النهار

قصة دينا الشابة التي ماتت سحقاً في قارب للمهاجرين قبل تحقيق حلمها بالعيش في بريطانيا
المصدر: أ ف ب
قصة دينا الشابة التي ماتت سحقاً في قارب للمهاجرين قبل تحقيق حلمها بالعيش في بريطانيا
صورة ارشيفية- مهاجرون ينزلون من سفينة تابعة للجمعية الوطنية للإنقاذ البحري في كاليه شمال فرنسا، بعد إنقاذهم في القناة الإنكليزية (15 ايلول 2021، أ ف ب).
A+   A-
كانت فرحة دينا، مهاجرة من البدون في الكويت، لا توصف عندما وصلت بحرا الى شمال فرنسا. لكنها توفيت في نهاية تموز سحقا في قارب محمّل باللاجئين كانت تحلم بأن يوصلها الى بريطانيا. عائلتها تروي لوكالة فرانس برس غضبها وحزنها.

بدأت مأساة هذه العائلة في 28 تموز عند قرابة الساعة 04,00 - قبل أيام من بدء أعمال عنف اليمين المتطرف ضد المهاجرين في المملكة المتحدة.

حاولت عائلة الشمري - المؤلفة من الوالدين وأربعة أولاد تتراوح أعمارهم بين 13 و21 عاما - والتي وصلت إلى فرنسا قبل شهر، خمس مرات عبور المانش. إلا أن جميع المحاولات فشلت بعد تدخل الشرطة.

في تلك الليلة تقول نور (19 عاما) إنها كانت وشقيقتها أول من صعد على متن القارب وتبعهما عشرات المهاجرين.

وأضافت من مركز الاستقبال التابع لمنظمة الإغاثة الكاثوليكية في كاليه "لقد تعرضت وشقيقتي للسحق من قبل حوالي 20 شخصا. طلبنا النزول من القارب لكنهم لم يسمحوا لنا بذلك".

وتابعت "أبحر القارب رغم ذلك بعد أن هدد شباب يحملون سكاكين باستخدامها إذا لم يبحر".

لمدة ساعة استغاثتا لكن دون جدوى. وأخيرا لاحظ ركاب أن دينا "شاحبة اللون وتحمل آثار كدمات في عنقها" وطلبوا مساعدة خدمة الإنقاذ البحري.

- ساعة بدت كدهر -
وهي تصغي إلى رواية نور، أجهشت والدتها أميرة بالبكاء ومسحت دموعها بالحجاب.

وفقا للمديرية البحرية للمانش وبحر الشمال، تم إنقاذ 35 شخصا بينهم دينا التي كانت فاقدة للوعي، عند قرابة الساعة 05,30 من بين 75 شخصا كانوا على متن القارب. وواصل الآخرون رحلتهم إلى إنكلترا.

ونقلت الشابة بمروحية إلى ميناء بولونيه سور مير الفرنسي لكنها لم تنج، في حين تلقت فاطمة (14 عاما) شقيقة دينا ونور وعبد الله (13 عاما) علاجا بعد أن اصيبت ساقها.

وعبرت نور في حديثها عن الغضب من الركاب الذين لم يصغوا إلى دعواتهما طوال ساعة بدت كدهر.

وفتح تحقيق بتهمة القتل غير العمد وتعريض حياة الآخرين للخطر.

"كانت دينا سعيدة للغاية عندما وصلت إلى القارب!" تقول والدتها.
 
وتصفها بأنها "شخص مفعم بالحيوية يحب الحياة" و"كانت تريد الذهاب إلى إنكلترا للعيش بأمان ولتترك وراءها ملاحقات الشرطة".

وردا على سؤال عن الوضع في المملكة المتحدة التي تهزها أعمال عنف تستهدف طالبي اللجوء، قالت شقيقتها نور إنها لم تكن على علم بذلك وتعتقد أن "الوضع هناك أفضل للمهاجرين مع أمان واستقرار أكبر".

تمسك بصورة دينا التي نظهر فيها مبتسمة مع نظارات شمس وشعر بني طويل منسدل.

- إعادة الجثمان إلى البلاد -
كان الوالد وهو في السبعين من عمره، راعيا في الكويت التي رفضت منحهم الجنسية لأنهم من البدون، أقلية تعتبر أجنبية.

ولذلك سلكت العائلة طريق المنفى للاستقرار في ألمانيا مطلع 2021. وهناك حصلت دينا على شهادة "في مجال طب الأسنان" لكن البلاد "رفضت منحهم الحماية" وطلبت منهم وثائق لم يتمكنوا من تأمينها كما تقول نور.

ثم غادرت العائلة ألمانيا لتحاول الوصول إلى إنكلترا.

اليوم لم تعد اسرة الشمري تفكر في المستقبل بل باتت تركز على إعادة جثمان دينا إلى البلاد. وستنظم العائلة عبر الانترنت حملة لجمع تبرعات للحصول على مبلغ الخمسة آلاف يورو لتغطية النفقات.

تقول جولييت دولابلاس المسؤولة عن بعثة المنظمة على الساحل الشمالي "المهاجرون هنا يعيشون في عالم مليء بالأخبار السيئة".
 
وتضيف "العنف العنصري في المملكة المتحدة عنصر إضافي في مشهد مأساوي".

في الأسابيع الأخيرة توالت المآسي على الجانب الفرنسي مع مقتل سبعة أشخاص أثناء محاولات العبور في تموز وارتفعت حالات عبور المانش على متن قوارب صغيرة خلال الصيف.

وتشير ماري فياتر من مركز النساء اللاجئات التي تساند عائلة الشمري إلى أن "الوفيات تحصل قرب السواحل".
 
وتتابع "هناك المزيد من تدخلات (الشرطة) على السواحل لذلك تحاول مجموعات ركوب قارب آخر غير المحدد لها مسبقا".

ومنذ بداية العام وصل أكثر من 16700 مهاجر إلى إنكلترا عبر المانش.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium