النهار

فنزويلا: تجمّعات داعمة للمعارضة بعد مقتل محتجين على إعلان فوز مادورو
المصدر: أ ف ب
فنزويلا: تجمّعات داعمة للمعارضة بعد مقتل محتجين على إعلان فوز مادورو
تجمع حاشد دعت اليه المعارضة أمام مقر الأمم المتحدة في كراكاس (30 تموز 2024، أ ف ب).
A+   A-
تجمع عشرات آلاف الفنزويليين في تحركات سلمية، الثلثاء، غداة مقتل 11 شخصا وإصابة العشرات في احتجاجات على إعلان فوز الرئيس نيكولاس مادورو بولاية ثالثة في الانتخابات التي تم التشكيك بنتائجها.

وهتف المشاركون في تجمع كبير في كراكاس "حرية، حرية" و"لسنا خائفين"، بعد تأكيد المعارضة أن مرشحها إدموندو غونزاليس أوروتيا هو الفائز بالانتخابات التي أجريت الأحد.

ومع تزايد الدعوات الدولية لللمجلس الانتخابي الوطني المرتبط بالنظام لإصدار بيان تفصيلي بالأصوات يثبت من خلاله إعلانه فوز مادورو، حذّر الأخير المعارضة من العنف في الشارع.

وحمّل الرئيس الذي يتولى الحكم منذ 2013 المعارضة المسؤولية "عن كلّ ما يحدث في فنزويلا، عن العنف الإجرامي، والجرحى، والقتلى، والدمار".

غير أن منظمة "فورو بينال" غير الحكومية أعلنت أن 11 شخصا على الأقل بينهم قاصران اثنان، قتلوا. واعتبر رئيس المنظمة ألفريدو روميرو أن هؤلاء هم ضحايا "أزمة حقوق إنسان".

وأضاف أن العشرات أصيبوا بجروح فيما اعتُقل 177 شخصا على الأقل.

وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاط الإثنين على المتظاهرين الذين اتهموا الحكومة بـ"تزوير" الانتخابات، وطالبوا بسقوطها.

وترفض المعارضة إعلان السلطات فوز مادورو بالانتخابات بحصوله على أكثر من 51 بالمئة من الأصوات مقابل 44 بالمئة لمنافسه غونزاليس أوروتيا.

ونال مادورو (61 عاماً) بذلك ولاية رئاسية ثالثة متتالية من ستة أعوام في بلاد غنية بالنفط لكنها تعاني أزمة اقتصادية حادة. ودفع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 80 بالمئة، بأكثر من سبعة ملايين فنزويليا الى الهجرة، من إجمالي عدد السكان البالغ 30 مليون سمة.

ويُتهم مادورو بسجن منتقديه ومضايقة المعارضة في مناخ من الاستبداد المتزايد.

- "لا يمكن الاعتراف بها" -
وتواصلت الدعوات الدولية لكراكاس لإظهار شفافية بشأن نتائج الاقتراع والحد من القيود على المعارضة.

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن نتائج الانتخابات لا يمكن الاعتراف بها حتى التأكد من سجلات التصويت ونشرها.

وقال للصحافيين خلال زيارة إلى فيتنام الأربعاء "نطلب أن يتم تزويدنا بالقدرة الفورية على الوصول إلى سجلات التصويت في مراكز الاقتراع".

بدوره، حضّ رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على الهدوء.

وقال "أطلق نداءً حازماً للهدوء... واحترام الحقوق الأساسية لكل الفنزويليين والفنزويليات"، مؤكداً أنه يتابع "بقلق الأحداث" في البلاد.

وشدد سانشيز خلال مؤتمر صحافي على أن "الشفافية ضرورية في عمليات فرز الأصوات. للتمكن من الاعتراف بالنتيجة، يجب أن يكون التحقق من الأصوات ممكنا في كل مراكز" الاقتراع.

