كان الأسبوع الماضي أحد أعنف أسابيع الحرب منذ اندلاعها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مع اغتيال إسرائيل ثلاثة قادة عسكريين وسياسيين في "حماس" و"حزب الله"، وهم رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية، المسؤول العسكري لكتائب القسّام محمد الضيف (مع ضرورة الإشارة إلى أن "حماس" نفت مقتله في حين إسرائيل أكّدت ذلك)، وفؤاد شُكر القيادي العسكري لـ"حزب الله".
صحيفة
"جيروزاليم بوست" نشرت مقالاً تطرّقت فيه إلى الاغتيالات التي حصلت، تحت عنوان "الاغتيالات الثلاثة التي غيرت وجه الشرق الأوسط"، لفتت خلاله إلى أن "في غضون ثلاثة أسابيع، اغتالت إسرائيل ثلاثة من عمالقة "الإرهاب"، وكانت هذه العمليات في حدّ ذاتها سبباً في تغيير مسار الحرب الدائرة".
وبرأي المقال العبري، فقد كانت "رغبة إسرائيل تكمن في إعادة تشكيل توازن القوى، وذلك لتأمين وقف إطلاق نار أكثر أمناً واستقراراً إقليميّاً، ولكن هذه العمليات جعلت المنطقة أيضاً أقرب إلى الانزلاق إلى حرب أكبر من أيّ وقت مضى حتى الآن".
وتطرّقت الصحيفة إلى الاغتيالات، وقالت إن "أولهم كان الضيف، ومقتله ليس مجرد ضربة موجعة لمعنويات "حماس" في المستقبل القريب، لأنه كان الشخصية العسكرية الأكثر "بطولية" في صفوفها للعقد الماضي، بل إن له تأثيراً أكثر أهمية على المدى البعيد، ذلك لأن مقتل الضيف، أكثر من أي مسؤول آخر في "حماس"، يترك الجماعة في غزة بدون قائد عسكري".
وتُضيف الصحيفة في هذا السياق: "بما أن الجيش الإسرائيلي نجح في قتل ما بين ثلثي إلى ثلاثة أرباع كبار القادة والقيادات الوسطى في "حماس"، فقد أصبح الضيف أكثر أهمية من أي وقت مضى باعتباره واحداً من القِلة القليلة المتبقية من كبار الاستراتيجيين العسكريين في حماس".
وتحدّثت الصحيفة عن الاغتيال الثاني، وهو فؤاد شُكر ولفتت إلى أنّه "كما فعلت إسرائيل مع "حماس"، فقد قضت على أكثر من نصف قادة "حزب الله" في جنوب لبنان، ودفعت نحو 90 في المئة من قوات الحزب في جنوب لبنان إلى الفرار شمالاً، لذا فإن قتل شُكر لم يكن مجرد ضربة لمعنويات "حزب الله" وعملياته، بل وأيضاً لقدراته على المدى الطويل لإعادة بناء قواته في جنوب لبنان".
وكان قتل شُكر بمثابة "رسالة" إلى الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله بأنه "قد يكون التالي بسهولة، وأن بيروت لن تكون بعد الآن منطقة تتمتع بالحصانة إذا قتل "حزب الله" أيّ عدد كبير من المدنيين الإسرائيليين"، بحسب "جيروزاليم بوست"، التي ترى أن "الاغتيال يضع خطوطاً حمراء أكثر وضوحاً لـ"حزب الله" في ما يتعلق بأنواع الهجمات التي قد "تتسامح" معها إسرائيل أو لا "تتسامح" معها".
أمّا الاغتيال الثالث، فكان قتل هنية الأمر الذي سيؤخّر أيّ اتفاق وقف لإطلاق النار، وفق المقال.
كان هنية المفاوض الرئيسي وكان الأكثر براغماتية بين قيادات الحركة.
وبرأي "جيروزاليم بوست"، لقد "تمكنت إسرائيل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية من إعاقة قدرات "حماس" و"حزب الله" العسكرية الحالية، والأهم من ذلك، قدراتهما العسكرية المستقبلية، وهدّدت إيران بأنه إذا تجاوز وكلاؤها الخطوط الحمراء، فإنّ الثمن قد يقع على عائق طهران وليس فقط على الوكلاء".