أضافت إسرائيل اغتيال إسماعيل هنية في طهران، أمس الأربعاء، إلى قائمةٍ من عمليات اغتيال غامضة جرت في داخل الأراضي الإيرانية، ضمن حرب خفيّة مع إيران، أبرزها اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة، في 27 تشرين الثاني 2020 بطهران، في مكمن على طريق رئيسية باستخدام بندقية ذاتيّة التشغيل، بتوجيه من قمر اصطناعيّ.
زادة كان ضابطاً في الحرس الثوري، وأستاذاً لمادة الفيزياء في "جامعة الإمام الحسين" بطهران، وشكّل هدفاً رئيسياً لاستخبارات إسرائيل طوال سنوات. لذلك، ألقت إيران بالمسؤولية على إسرائيل في مقتله، فيما أبقت إسرائيل الأمر مبهماً.
لم يكن فخري زادة أوّل عالم مرتبط بالبرنامج النووي الإيراني يُستهدف بهجوم قاتل، وفقاً لما ورد عنه في تقريرٍ، نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فقبله تمّ استهداف مسؤولين إيرانيين بسيّارتين مفخّختين في 2020 بطهران، بفارق 20 دقيقة، فقضى أحدهما قتيلاً وأصيب الآخر.
بعدها بعامين، تمّ اغتيال قائد كبير في الحرس الثوري، هو العقيد حسن سيد خدايي، المعروف بلقب "الصيّاد" في طهران. وبعد 3 أيام، توفّي المهندس الإيراني جاد بيجي في "حادث صناعي" في قاعدة بارشين العسكرية؛ وعنه قال مسؤولون إيرانيّون لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن طائرات مسيّرة هاجمت المنشأة التي يتمّ فيها تطوير صواريخ وتكنولوجيا نووية وطائرات بدون طيار.
بعده، توفّي علي إسماعيل زادة، الذي "سقط من سطح منزله" في كرج. ووفقاً لموقع "إيران إنترناشيونال" الإخباري المعارض، ومقرّه لندن، أبلغ كبار مسؤولي الحرس الثوري أسرته بأنّه ترك رسالة انتحار. ويُزعم أن إسماعيل زادة، القائد الكبير بوحدة 840 التابعة لقوة القدس، قُتل على يد الحرس الثوري، حيث يُشتبه بتسريبه معلومات أدّت إلى اغتيال خدايي.
وفي أيار 2022، توفّي عالمان إيرانيّان في ظروف غامضة في مدينتين تبعدان مئات الكيلومترات عن بعضهما، أحدهما عالم الفضاء أيوب انتظاري، الذي أدار مشاريع أمنيّة كبرى في معهد أبحاث AIO في يزد، وقضى قتيلاً بظروف غامضة. وقد أشارت تقارير إلى تسمّمه. كذلك، ظهرت أعراض تسمّم على كامران مالابور، وهو عالم نوويّ، كان يعمل في منشأة "نطنز" النوويّة، واتهمت إيران إسرائيل بقتل العالمين النوويين.
وهناك عملية اغتيال كبرى في داخل إيران طالت عبد الله أحمد عبد الله، المعروف أيضاً باسم أبو محمد المصري، وكان الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة"، حين شارك بهجمات عام 1998 على السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا، وكانت مكافأة مقدارها 10 ملايين دولار على رأسه، وفقاً لما ورد في تقارير، ذكرت أنّ عملاء إسرائيليين قتلوه يوم 7 آب 2020 في طهران، بطلب من الولايات المتحدة، وقتلوا معه ابنته مريم، أرملة حمزة أسامة بن لادن.