عادت بندقيّة " AR-15" إلى الواجهة لتثير الجدل مجدداً في أميركا بعد محاولة اغتيال ترامب كونها الأكثر دمويّة وأذى، تستخدمها المافيات ورجال العصابات في حوداث إطلاق النار العشوائي. فما حكاية هذه البندقية التي أشعلت الحرب بين مؤيدي حظرها أو السماح ببيعها في متاجر الأسحة منذ أكثر من عامين؟
تسمى بندقية AR-15 بـ "البندقيّة الأميركيّة"، وهي شبيهة ببندقيّة "أم 16"، سبق أن حظرت في أميركا كونها نصف إلكترونيّة، تستخدم عادة في كثير من حوادث إطلاق النار الجماعي، وهناك نحو 20 مليون بندقيّة منها في منازل الأميركيين، وهو الأمر الذي أثار الغضب قبل عامين بعد تزايد الجرائم في المدارس والحانات.
فكان أن أصدر الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون قرارا بحظرها عام 1994، حين اتحد المشرعون في الكونغرس مع الرئيسٍ الديمقراطي لحظر عدد من النماذج الشبيهة ببندقية AR-15 من السوق. لكنّ جماعات الضغط المؤيدة ترى أن امتلاك السلاح الناري حق دستوري لأي مواطن أميركي لا يجوز وضع ضوابط تحد منه هذا الحق. وفي شباط من العام الماضي، قام عضو الكونغرس الجمهوري أندرو كلايد، الذي يمتلك متجر أسلحة، بتوزيع دبابيس على شكل بنادق AR-15.
وقال في مقطع فيديو في ذلك الوقت: "سمعت أن هذا الدبوس الصغير الذي كنت أعطيه في قاعة مجلس النواب أثار غضب بعض زملائي الديمقراطيين. حسنًا، أقدمها لتذكير الناس بالتعديل الثاني للدستور ومدى أهميته في الحفاظ على حرياتنا."
اخترع بندقية AR-15 جندي مشاة البحرية السابق يوجين ستونر في فترة الستينيات، وكانت تُصنع في البداية للأغراض العسكرية باستخدام الألمنيوم بدلاً من الفولاذ، مما جعلها خفيفة الوزن وفعالة في إطلاق الرصاص بسرعة كبيرة. بعد الحرب العالمية الثانية، كانت AR-15 هي الخيار الأمثل للجيش الأميركي لمواجهة التهديدات الشيوعية ورجال حرب العصابات المسلحين ببنادق AK-47.
بعد استخدامها بشكل حصري داخل الجيش الأميركي، أطلقت الشركة المنتجة نسخة مدنية من البندقية تحت اسم سبورتر، لكنها لم تحظ بشعبية كبيرة في السبعينيات والثمانينيات.
وفي عام 1994، وقّع الرئيس كلينتون على حظر الأسلحة الهجومية الفيدرالية، مما أدى إلى ارتفاع كبير في مبيعات AR-15 خوفاً من تطبيق الحظر. ومع إلغاء الحظر في عام 2004، زادت مبيعات البندقية بشكل كبير خاصة بعد أحداث 11 أيلول والحرب على الإرهاب.
وتتسم البندقية AR-15 باستخدام واسع النطاق في رياضات الرماية من جانب عشاق الأسلحة النارية الذين يستمتعون بالتصميم شبه الآلي لهذا النموذج وقابليته العالية للتعديل.
وتُستخدَم في أنحاء جنوب وجنوب غرب الولايات المتحدة لمكافحة الحيوانات، في مواجهة تهديدات مثل الذئاب والخنازير البرية، وتُستخدَم أيضاً في الكثير من المناطق كسلاح للصيد.
واستُخدِمَت بندقية AR-15 في الحوادث الأخيرة في مدن أوفالدي وبافالو وتولسا، والمذبحة في مدينة لاس فيغاس، وحادث إطلاق النار في أحد متاجر Walmart بولاية تكساس عام 2019، بالإضافة إلى هجوم مدرسة سان هوك الابتدائية، وهجوم مدرسة مارجوري ستونمان دوغلاس العليا في مدينة باركلاند بولاية فلوريدا.