانت تعمل ضد النظام الدستوري مضيفة أنها أمرت بتفتيش مقراتها في أربع ولايات.
وينظر إلى مجلة كومبكت على نطاق واسع باعتبارها الناطق باسم الجناح المتشدد من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني.
وتوزع المجلة 40 ألف نسخة، ولها حضور واسع على وسائل التواصل الاجتماعي. وينطبق الحظر أيضا على شركة كونسبكت فيلم التابعة لكومبكت، ويحظر أي استمرار للأنشطة السابقة.
وقالت الوزارة إن عمليات تفتيش مكاتب المجلة ومنازل كبار الشخصيات والإدارة وكبار المساهمين في براندنبورغ وهيسن وساكسونيا وساكسونيا- أنهالت استهدفت مصادرة الأصول وأدلة أخرى.
وقالت وزيرة الداخلية نانسي فيزر "هذه المجلة تحرض على الكراهية ضد اليهود والأشخاص من أصول مهاجرة وديموقراطيتنا البرلمانية بطريقة لا توصف".
ووصفت فيزر التطرف اليميني بأنه أكبر تهديد للديموقراطية الألمانية في وقت يجد فيه السياسيون من التيار الرئيسي صعوبة في التعامل مع تصاعد شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا قبل انتخابات في شرق ألمانيا هذا العام.
وقال رئيس تحرير مجلة كومبكت يورغن السايسر إن الحظر "ديكتاتوري" ويمثل أسوأ هجوم على حرية الصحافة الألمانية منذ عقود.
وقال لتلفزيون رويترز "أنتم تعاملوننا مثل مافيا أو جماعة إرهابية. لكننا وسيلة صحافية قانونية سجلها الجنائي نظيف... هذا يوضح أن الهدف الوحيد هو تدمير المعارضة وتدميرنا كأقوى وسيلة إعلام. نحن على اتصال بالفعل مع المحامين".
وانتقد زعماء حزب البديل من أجل ألمانيا أيضا الحظر.
ولم يعد الدخول إلى موقع كومبكت الإلكتروني في ألمانيا ممكنا، لكن ما زال من الممكن الوصول إلى حساباته على منصات التواصل الاجتماعي.
ويعد حظر وسائل الإعلام نادرا نسبيا في ألمانيا التي تولي أهمية كبيرة لحرية الصحافة وتحتل المرتبة العاشرة من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة العالمي لمنظمة مراسلون بلا حدود.
وبوسع كومبكت الاستئناف ضد الحظر أمام المحكمة الإدارية الاتحادية.
وقال رئيس جمعية الصحفيين الألمان ميكا بويستر إنه يتوقع أن تؤيد أي محكمة قرار الحظر.
وأضاف لمجموعة آر.إن.دي الإعلامية "في رأيي، ما تفعله كومبكت لا علاقة له بالصحافة، إنها تتبنى أيدولوجية المؤامرة، وهي بالتأكيد يمينية متطرفة".