حظرت السلطات في بنغلادش الجمعة التظاهرات الجديدة في العاصمة دكا واعلنت توقيف أحد زعماء المعارضة الرئيسيين بعد اضطرابات في البلاد لعدة أيام ومواجهات دامية بين قوات الأمن والطلاب خلال الساعات ال48 الماضية.
وخلال الأسبوع تحولت التظاهرات التي انطلقت مطلع تموز للمطالبة بإنهاء نظام الحصص في التعيينات في القطاع العام إلى اشتباكات عنيفة خلفت 50 قتيلا وفق حصيلة لفرانس برس.
كانت شوارع دكا المزدحمة عادة، مقفرة فجر الجمعة وكانت تحمل آثار أعمال العنف كالمباني الحكومية المحروقة والسيارات المتفحمة والحجارة على الطرقات... وظلت خدمة الإنترنت مقطوعة.
صباحا اندلعت مواجهات جديدة في العاصمة. وأشار مراسل فرانس برس إلى أن مئات الطلاب قطعوا الطرقات في منطقة باناني التجارية الراقية. وبحسب شهود عيان أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع في عدة أماكن في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة.
وقال قائد شرطة المدينة حبيب الرحمن لفرانس برس "لضمان السلامة العامة حظرت الشرطة جميع التجمعات والمسيرات والاجتماعات في الأماكن العامة في دكا" الجمعة.
كما ذكرت الشرطة أنها اعتقلت أحد قادة المعارضة الرئيسيين في دكا روح الكبير رضوي أحمد، زعيم الحزب القومي البنغلادشي، دون تقديم تفاصيل عن أسباب اعتقاله.
بالأمس اتهمت الشرطة في بيان "الكفار" بـ "إحراق وتخريب وتدمير" مبان رسمية بما في ذلك مبنى التلفزيون الحكومي BTV، بعد انقطاع "شبه كامل" للإنترنت في جميع أنحاء البلاد.
- 700 جريح -
وقال فاروق حسين المتحدث باسم شرطة دكا لوكالة فرانس برس إن "مئة شرطي أصيبوا خلال الاشتباكات" الخميس كما تم "إحراق نحو خمسين مركزا للشرطة".
وحذرت الشرطة من أنه إذا استمرت اعمال العنف سنضطر إلى تطبيق القانون إلى أقصى الحدود". وهذا سبب سقوط أكثر من ثلثي عدد القتلى بحسب معلومات حصلت عليها فرانس برس من مصادر طبية.
وأصيب أكثر من 700 شخص الخميس في اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين بينهم 104 من عناصر الشرطة و30 صحافيا وفقا لقناة "اندبندنت تليفجن" المستقلة التي قالت إن 26 من أقاليم البلاد ال64 سجلت وقوع صدامات.
وتهدف التظاهرات شبه اليومية التي انطلقت مطلع تموز إلى إنهاء نظام الحصص في القطاع العام الذي يخصص أكثر من نصف الوظائف لمجموعات محددة خاصة لأبناء قدامى المحاربين في حرب التحرير ضد باكستان عام 1971.
ويطالب الطلاب بالتوظيف على أساس الجدارة، معتبرين أن هذا النظام يعطي الأفضلية لأبناء أنصار رئيسة الوزراء الشيخة حسينة التي تحكم البلاد منذ عام 2009 ويتهمها المعارضون بالرغبة في القضاء على كل المعارضة لتعزيز سلطتها.
- منع أي اتصالات -
وتكثف الحراك في الأيام الماضية واندلعت اشتباكات في عدة مدن بينما هاجمت شرطة مكافحة الشغب الطلاب الذين أقاموا حواجز بشرية على المحاور الرئيسية.
وأمرت السلطات هذا الأسبوع بإغلاق المدارس والجامعات إلى أجل غير مسمى مع تدهور الوضع.
وقال مبشر حسن الخبير في شؤون بنغلادش في جامعة أوسلو لوكالة فرانس برس إن المتظاهرين "يحتجون على الطبيعة القمعية للدولة. ويشككون في قيادة حسينة ويتهمونها بالتمسك بالسلطة بالقوة".
وقال علي رياض استاذ السياسة في جامعة إلينوي "إنها فورة السخط الكامن بين الشباب الذي تراكم على مر السنين بسبب حرمانهم من حقوقهم الاقتصادية والسياسية".
وأضاف "أصبحت حصص التوظيف رمزا لنظام مزيف".
وقالت بيديشا ريمجيم المحتجة البالغة 18 عاما لوكالة فرانس برس "نطالب أولا رئيسة الوزراء بالاعتذار". وتابعت "يجب تحقيق العدالة لإخواننا الذين قتلوا".
ولا تزال خدمة الإنترنت مقطوعة في البلاد وفقا لمنظمة نيتبلوكس للدفاع عن الشبكة الالكترونية ومقرها لندن.
وكتبت المنظمة في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "إن الاضطرابات تمنع العائلات من التواصل وتقوض الجهود لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان".