قضى مهاجران، صباح الأحد، أثناء محاولتهما عبور المانش، ما يرفع حصيلة القتلى في القناة إلى تسعة منذ منتصف تموز، على ما أعلنت السلطات الفرنسية.
وقال رئيس بلدية با-دو-كاليه جاك بيّان خلال مؤتمر صحافي بعد ظهر الأحد إن مركبًا "على متنه 56 شخصًا" غرق "على بعد 10 كيلومترات شمال كاليه".
وأشار إلى أنه من بين المهاجرين الـ54 الذين بقوا على قيد الحياة و50 مهاجرا على متن قارب آخر أُنقذوا وأُنزلوا في ميناء كاليه، "خمسة في حالة حرجة نسبيًا".
وقالت المديرية البحرية في المانش وبحر الشمال إن القارب الذي كان يقلّهما "تم الإبلاغ أنه يواجه صعوبات صباح (الأحد) قبالة الساحل بين كاليه ودانكيرك".
وأشارت إلى نشر "العديد من الموارد البحرية" لمساعدة من كانوا على متن القارب شملت مروحية وعدة سفن، لافتة إلى "إنقاذ نحو خمسين شخصًا".
في الأسابيع الأخيرة، توالت حوادث الغرق قبالة السواحل الفرنسية حيث لقي سبعة أشخاص حتفهم في محاولات عبور المانش في تموز، خصوصًا أن عمليات العبور على متن قوارب صغيرة تزداد خلال فصل الصيف.
وتحدث هذه الوفيات أثناء محاولات للوصول إلى إنكلترا التي تهزّها منذ أيام أعمال عنف خلال تظاهرات مناهضة للمهاجرين والمسلمين.
وبين 12 تموز و19 منه، قضى ستة مهاجرين في ثلاثة حوادث غرق منفصلة لقوارب مثقلة بحمولة زائدة، هم أربعة قضوا في 12 تموز وامرأة إريترية في 17 من الشهر نفسه ثم رجل في 19 منه.
وفي 28 تموز، قضت المهاجرة من أقلية البدون الكويتية دينا الشمري (21 عامًا) سحقًا أثناء صعودها إلى قارب للاجئين متجه إلى إنكلترا.
وكانت القوارب في كلّ مرّة تضيق بالمهاجرين.
وتم تسجيل 12 حالة وفاة لمهاجرين في المانش عام 2023، لكن حصيلة القتلى هذا العام تجاوزت هذا العدد ووصلت إلى 23 منذ كانون الثاني، بحسب التعداد الأخير للمديرية البحرية قبل حادثة الأحد.
وتحاول فرنسا وبريطانيا منذ سنوات وقف محاولات عبور القناة على متن زوارق مطاط.
وبعد فوز حزب العمال في الانتخابات العامة البريطانية في تموز، تعهد رئيس الوزراء كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعزيز "التعاون" للتعامل مع الارتفاع الكبير في عدد المهاجرين غير الشرعيين.
وألغى ستارمر خطة حكومة المحافظين المنتهية ولايتها لإرسال المهاجرين غير الشرعيين إلى رواندا.
وتسعى السلطات الفرنسية إلى منع المهاجرين من الانطلاق بقواربهم، لكنها لا تتدخل لمجرد أن تصبح القوارب في المياه إلا لأغراض الإنقاذ لاعتبارات تتعلق بالسلامة.
وفي الوقت نفسه، تسعى الحكومتان الفرنسية والبريطانية إلى تفكيك عصابات تهريب البشر التي تنظم عمليات العبور وتحصل على آلاف اليوروهات من كل مهاجر.
وبحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس بناء على أرقام صادرة عن السلطات البريطانية، عَبَرَ 17639 شخصًا قناة المانش منذ مطلع العام وحتى الثامن من آب على متن "قوارب صغيرة"، وهو عدد يوازي تقريبًا ذاك الذي سُجّل في الفترة نفسها في العام 2022.