النهار

هل كان غياب هاريس عن خطاب نتنياهو في الكونغرس رسالة سلبية لإسرائيل؟
المصدر: "النهار"
هل كان غياب هاريس عن خطاب نتنياهو في الكونغرس رسالة سلبية لإسرائيل؟
نتنياهو في الكونغرس (أ ف ب).
A+   A-
أثار غياب نائبة رئيس الولايات المتحدة، والمرشّحة المفترضة للديموقراطيين في سباق الرئاسة الأميركية، كامالا هاريس، عن كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس، يوم أمس الأربعاء، جدلاً واسعاً في أوساط المراقبين، لكون غيابها يحمل رسائل كثيرة، أبرزها أن الإدارة الأميركية غير راضية عن زيارة نتنياهو إلى الكونغرس، بالإضافة إلى كونها، ومن خلفها الإدارة، غير راضين عن الكثير من سياسات نتنياهو في ما يتعلّق بالحرب في غزّة.
 
صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية تُضيء على مسألة غياب هاريس عن خطاب نتنياهو، وتعود بالتاريخ إلى الوراء لتُشير إلى أن العادة تقضي حضور نائب رئيس الولايات المتحدة، بالإضافة إلى رئيس مجلس النواب، والجلوس خلف الزعماء الأجانب الذين يزورون الكونغرس، ويلقون خطاباً في جلسة مشتركة، مثلما كانت الحال حينما ألقى نتنياهو كلمة أمام الكونغرس في عام 1996، إذ جلس نائب الرئيس آنذاك آل غور على أحد الكراسي خلفه. وبعد ذلك، تكرّر الأمر في عام 2011، عندما جلس نائب الرئيس آنذاك جو بايدن على الكرسي نفسه.
 
لم يحضر بايدن خطاب نتنياهو عام 2015، ليطلق علامة واضحة على استياء البيت الأبيض من الترتيب لهذا الخطاب، على الرغم من معارضة الإدارة الأميركية برئاسة باراك أوباما. وهذا السيناريو تكرّر أمس مع غياب هاريس عن الخطاب.
 
يُضيء المقال أيضاً على سبب تغيّب هاريس، فيقلّل من أهميته، إذ يُشير إلى أن نائبة الرئيس قرّرت حضور المؤتمر السنوي لنادٍ نسائيّ يعقد في ولاية إنديانا بدلاً من الحضور إلى الكونغرس، "وهي إشارة سيّئة كمرشّحة رئاسيّة مفترضة".
 
وبالرغم من أن مكتبها قال إنّها تغيّبت عن خطاب نتنياهو بسبب تضارب بسيط في المواعيد، فإنّ غيابها يأتي في سياق المقاطعة الأوسع للخطاب من قبل المشرّعين الديموقراطيين. ولو أرادت هاريس الحضور لكان بإمكانها إعادة ترتيب جدول أعمالها. إن عدم قيامها بذلك، يرسل إشارة بأنها كانت تبحث عن عذر كما فعل العديد من المشرعين الآخرين من أجل عدم الاستماع إلى نتنياهو، حسب "جيروزاليم بوست".
 
وعلى حدّ تعبير رئيس مجلس النواب مايك جونسون: "إنه أمر شائن بالنسبة لي، وغير مبرّر، أن تقاطع كامالا هاريس هذه الجلسة المشتركة".
 
وكان جونسون، وهو جمهوري، المشرع الذي دعا نتنياهو إلى تسليط الضوء على الخلافات بين الجمهوريين والديموقراطيين بشأن إسرائيل في عام الانتخابات، وكان يعلم أن العديد من الديمقراطيين سيقاطعون الخطاب، حسب ما تنقل الصحيفة العبرية نفسها،
 
وبعد ما حصل في الكونغرس، فإن كلّ ما تقوله هاريس وتفعله الآن سيكون تحت مجهر المراقبة.
 
برأي الصحيفة العبرية، تتخذ هاريس هذا الموقف "لإرضاء التقدميين في حزبها، الذين أظهروا انزعاجهم من الدعم القوي الشامل الذي تقدّمه الإدارة الأميركية لإسرائيل خلال الحرب الحالية. لكنّه يتعيّن على هاريس، مع ذلك، أن تتمتع بالذكاء السياسي الكافي لتدرك أنّها في الوقت الذي تعمل فيه على استرضاء أحد جناحي حزبها، فإنها تخاطر بتنفير الناخبين المؤيدين لإسرائيل على الجانب الآخر".
 
لكن على المقلب الآخر، من المقرّر أن تلتقي هاريس بنتنياهو في لقاء خاصّ خلال رحلة رئيس الوزراء الحالية، وسيُحاول البعض الدفاع عنها بالقول إنها التقته، مما ينفي وجود أيّ عداوة. لكن الإشارات السلبية أُرسلت من خلال التغيّب عن جلسة الكونغرس.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium