النهار

محمد يونس مصرفي الفقراء ورئيس الحكومة الموقت في بنغلادش: الإنسان لم يولد ليعاني البؤس والجوع
المصدر: أ ف ب
محمد يونس مصرفي الفقراء ورئيس الحكومة الموقت في بنغلادش: الإنسان لم يولد ليعاني البؤس والجوع
صورة ارشيفية- يونس (في الوسط) يتحدث إلى وسائل الإعلام في محكمة القضاة الخاصة في دكا (12 حزيران 2024، أ ف ب).
A+   A-
يتولى محمد يونس الحائز جائزة نوبل للسلام و"مصرفي الفقراء" رئاسة الحكومة الموقتة في بنغلادش، بعد يومين من فرار رئيسة الوزراء الشيخة حسينة التي ناصبته العداء في خطاباتها وعلى المستوى القضائي.

وحصد محمد يونس شهرته العالمية بعد نيله جائزة نوبل للسلام في 2006 تقديراً لمساهمته في التنمية الاقتصادية لبلاده.

وساهم هذا الخبير الاقتصادي في انتشال ملايين النساء الريفيات من براثن الفقر من خلال مصرفه غرامين الرائد للقروض الصغيرة.

وقال يونس عند تسلمه جائزة نوبل "إن الإنسان لم يولد ليعاني البؤس والجوع والفقر".

وبعد حصوله على جائزته، فكر في إنشاء حزب قبل أن يتخلى بسرعة عن مشروعه الذي أثار عداء النخبة الحاكمة.

وكانت حكومة الشيخة حسينة التي حكمت 15 عاماً وانتهت باستقالتها الاثنين واستيلاء الجيش على البلاد، اظهرت حزماً متزايداً في قمعها للمعارضة السياسية، وجعلت شعبية الخبير الاقتصادي منافساً محتملاً لها.

وأعرب قادة الاحتجاجات الطلابية التي أطاحت حسينة الاثنين، عن رغبتهم بتولى محمد يونس رئاسة حكومة مؤقتة.

واتخذ قرار "تشكيل حكومة انتقالية (...) برئاسة يونس" خلال لقاء بين رئيس الجمهورية محمد شهاب الدين وكبار ضباط الجيش وقادة مجموعة "طلبة ضد التمييز"، الحركة التي نظمت التظاهرات في مطلع تموز، على ما اعلنت الرئاسة في بيان الأربعاء.

واعلن الحائز جائزة نوبل للسلام الثلثاء، في بيان مكتوب لوكالة فرانس برس، استعداده لتولي هذه المهمة.

وقال في بيان "لقد ظللت طيلة الوقت بعيدا عن السياسة... لكن اليوم، إذا كان من الضروري العمل في بنغلادش، من أجل بلدي، ومن أجل شجاعة شعبي، فسأفعل"، داعيا الى تنظيم "انتخابات حرة".

- سلسلة قضايا -
واجه محمد يونس مئات القضايا أمام المحاكم وتعرض لحملة عدوانية قامت بها منظمة إسلامية تديرها الدولة، والتي اتهمته بالترويج للمثلية الجنسية.

وأجبرته الحكومة على التخلي عن مصرف غرامين في 2011، في قرار اعترض عليه يونس ولكن أيدته أعلى محكمة في البلاد.

وحمل أنصاره الشيخة حسينة المسؤولية، والتي اتهمته "بامتصاص دم الفقراء" من خلال رفع أسعار الفائدة.

وفي كانون الثاني، حُكم على يونس وثلاثة من زملائه في غرامين تيليكوم، إحدى الشركات التي أسسها، بالسجن ستة أشهر إثر إدانتهم بانتهاك قوانين العمل.

وينفي الأربعة التهم التي يقول مؤيدون ومجموعات حقوقية، مثل منظمة العفو الدولية، إنها ذات دوافع سياسية، وأطلق سراحهم بكفالة في انتظار الاستئناف.

- فقر "مدقع" -
ولد يونس في 28 حزيران 1940 من اسرة ثرية في شيتاغونغ. كان والده صائغاً شهيراً. وقال إنه تأثر بشكل خاص بوالدته صوفيا خاتون التي كانت على الدوام تطلب الصدقات لمساعدة الفقراء.

وبعد عودته إلى البلاد في 1971 عند الانتهاء من دراسة  الاقتصاد في الولايات المتحدة، تولى رئاسة قسم الاقتصاد في جامعة شيتاغونغ.

وعمل فور عودته على مكافحة الفقر الذي تفاقم بسبب المجاعة الكبرى عام 1974.

وقال في 2006 "كان الفقر المدقع سائداً، في كل مكان، ولم اتمكن من تجاهله".

واضاف "كان من الصعب عليّ تدريس نظريات اقتصادية جميلة في قاعاتت التدريس الجامعية (...) كان علي أن أفعل شيئاً على الفور لمساعدة الناس من حولي".

وتمثلت مبادرته الأولى في إقراض ماله الخاص لصانعي السلال الفقراء. وكان الغرض من ذلك تسهيل وصول الفقراء إلى القروض الصغيرة والذين لا يمكنهم الحصول على القروض المصرفية التقليدية، بحسب مؤسسة نوبل.

ومع مرور السنين، تحولت مبادرته مصرف غرامين الذي أسسه عام 1983 والذي نما بنجاح.

وقال "لقد أنشأنا عالما خاليا من العبودية، عالما خاليا من الجدري، عالما خاليا من الفصل العنصري. إن تأسيس عالم خال من الفقر سيكون أعظم هذه الإنجازات وسيكرسها"، مضيفاً إنه "عالم يمكننا جميعًا أن نفتخر بالعيش فيه".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium