النهار

مفاوضات الهدنة تنطلق اليوم ووزير خارجية فرنسا إلى بيروت... بايدن وهاريس تلقيا إحاطة بشأن الشرق الأوسط
المصدر: "النهار"
تستضيف الدوحة اليوم مفاوضات حول وقف لإطلاق النار في قطاع غزة بعد حرب مستمرة منذ عشرة أشهر بين إسرائيل وحركة "حماس"، وفي ظل تصعيد إقليمي بين الدولة العبرية من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى.
مفاوضات الهدنة تنطلق اليوم ووزير خارجية فرنسا إلى بيروت... بايدن وهاريس تلقيا إحاطة بشأن الشرق الأوسط
نساء وأطفال فلسطينيّون يحاولون الحصول على حصتهم من الطعام الذي أعدّه متطوعون في بيت لاهيا، شمال قطاع غزة (أ ف ب).
A+   A-
تستضيف الدوحة اليوم مفاوضات حول وقف لإطلاق النار في قطاع غزة بعد حرب مستمرة منذ عشرة أشهر بين إسرائيل وحركة "حماس"، وفي ظل تصعيد إقليمي بين الدولة العبرية من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى.
 
وتلقى الرئيس الأميركي جو بايدن وتائبته كامالا هاريس إحاطة من فريق الأمن القومي بشأن التطورات في الشرق الأوسط.

وأعلنت الولايات المتحدة وإسرائيل إرسال وفود الى قطر الخميس للمشاركة في المفاوضات التي يفترض أن يحضرها أيضاً ممثلون عن الحكومتين المصرية والقطرية الوسيطتين إلى جانب واشنطن، بينما لم تعلن "حماس" التي يتخذ قادة منها مقراً لهم في قطر، ما إذا كانت ستشارك في جلسة الخميس.
 

على الأرض، واصلت إسرائيل الأربعاء عملياتها العسكرية في قطاع غزة حيث يقترب عدد القتلى من الأربعين ألفاً، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لـ"حماس".

وأكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وفداً إسرائيلياً سيحضر محادثات الخميس في الدوحة حيث سيحاول الوسطاء التوصل إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين فيه.

وأوضح بيان صادر عن مكتبه أن الوفد سيضمّ "رئيسي الموساد والشين بيت فضلاً عن نيتسان ألون (منسّق ملف الرهائن) وعوفير فالك (مستشار سياسي)".
 

وذكرت مصادر أميركية متابعة للملف أن رئيس جهاز الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز سيتوجه الى الدوحة للمشاركة في المفاوضات.

وقال مصدر في "حماس" إن الحركة "ستراقب وتتابع سير جولة التفاوض وهل مسار المفاوضات جدّي من جانب الاحتلال ومجدٍ لتنفيذ الاقتراح الأخير أم أنه استمرار للمماطلة التي يتبعها نتنياهو".

وقال مصدر آخر إن "حماس معنية بوقف الحرب والتوصل لصفقة واتفاق لوقف اطلاق النار على أساس الاقتراح الذي قُدّم الشهر الماضي"، في إشارة الى الاقتراح الذي أعلن عنه في وقت سابق وينصّ على ثلاث مراحل تشمل وقفاً لإطلاق النار وانسحاباً للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة وإدخال مساعدات وإطلاق معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل لصحافيين إن "شركاءنا القطريين يعملون على أن يكون هناك تمثيل لحماس" في المفاوضات.
 
- التصعيد في المنطقة -
 
وشدّد المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الذي يتوسّط في الخلاف الحدودي بين لبنان وإسرائيل، من بيروت الأربعاء، على أنه "لم يبق وقت لإضاعته" قبل التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، معتبراً أن من شأن هذا أن يتيح كذلك التوصل إلى حلّ ديبلوماسي في لبنان حيث يتبادل حزب الله عبر الحدود النيران مع إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة.
 

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية الأربعاء مقتل شخصين في غارات إسرائيلية منفصلة على جنوب البلاد، بينما أعلن "حزب الله" مقتل اثنين من عناصره، في أحدث تبادل لإطلاق النار عبر الحدود.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن سلاح الجو التابع له "ضرب بنى تحتية لحزب الله" في لبنان.

وخلال الأسابيع الأخيرة، تعزّزت المخاوف من توسّع التصعيد من قطاع غزة الى دول أخرى في المنطقة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران. وجاء ذلك بعد ساعات من ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت قتلت القيادي في "حزب الله"  فؤاد شكر.

وتوعّدت إيران و"حزب الله" بالردّ على الدولة العبرية.

ومارست الدول الغربية ضغوطاً مكثفة على إيران داعية إياها للتراجع عن تهديدها بالردّ على إسرائيل.

واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قد يدفع إيران للامتناع عن شن هجوم.
 

ورفضت إيران الثلاثاء الدعوات الغربية للتراجع.

وكتب الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الأربعاء أن الدولة العبرية لا تزال "في حالة تأهب قصوى".

وأضاف"أريد أن أعرب عن امتناني (...) لحلفائنا الذين يقفون متحدين معنا في مواجهة التهديدات البغيضة من النظام الإيراني ووكلائه الإرهابيين".

في إطار الجهود الديبلوماسية المبذولة لاحتواء التصعيد في المنطقة، يزور وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه بيروت الخميس.

والأربعاء جرت محادثات بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي أجرى بدوره محادثات مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.

وجاء في بيان للخارجية الأميركية أن بلينكن ورئيس الوزراء القطري شدّدا خلال الاتصال على أنه "لا ينبغي لأي طرف في المنطقة اتّخاذ إجراءات من شأنها تقويض جهود التوصل لاتفاق".

وفي سلسلة اتصالات أجراها مع قادة أجانب، وجّه بلينكن وفق الخارجية الأميركية "رسالة واضحة" بشأن "الأهمية الحيوية" لوقف إطلاق النار.

وشدّد بلينكن على أن "الوقت قد حان للإفراج عن الرهائن (...) ولتخفيف الأعباء عن أهل غزة، بموجب الاتفاق المطروح الآن على الطاولة".

ووافقت إدارة بايدن الثلاثاء على صفقات أسلحة جديدة لاسرائيل بقيمة تتجاوز 20 مليار دولار، متجاهلة ضغوطاً تمارسها منظمات حقوقية تدعو لوقف إمداد الدولة العبرية بالأسلحة على خلفية ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين في غزة.

- "نريد حلّا" -
في هذا الوقت، تواصلت العمليات العسكرية على الأرض في قطاع غزة وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء تنفيذ أكثر من 40 غارة جوية في أنحاء القطاع مستهدفاً "بنى تحتية إرهابية".

وقال إن قواته تواصل عملياتها في تل السلطان برفح في جنوب القطاع، وكذلك في خان يونس جنوبا أيضا، وفي وسط القطاع.

في دير البلح في وسط القطاع المحاصر، قال ابراهيم مخيمر لوكالة "فرانس برس" "نحن نتمنى نهاية الحرب ونتمنى أن يقف العدوان... عشرة شهور من سياسة تجويع وعزل الشعب عن العالم... نحن بحاجة الى وقف العدوان لسماح دخول الإمدادات الطبية الى قطاع غزة لأننا جميعا نعاني".

وقال رامي الخضري "نتأمل من الله أن تكون هناك حلول حتى يعود النازحون الى بيوتهم. نحن الآن متسولون... الشعب مات وتقطّعت أرجلهم وأيديهم ودُمّرت البيوت..."

وتابع "نقول لرئيس المكتب السياسي في حماس يحيى) السنوار نريد حلّا ولنتنياهو أن ينهي هذه القضية".
 

اقرأ في النهار Premium