أصيب أميركيون بقصف صاروخي استهدف الإثنين قاعدة عسكرية في العراق، في هجوم يأتي بُعيد مقتل أربعة مقاتلين عراقيين موالين لإيران في غارة أميركية وعلى وقع تزايد المخاوف من تصعيد اقليمي.
وهذا آخر هجوم صاروخي في سلسلة هجمات تستهدف قاعدة عين الأسد الواقعة في غرب العراق والتي تستضيف قوات من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، بينها قوات أميركية.
وقال متحدث باسم البنتاغون إنّ "ما يُعتقد أنه هجوم صاروخي وقع اليوم ضدّ قوات أميركية وللتحالف في قاعدة (عين) الأسد في العراق. تفيد المؤشرات الأولية بإصابة عدد من الأميركيين"، من دون أن يحدد عدد الجرحى ومدى خطورة إصاباتهم.
وأضاف أن "أفراد القاعدة يجرون تقييما للأضرار بعد الهجوم".
وناقش الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، وفق بيان للبيت الأبيض، "الخطوات التي نتخذها للدفاع عن قواتنا والرد على أي هجوم ضد أفرادنا بالطريقة والمكان الذي نختاره".
وأعلنت خلية الإعلام الأمني التابعة للحكومة العراقية الثلثاء في بيان أن الاعتداء حصل بواسطة صاروخين انطلقا من عجلة تم ضبطها لاحقاً و"بداخلها ثمانية صواريخ من أصل 10 كانت معدة للاطلاق".
وأضافت إن القوات الأمنية "توصّلت الى معلومات مهمة عن مرتكبي هذا الاعتداء، وحالياً يتم ملاحقتهم لتقديمهم الى العدالة".
وتحدث مصدر عسكري عراقي في وقت سابق مساء الإثنين عن استهداف القاعدة بصواريخ، فيما قال احد قادة الفصائل المسلحة الموالية لإيران لوكالة فرانس برس إن صاروخين على الأقل استهدفا القاعدة، دون أن يحدد منفذي الهجوم.
وتكرّرت هذه الهجمات بعيد اندلاع الحرب في قطاع غزة بين اسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، لكن وتيرتها تراجعت في شكل كبير لاحقا.
ويأتي هجوم الاثنين مع ازدياد المخاوف من اتساع رقعة النزاع في المنطقة في حال ما شنت إيران وحلفاؤها هجوماً على إسرائيل ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران وقيادي عسكري كبير في حزب الله اللبناني في ضاحية بيروت الجنوبية الاسبوع الفائت.
كما يأتي أيضاً بعدما شنت القوات الاميركية غارة جوية ليل الثلثاء على مقاتلين عراقيين موالين لايران كانوا يحاولون إطلاق مسيرات ما تشكل تهديدا للقوات الاميركية وقوات التحالف، بحسب مسؤول أميركي.
وذكرت مصادر عراقية أن الغارة خلفت أربعة قتلى، علما أنها الأولى التي ينفذها الأميركيون منذ شباط.
لكن خلية الإعلام الأمني التابعة للحكومة العراقية اكدت في بيانها "نرفض رفضاً قاطعاً أي اعتداء من داخل العراق أو خارجه، على الأراضي والمصالح والأهداف العراقية".
واضافت "نرفض كل الاعمال والممارسات المتهوّرة التي تستهدف القواعد العراقية، والبعثات الدبلوماسية، وأماكن تواجد مستشاري التحالف الدولي، وكل ما من شأنه رفع التوتر في المنطقة، أو جرّ العراق الى أوضاع وتداعيات خطيرة".
واكدت أنه "لن نقبل بأن تكون الأرض العراقية ساحة لتصفية الحسابات وخلط الاوراق والانجرار الى ويلات الحروب وتداعيات الصراعات".
واستهدفت قواعد تؤوي جنودا أميركيين أو حلفاء لهم في العراق في 16 تموز/يوليو و25 منه.
ولم تكن القوات الأميركية في العراق وسوريا قد استهدفت منذ نيسان.
لكن الضربات كانت أكثر تواترا بنحو 175 مرة في الأشهر الأولى للحرب التي تدور بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول.
وأعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، التي تضم فصائل موالية لإيران، مسؤوليتها عن غالبية الهجمات التي قالت إنها تأتي في إطار التضامن مع الفلسطينيين في غزة.
وفي كانون الثاني، أسفرت ضربة بواسطة مسيّرة نُسبت إلى هذه الحركة عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين في قاعدة في الأردن.
ورداً على ذلك، شنت الولايات المتحدة عشرات الضربات ضد مقاتلين موالين لإيران في العراق وسوريا، ليعلن من بعدها أحد أبرز الفصائل العراقية تعليق الهجمات على القوات الأميركية.
في الأشهر الأخيرة، سعت بغداد لتهدئة من خلال الانخراط في محادثات مع واشنطن حول مستقبل مهمة التحالف الدولي في العراق والتي تدعو الفصائل الموالية لإيران إلى انسحابها.
ويتمركز نحو 2500 جندي أميركي في العراق و900 في سوريا.