النهار

مهاجرون في قارب يرفضون إنقاذهم ويصرّون على متابعة رحلتهم من فرنسا إلى بريطانيا
المصدر: أ ف ب
مهاجرون في قارب يرفضون إنقاذهم ويصرّون على متابعة رحلتهم من فرنسا إلى بريطانيا
صورة ارشيفية- عنصر من شرطة الحدود الفرنسية ينظر عبر المنظار في غرافلين شمال فرنسا خلال البحث عن مهاجرين يحاولون عبور القناة الإنكليزية للوصول إلى بريطانيا (20 تموز 2024، أ ف ب).
A+   A-
لقي مهاجر مصرعه، الأحد، أثناء محاولته مع عشرات غيره عبور المانش من فرنسا إلى بريطانيا بواسطة قارب صغير، في حين أفادت السلطات الفرنسية عن رفض المهاجرين على متن القارب المكتظ جهود إنقاذهم وإصرارهم على مواصلة رحلتهم المحفوفة بالمخاطر.

وهذه سابع وفاة لمهاجر في بحر المانش منذ 12 تموز، وكشفت الإدارة الفرنسية المسؤولة عن المانش وبحر الشمال "بريمار" أن هناك "ظاهرة جديدة" تتمثل في مصرع المهاجرين بسبب الاكتظاظ والتدافع على متن القوارب وليس الغرق.

وقالت "بريمار" في بيان إن 75 شخصا كانوا على متن القارب الصغير الذي تم رصده لأول مرة قبالة ميناء كاليه في الساعات الأولى من الأحد.

وأضافت أن رجال الإنقاذ تمكنوا من انتشال 35 مهاجرا، بينهم شخص بدا أنه "فارق الحياة" وجرى نقله بمروحية إلى مستشفى في بولوني سور مير حيث أعلنت وفاته.

ورفض آخرون كانوا على متن القارب إنقاذهم والعودة إلى فرنسا، وآثروا متابعة رحلتهم. ولم تتضح على الفور الظروف التي وصلت فيها القارب إلى بريطانيا.

وقالت الإدارة الفرنسية إنه "بالنظر إلى مخاطر السقوط في البحر أو الإصابة التي قد يتعرض لها الأشخاص في حالة التدخل القسري، اتخذ قرار بالسماح لهم بمواصلة رحلتهم".

- "ظاهرة" التدافع
ولفت البيان إلى "ظاهرة جديدة" تتمثل في وفاة أشخاص في عرض البحر بسبب التدافع.

وقضى أربعة رجال على متن قارب مكتظ أثناء محاولتهم الوصول إلى بريطانيا في 12 تموز وامرأة إريترية في 17 من الشهر نفسه ورجل آخر بعد يومين.

وقال مسؤولون فرنسيون إن 86 شخصا كانوا على متن القارب الذي شهد حادث وفاة في 19 تموز مع سقوط خمسة أشخاص في البحر، بينهم الرجل الذي خسر حياته.

وتم تسجيل 12 حالة وفاة لمهاجرين في المانش عام 2023، لكن الحصيلة وصلت إلى 23 حالة عام 2024، وفقا للسلطات البحرية.

وحمّلت فلور جوديت من جمعية "نزل المهاجرين" الخيرية الحكومات المعنية المسؤولية، قائلة إنه لا يوجد "ممر آمن" ممكن لطالبي اللجوء المحتملين، ولافتة الى استخدام "القمع" على طول الساحل الفرنسي.

وقالت كلير ميلوت من منظمة "سلام" غير الحكومية إن هناك عددا "مخيفا" الآن من الأشخاص الذين تضيق بهم القوارب.

أضافت "الحل ليس بتدمير القوارب"، معتبرة أن هناك المزيد والمزيد من الأشخاص الذين لا يزالون يفدون.

وشددت على أن "الحل هو في منحهم الفرصة للبقاء والعمل" لأن هناك حاجة للمهاجرين.

وبعد فوز حزب العمال في الانتخابات العامة البريطانية في تموز، تعهد رئيس الوزراء كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعزيز "التعاون" للتعامل مع الارتفاع الكبير في عدد المهاجرين غير الشرعيين.

وألغى ستارمر خطة حكومة المحافظين المنتهية ولايتها لإرسال المهاجرين غير الشرعيين إلى رواندا.

وتسعى السلطات الفرنسية إلى منع المهاجرين من الانطلاق بقواربهم، لكنها لا تتدخل لمجرد أن تصبح القوارب في المياه إلا لأغراض الإنقاذ لاعتبارات تتعلق بالسلامة.

وفي الوقت نفسه، تسعى الحكومتان الفرنسية والبريطانية إلى تفكيك عصابات تهريب البشر التي تنظم عمليات العبور وتحصل على آلاف اليوروهات من كل مهاجر.

ووفق أحدث بيانات للحكومة البريطانية، وصل 1500 مهاجر إلى بريطانيا على متن 27 قاربا صغيرا عبر المانش حتى 21 تموز.

وسجل السبت 27 تموز أيضا وصولا كثيفا للمهاجرين على متن قوارب مختلفة إلى الشواطىء البريطانية، بحيث بلغ عددهم 370 مهاجرا.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium