قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الأربعاء خلال اجتماعه مع نظيره الصيني وانغ يي إن بلاده لن تتفاوض مع روسيا إلا عندما تكون الأخيرة مستعدة للقيام بذلك "بحسن نية".
وأكد كوليبا الذي يزور الصين على "موقف أوكرانيا المتمثل في الاستعداد للتفاوض مع الجانب الروسي (...) عندما تكون روسيا مستعدة للتفاوض بحسن نية" مضيفاً أن "الجانب الروسي حاليا غير مستعد للقيام بذلك"، بحسب بيان للخارجية الأوكرانية.
وزيارة كوليبا التي من المقرر أن تستمر حتى الجمعة هي الأولى لمسؤول أوكراني بهذا المستوى للصين منذ بدء الغزو الروسي.
وردا على سؤال حول اللقاء بين وزيري الخارجية الذي عقد صباح الأربعاء في قوانغتشو (جنوب)، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ إنهما "تبادلا وجهات النظر" بشأن النزاع.
واضافت خلال مؤتمر صحافي دوري أن "وانغ يي اشار إلى أن الأزمة في أوكرانيا دخلت عامها الثالث، وأن النزاع مستمر وأن هناك تهديد بالتصعيد وامتداده".
واشارت إلى أن "الصين ترى أن حل جميع النزاعات يجب أن يمر في نهاية المطاف من خلال طاولة المفاوضات".
على الرغم من علاقاتها الاقتصادية والديبلوماسية والعسكرية الوثيقة مع موسكو والتي تعززت بشكل أكبر منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية في شباط 2022، تقدم الصين نفسها بصفة محاور وتتهم الغرب "بصب الزيت على النار" من خلال تسليح كييف.
وأكد كوليبا أن أوكرانيا "ترغب أيضًا في اتباع طريق السلام والتعافي والتنمية"، بحسب بيان صدر عن وزارته الأربعاء.
وأضاف "أنا مقتنع بأن هذه هي الأولويات الاستراتيجية التي نتقاسمها"، مشيراً إلى أن "العدوان الروسي دمر السلام وأبطأ التنمية".
- "حوار مباشر" - والصين التي تريد على غرار روسيا أن تشكل ثقلا مقابلا للنفوذ الأميركي، لم تعبّر أبدا عن إدانتها الغزو الروسي وهي تتهم حلف شمال الأطلسي (ناتو) بإهمال مخاوف موسكو الأمنية.
لكن العملاق الآسيوي دعا أيضا العام الماضي إلى احترام سلامة أراضي كل الدول بما في ذلك أوكرانيا.
ورغم الاختلافات الواضحة في المواقف، اعتبر كوليبا الثلثاء في منشور على إنستغرام أنه يتعين على كييف وبيجينغ اجراء "حوار مباشر" داعياً إلى "تجنب التنافس بين خطط السلام".
وياتي ذلك بعد أسبوع على فتح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الباب أمام محادثات مع روسيا للمرة الأولى وقوله إنه يؤيد وجود موسكو في قمة سلام مستقبلية.
وكانت قمة أولى قد نُظّمت منتصف حزيران في سويسرا بحضور عشرات البلدان. لكن روسيا لم تتلق دعوة لحضورها، فقررت الصين عدم المشاركة، معتبرة أن القمة لا تملك أي فرصة لتحقيق تقدم.
وكانت الصين قد ربطت حينها مشاركتها في أن تتيح القمة "مشاركة متساوية من كل الأطراف" و"نقاشا منصفا لكل خطط السلام"، ومن ضمنها الموقف الروسي، وهو ما ترفضه كييف.
- "دور بناء" - وتنطوي خطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على استسلام أوكرانيا بحكم الأمر الواقع، فهو يشترط لإنهاء النزاع أن تمنحه أوكرانيا أربع مناطق أوكرانية، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014، وأن تتخلّى عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
واضافت المتحدثة باسم الخارجية الصينية الأربعاء "أبدت روسيا وأوكرانيا مؤخرا بدرجات متفاوتة استعدادهما للتفاوض".
وأكدت "وإن لم تكتمل الشروط بعد، إلا أننا ندعم كل الجهود الرامية إلى السلام ونرغب في مواصلة لعب دور بناء للتوصل إلى وقف لإطلاق النار واستئناف محادثات السلام".
وتتهم الولايات المتحدة والأوروبيون الصين بانتظام بتقديم الدعم الاقتصادي الحاسم لروسيا، التي تستهدفها عقوبات غربية كبيرة، في جهودها الحربية.
ويتهم الغرب خصوصا الشركات الصينية ببيع منتجات "مزدوجة الاستخدام" (مدنية وعسكرية) إلى روسيا، مثل المكونات والمعدات الأخرى اللازمة للحفاظ على استمرار الإنتاج العسكري الروسي.
وتنفي الصين الأمر. ومع ذلك، يفرض الأميركيون والأوروبيون عقوبات على شركات صينية متهمة بمساعدة موسكو.
وتدعو الصين أيضا إلى إنهاء المعارك. وقد انتقد الغرب هذا الموقف، لاعتقاده أن ذلك سيسمح لروسيا بتعزيز مكاسبها الإقليمية في أوكرانيا.