وكان مركز كارتر الأميركي، وهو إحدى المنظمات القليلة التي سمح لمراقبيها بدخول فنزويلا، قال إن الانتخابات لم تستوفِ "المعايير الدولية للنزاهة الانتخابية ولا يمكن اعتبارها ديموقراطية".

ودعا المركز إلى إصدار نتائج منفصلة لكل من مراكز الاقتراع.

وكانت استطلاعات رأي مستقلة قد توقعت فوز الدبلوماسي المتقاعد غونزاليس أوروتيا (74 عاما) بفارق كبير.

ونزل آلاف من المتظاهرين إلى شوارع العديد من المدن إثر إعلان فوز مادورو ومزق البعض لافتات انتخابية وأحرقوها تعبيرا عن الغضب.

وقال المدعي العام طارق وليام صعب إن 749 "مجرما" اعتقلوا خلال تظاهرات يواجهون اتهامات بمقاومة السلطة أو "الإرهاب في أسوأ الحالات".

ورأى مدير حملة الرئيس خورخي رودريغيز أنه ينبغي سجن غونزاليس أوروتيا وماريا كورينا ماتشادو، زعيمة المعارضة التي حال القضاء دون خوضها الانتخابات، على خلفية التظاهرات.

وشدد بوريل في منشور على منصة إكس الأربعاء ان "على السلطات الفنزويلية أن تضع حداً للتوقيفات والقمع والخطاب الحاد ضد المعارضة"، معتبراً أن تهديد المعارضين هو أمر "غير مقبول".

- "مادورو دكتاتور" -
وتجمّع أنصار المعارضة في تحركات سلمية في العديد من المدن الثلاثاء.

ولوح الآلاف بأعلام فنزويلية وهتفوا "مادورو دكتاتور" و"إدموندو رئيس" خلال تجمع في كراكاس بحضور غوزاليس أوروتيا وماتشادو.

وقال مرشح المعارضة إن قوات الأمن "ليس لديها سبب لكل هذا الاضطهاد".

وعبر المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك الثلاثاء عن "قلقه البالغ بشأن تصاعد التوترات مع فنزويلا تترافق مع تقارير مثيرة للقلق بشأن أعمال عنف".

واعتبر البيت الأبيض الثلاثاء أن قمع المتظاهرين أو المعارضين "مرفوض".

وتشكلت طوابير انتظار أمام المتاجر التجارية في كراكاس الثلاثاء في وقت سعى السكان لتخزين المواد الغذائية والأوراق الصحية والصابون.

- تلاعب بالأصوات -
وسيكون موقف الجيش حاسما في الأزمة الناشئة بعد الانتخابات.

وحتى الثلاثاء، أكد وزير الدفاع الجنرال فلاديمير بادرينو "ولاء القوات المسلحة المطلق" للرئيس مادورو.

وتلقى الأخير تهنئة الصين وروسيا اللتين دعتا المعارضة إلى "القبول بهزيمتها"، وكذلك دول حليفة له مثل كوبا ونيكاراغوا وهندوراس وبوليفيا.

ومع ذلك، فإن عزلته تزداد مع صدور ردود فعل دولية منتقدة أو متشككة. فقد نددت منظمة الدول الأميركية الثلاثاء "بالتلاعب" بالأصوات. ودعت تسع دول في أميركا اللاتينية هي الأرجنتين وكوستاريكا والإكوادور وغواتيمالا وبنما وباراغواي وبيرو وجمهورية الدومينيكان وأوروغواي، في بيان مشترك إلى "مراجعة كاملة للانتخابات بحضور مراقبين مستقلين".

وطلبت البرازيل وكولومبيا مراجعة فرز الأصوات، بينما أعربت واشنطن عن خشيتها من أن النتيجة لا تعكس "إرادة الشعب الفنزويلي".

وردت كراكاس بسحب دبلوماسييها من سبع دول في أميركا اللاتينية هي الأرجنتين وتشيلي وكوستاريكا وبنما وبيرو وجمهورية الدومينيكان وأوروغواي، وأعلنت أنها ستعلق الرحلات الجوية مع بنما والدومينيكان.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium