دونالد ترامب لم يخدم في الجيش الأميركي، إلا أن ذلك لا يمنع المعسكر الجمهوري من انتقاد تيم والز الذي اختارته المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس نائباً لها في حال فوزها بالانتخابات الرئاسية، معتبرين أنه لم يكن لامعاً في صفوف الجيش وهي استراتيجية ليست بجديدة.
في الولايات المتحدة، هذا النوع من الحملات يدعى "سويفت بوت" في إشارة إلى جمعية المقاتلين القدامى "سويفت بوت فيترينز فور تروث" التي اتهمت جون كيري بالكذب بشأن خدمته العسكرية ما ساهم في فشل السياسي الديموقراطي في السباق إلى البيت الأبيض عام 2004.
وبفضل عمليات إرجاء وتأخير تمكن دونالد ترامب البالغ 78 عاماً من تجنب التجنيد خلال حرب فيتنام. لكنه تهجم على تيم والز واتهمه بأنه "وصمة عار لبلدنا"، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال جاي دي فانس الذي اختاره ترامب لخوض الانتخاب كنائب له إن حاكم مينيسوتا البالغ 60 عاماً، انسحب من الجيش عندما كانت كتيبته بصدد الانتشار في العراق.
وتأتي هذه الهجمات في الوقت الذي تشهد الحملة الانتخابية الرئاسية راهناً حماسة واندفاعاً متجددين في صفوف الديموقراطيين مع دخول كامالا هاريس المعركة، وهو ما أربك الجمهوريين.
وسبق لكريس لاسيفيتا أحد مدراء حملة دونالد ترامب أن شارك في استراتيجية "سويفت بوت" ضد جون كيري في بلد يحتفظ فيه الجيش بهيبة كبير وتُعتبر الخدمة في صفوفه ميزة سياسية كبيرة عموماً.
- "مناصب عدة" -
إلا ان الإطار مختلف الآن على ما يقول المحلل السياسي جيريمس تيغن لوكالة "فرانس برس" لأن جون كيري وضع خدمته في الجيش في صلب حملته في بلد يخوض حرباً، بعد سنة على غزو العراق. لكن تيم والز "لم يجعل من خدمته في الجيش عنصراً أساسياً".
ورأى كذلك،أن هذه الاستراتيجية قد ترتد على المعسكر الجمهوري من خلال "لفت الانتباه إلى ان ترامب تهرب مرات عدة من التجنيد".
خدم تيم والز في الحرس الوطني لأكثر من 24 سنة. وشددت كريستن أوجيه الناطقة باسم الحرس الوطني في مينيسوتا "شغل مناصب عدة في المدفعية الميدانية وترقى في مسيرته ليصبح ضابط صف".
وأوضحت في بيان أن المرشح لمنصب نائب الرئيس اختير بين 2003 و2004 للمشاركة ضمن "مهمات أمنية في أوروبا وتركيا".
لكنه تقاعد برتبة سرجنت فقط "لأنه لم يتابع الحصص الإضافية" الضرورية على ما أفادت. وهي النقطة التي يركز عليها المعسكر الجمهوري.
- العراق "من دونه" -
وثمة نقطة أخرى تثر جدلاً. ففي خضم حرب العراق ترشح تيم والز للانتخابات التشريعية وتقاعد من الحرس الوطني في 2005 وانتخب عضواً في الكونغرس في السنة التي تلت انتشار كتيبته في هذا البلد.
وهاجم جاي دي فانس الذي كان عضواً في الجهاز الإعلامي للبحرية الأميركية ولا سيما في العراق، تيم والز على هذا التقاعد المبكر. وقال السناتور عن ولاية أوهايو خلال تجمع انتخابي هذا الأسبوع "عندما طلب من تيم والز الذهاب إلى العراق، أتعرفون ماذا فعل؟ غادر الجيش وترك وحدته تذهب من دونه".
إزاء هذه الانتقادات، يسعى فريق حملة كامالا هاريس إلى لعب ورقة الحكمة مدافعاً عن تيم والز "الذي لن يهين، ولن يقلل من أهمية خدمة اميركي في سبيل وطنه لا بل انه يشكر السناتور فانس على المخاطرة بحياته من أجل بلدنا".
في الكونغرس كان تيم والز "مدافعاً شرساً" عن الجيش على ما قال الديموقراطيون في بيان، مؤكدين "عندما يصبح نائباً لرئيس الولايات المتحدة سيستمر في رفع صوت مقاتلينا القدامى وعائلات العسكريين".