أعلنت "حماس" الخميس أن عشرات الضربات الإسرائيلية استهدفت قطاع غزة حيث يريد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "زيادة الضغط العسكري" على حماس رغم دعوات عائلات الرهائن إلى إنهاء الحرب.
بعد أكثر من تسعة أشهر على بدء الحرب إثر هجوم غير مسبوق لحركة "حماس" داخل الأراضي الإسرائيلية، تراوح المفاوضات المباشرة للتوصل إلى وقف لاطلاق النار، مكانها.
وأكدت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الخميس أن "سفك الدماء في غزة يجب أن يتوقف فورا" معتبرة أن "أرواح الكثير من الأطفال والنساء والمدنيين زهقت في رد إسرائيل على إرهاب حماس الوحشي".
وأضافت فون دير لايين "سكان غزة باتوا غير قادرين على التحمل، والبشرية كذلك. نحتاج إلى وقف إطلاق نار فوري ودائم، نحتاج إلى الافراج عن الرهائن الإسرائيليين".
وأفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أن الضربات الليلية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 37 شخصا اكثر من نصفهم من النساء والأطفال.
وأعلنت سلطات حكومة حماس أن "قوات الاحتلال نفذت عشرات الغارات الجوية تركزت على منازل المواطنين ومراكز النازحين في مخيم النصيرات والبريج وخان يونس ورفح وجباليا".
واكد الجيش الإسرائيلي الخميس "القضاء" على قائد القوات البحرية في حركة الجهاد الإسلامي في مدينة غزة مشيرة إلى مواصلة العمليات في رفح في أقصى جنوب قطاع غزة حيث رصدت "عدة فتحات انفاق" و"تم القضاء على عدة إرهابيين".
"مزيد من الضغوط"
اندلعت الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر بعد هجوم غير مسبوق نفذته حماس في جنوب إسرائيل وأدى إلى مقتل 1195 شخصًا، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
ومن بين 251 شخصًا خطفوا خلال الهجوم، ما زال 116 محتجزين في غزة، توفي 42 منهم، حسب الجيش.
وردًا على هجوم حماس توعدت إسرائيل بالقضاء على الحركة وشنت هجومًا مدمرًا واسع النطاق أسفر حتى الآن عن 38848 قتيلا معظمهم مدنيون، حسب وزارة الصحة التابعة لحماس في القطاع.
وقالت الوزارة التابعة لحماس الخميس في بيان إنها أحصت بين من وصلوا إلى المستشفيات "54 شهيدًا ... خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة" حتى صباح الخميس.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء "بزيادة الضغط" على حماس وهو يريد مواصلة الحرب للقضاء على حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007 والافراج عن كل الرهائن.
وأضاف في حفل تذكاري بمناسبة مرور عشر سنوات على حرب "الجرف الصامد" على قطاع غزة، "هذا هو بالضبط الوقت المناسب لزيادة الضغط بشكل أكبر وإعادة جميع الرهائن- الأحياء والأموات- إلى وطنهم وتحقيق جميع أهداف الحرب"مكررا القول "سنزيد الضغط على حماس".
ويواجه نتنياهو انتقادات كثيرة في إسرائيل لأنه لم ينجح في إبرام اتفاق للافراج عن الرهائن. وتظاهر الأربعاء مئات من أقارب الرهائن مجددا في تل أبيب.
ويتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي أيضا لضغوط من حلفائه في صفوف اليمين المتطرف. وقد نشر وزير الأمن القومي المتطرف إيتامار بن غفير مقطعا مصورا في باحات الحرم القدسي يطالب فيه بعودة الرهائن لكن ليس عبر "اتفاق استسلام".
"المياه سلاح حرب"
منذ بدء الحرب اضطر مئات آلاف الفلسطينيين إلى النزوح مرات عدة بحسب المعارك في القطاع البالغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة ويخضع لحصار إسرائيلي محكم. ويلجأ كثيرون إلى مدارس وباحات مستوصفات ومستشفيات.
وتندد المنظمات الإنسانية باستمرار بالضربات الكثيفة والعوائق التي تضعها إسرائيل امام دخول المساعدات وتوزيعها.
والخميس قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس إن كل المرافق الصحية في جنوب قطاع غزة وصلت إلى "نقطة الانهيار" بسبب القصف الإسرائيلي الذي يودي بحياة عدد كبير من الضحايا.
وصرّح مدير البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة وليام شومبورغ في بيان "تسبب العدد الكبير من الضحايا الناجم عن القتال المستمر بوصول المستشفى التابع لنا وكل المرافق الصحية في جنوب غزة إلى نقطة الانهيار وعدم تمكّنها من معالجة الذين يعانون إصابات تهدد حياتهم".
وأعلن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة (أوتشا) أن الجيش الإسرائيلي منع الأربعاء كل المهمات من التوجه إلى شمال قطاع غزة والوصول إلى "مئات آلاف الأشخاص المحتاجين".
واكد الجيش الخميس أن الطريق الذي تسلكه القوافل الإنسانية أغلق لساعات بعد هجوم بقاذفات صاروخية شنته حماس على جنود.
والخميس نددت منظمة أوكسفام غير الحكومية ب"استخدام إسرائيل المياه كسلاح حرب" مع "تداعيات مميتة".
وقالت أوكسفام "قطع إسرائيل الوصول إلى المياه والتدمير المنهجي للمنشآت والتعطيل المتعمد للوصول إلى المساعدات، خفض كميات المياه المتاحة في غزة بنسبة 94 % إلى 4,74 ليترات للفرد في اليوم أي اقل من ثلث الكمية الموصى بها في حالات الطوارئ".