النهار

ألمانيا تحظّر جمعيّة إسلاميّة للاشتباه في صلاتها بحزب الله وإيران
المصدر: أ ف ب
ألمانيا تحظّر جمعيّة إسلاميّة للاشتباه في صلاتها بحزب الله  وإيران
شرطيون خلال تفتيش "المسجد الأزرق"، الذي يضم المركز الإسلامي في هامبورغ بشمال ألمانيا (24 تموز 2024، أ ف ب).
A+   A-
حظرت الحكومة الألمانية، الأربعاء، "المركز الإسلامي في هامبورغ" وهو جمعية تدير مسجدا في المدينة الألمانية، وكانت محور تحقيق منذ أشهر عدة للاشتباه في دعمها حزب الله اللبناني وصلاتها بداعمته إيران.

وتعقيباً على الخطوة، استدعت طهران السفير الألماني لديها، ونددت بـ"تصرف عدائي" من قبل برلين، ووصفت الواقعة بأنها "مثال واضح لمشروع العداء مع الاسلام"، وفق ما نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا" عن المدير العام لشؤون غرب أوروبا في الوزارة.

في المقابل أجرت ألمانيا محادثات مع السفير الإيراني من دون أي إشارة إلى استدعاء رسمي.

وقالت وزارة الداخلية الألمانية إن تحقيقاتها أظهرت أن المركز الذي يقدم نفسه كجمعية دينية من دون أجندة سياسية، هو عكس ما يدّعي.

وأعلنت الوزارة أنها "حظرت المركز الإسلامي في هامبورغ والمنظمات التابعة له في كل انحاء ألمانيا لأنه منظمة إسلامية متطرفة لها أهداف مخالفة للدستور".

واتّهمت المركز بأنه "ممثّل مباشر" للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي، متهمة إياه بنشر فكر طهران "بأسلوب عدائي ومتشدد".

ويسعى المركز، وفق الوزارة، الى "إقامة حكم استبدادي وديني" بديل من الديموقراطي، ويدعم "البعد العسكري والسياسي" لتنظميات مثل حزب الله.

ويشتبه في أن المركز ينشر دعاية معادية للسامية، وهو أمر تسعى ألمانيا لوضع حد له بعد ازدياد معاداة السامية في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة التي جاءت ردا على هجوم غير مسبوق نفّذته حركة حماس الفلسطينية داخل إسرائيل.

ودهم محققون 53 موقعا يعتقد أنها تابعة للمركز في مناطق مختلفة من ألمانيا الأربعاء، ووضعوا اليد على المركز كما ضبطوا "عددا كبيرا من أجهزة تكنولوجيا المعلومات" إلى جانب أموال ووثائق لها صلات بحزب الله وحماس، بحسب بيان لاحق للوزارة.

الحظر المفروض الأربعاء يطال منظمات عدة تعمل تحت مظلة المركز، منها أربعة مساجد للشيعة.

وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر "أريد أن أكون شديدة الوضوح: نحن لا نتخذ أي خطوة ضد ديانة".

أضافت "نحن نميّز بشكل صريح بين الإسلاميين المتطرفين الذين نقوم بملاحقتهم، وكثير من المسلمين الذين ينتمون الى بلادنا ويعيشون بحسب معتقداتهم"، مشددة على أن "هذا الحظر لا يشمل على الإطلاق الممارسة السلمية للمذهب الشيعي".

- "بؤرة" لإيران -
وتعتبر ألمانيا حزب الله "منظمة شيعية متطرّفة" ومنعته في العام 2020 من القيام بأنشطة على أراضيها.

وأشارت فيزر الى أن المركز يروّج لفكر إسلامي "موجّه ضد الكرامة الإنسانية، ضد حقوق المرأة، ضد العدالة المستقلة، وضد دولتنا الديموقراطية".

وفي طهران، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية استدعاء السفير الألماني "عقب قيام الشرطة الألمانية بإغلاق عدد من المراكز الإسلامية"، مندّدة بـ"تصرف عدائي" رأت أنه "يتعارض مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان".

وقالت "للأسف ما حدث في ألمانيا اليوم مثال واضح على الإسلاموفوبيا وتحدٍ لتعاليم الديانات الإبراهيمية"، مشيدة بـ"الخدمات القيمة التي لا تنسى للمراكز الإسلامية ومن بينها المركز الإسلامي في هامبورغ، في شرح تعاليم الإسلام الدينية وتعزيز مبدأ الحوار والتسامح الديني ومكافحة التطرف".

ويدير "المركز الإسلامي في هامبورغ" مسجد الإمام علي المعروف أيضا بالمسجد الأزرق. وهو يعدّ من أهم المراكز الشيعية في أوروبا، وكثرت الدعوات في السنوات الأخيرة لكي تغلقه السلطات  بسبب ارتباطه المفترض بإيران.

وللمركز فروع تمثيلية في مدن أخرى داخل ألمانيا أبرزها برلين وميونيخ وفرانكفورت.

أسس المركز مهاجرون إيرانيون في العام 1954 ويخضع للمراقبة من قبل جهاز الاستخبارات الداخلية منذ مدة.

وفي تشرين الثاني، نفذ المحققون عمليات دهم واسعة لمقره ومواقع مختلفة مرتبطة به في سبع من الولايات الـ16 في ألمانيا.

وأكدت وزارة الداخلية في برلين أنه تمّ العثور على "أدلة كثيرة" أدت الى "تأكيد الشبهات بشكل كافٍ لإصدار أمر حظر" المركز الأربعاء.

ورحبت الحكومة الإقليمية في هامبورغ بشمال ألمانيا، بقرار الحظر.

وقال وزير داخلية الولاية أندي غروته إن "إغلاق هذه البؤرة للنظام الإيراني غير الانساني هي ضربة فعلية للتطرف الإسلامي".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium