يجتمع وزراء خارجية دول جنوب شرق آسيا في لاوس هذا الأسبوع للبحث في مسألتي بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه والصراع في بورما، فيما يتوقع أن يلتقي وزيرا خارجية الصين والولايات المتحدة على هامش هذه المحادثات
يبدأ اجتماع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تضم عشرة بلدان في العاصمة فينتيان الخميس ويستمر ثلاثة أيام.
ويناقش آنتوني بلينكن مع نظيره الصيني وانغ يي "أهمية الالتزام بالقانون الدولي في بحر الصين الجنوبي"، بحسب وزارة الخارجية الأميركية.
تؤكد بيجينغ أحقيتها تقريبا بكامل الممر المائي الذي تمر عبره تجارة تقدر قيمتها بتريليونات الدولارات سنويا وتتجاهل مطالب بلدان عدة بينها الفيليبين التي حصلت على تحكيم دولي يؤكد عدم وجود أسس قانونية لمطالب الصين الواسعة.
دارت مناوشات بين بحارة فيليبينيين في جزيرة ساكند توماس شول المرجانية النائية وبحارة صينيين في الأشهر الأخيرة، ما أثار مخاوف من اندلاع نزاع قد يجر الولايات المتحدة بسبب معاهدة الدفاع المشترك مع مانيلا.
ومن المتوقع أن يصدر وزراء مجموعة آسيان بيانا مشتركا.
وفي مسودة اطلعت عليها وكالة فرانس برس، أعرب بعض الوزراء عن قلقهم إزاء "الحوادث الخطيرة" في الممر المائي "التي أدت إلى تآكل الثقة وزيادة التوترات وقد تقوض السلام والأمن والاستقرار في المنطقة".
وفقد بحار فيليبيني إبهامه في مواجهة أخيرة وقعت في 17 حزيران عندما أحبط خفر السواحل الصينيون باستخدام السكاكين والعصي والفؤوس محاولة للبحرية الفيليبينية لإمداد قواتها.
والأحد، توصلت مانيلا وبيجينغ إلى اتفاق على "ترتيبات" بشأن إعادة تموين القوات الفيليبينية على الجزيرة النائية.
وأكد ديبلوماسي سيحضر الاجتماع في عاصمة لاوس أن حزم الصين في الممر المائي يدفع بعض دول جنوب شرق آسيا للتقرب من الولايات المتحدة.
وقال الديبلوماسي الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه إن الديبلوماسيين في المنطقة يتحضرون أيضا لاحتمال فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني المقبل.
وتابع أن دول المجموعة "تعرف إلى حد ما كيف تتعامل معه ... ما يروق له وما لا يروق له".
- بورما -
وعلى جدول الأعمال أيضا الحرب الأهلية التي بدأت بانقلاب عسكري عام 2021 في بورما العضو في الرابطة.
فشلت آسيان حتى الآن في تحقيق أي تقدم لحل هذه الأزمة باتّجاه تطبيق خطة سلام من خمس نقاط تم الاتفاق عليها قبل ثلاث سنوات، رغم أن إندونيسيا التي كانت تترأس الرابطة سابقا رحّبت بالمحادثات "الإيجابية" مع الأطراف الرئيسية في تشرين الثاني.
تم استبعاد المجلس العسكري من الاجتماعات رفيعة المستوى للكتلة بسبب رفضه التفاوض مع معارضيه وحملته القمعية الوحشية ضد المعارضة.
من المتوقع أن ترسل بورما ممثلا إلى الاجتماع، بحسب عدة مصادر.
وقال ديبلوماسي من جنوب شرق آسيا سيحضر المحادثات لوكالة فرانس برس شريطة عدم الكشف عن هويته، إن استعداد الجيش لإعادة التواصل ديبلوماسيا مع آسيان "مؤشر الى ضعف موقف المجلس العسكري".
ولم يقم المجلس العسكري بأي هجوم مضاد حقيقي في أعقاب الهجوم الذي شنته الجماعات الاتنية المسلحة في تشرين الأول وسيطرت فيه على مساحات شاسعة من الأراضي على طول الحدود مع الصين.
وذكر الديبلوماسي أن "وسط بورما ما زال تحت القيادة العسكرية" لكن بورما تتجه نحو أن تصير "دولة فاشلة".
وبحسب مسودة بيان اللقاء التي اطلعت عليها فرانس برس، يدين الوزراء "بشدة" استمرار العنف.
تسببت هذه الأزمة بانقسام في آسيان، فمن جهة دعت إندونيسيا وماليزيا والفيليبين إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد المجلس العسكري، بينما أجرت تايلاند محادثات ثنائية معه ولقاء مع الزعيمة الديمقراطية المحتجزة أونغ سان سو تشي.