شدّد رئيس الحكومة الانتقالية في بنغلادش محمد يونس، الأحد، على أن البلاد ستواصل دعم لاجئي الروهينغا الموجودين على أراضيها وقطاع تجارة الألبسة الحيوي، في أول خطاب سياسي مفصل له.
وعاد يونس البالغ 84 عاما من أوروبا هذا الشهر بعد ثورة قادها طلاب، لتولي مهمة كبرى تتمثل في إجراء إصلاحات ديموقراطية في بلد يشهد انهيارا لمؤسساته.
وكانت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد البالغة 76 عاما والتي أطاحتها التظاهرات، قد فرت من البلاد قبل أيام بطائرة مروحية بعدما حكمت البلاد من دون منازع مدى 15 عاما.
وعرض يونس لأولوياته أمام ديبلوماسيين وممثلين للأمم المتحدة، وقد تعهّد مواصلة رفع اثنين من أكبر التحديات السياسية لإدارته الموقتة. وقال يونس "ستواصل حكومتنا دعم أكثر من مليون شخص من الروهينغا الذين لجأوا إلى بنغلادش".
وأضاف "نحن بحاجة إلى جهود متواصلة من المجتمع الدولي من أجل العمليات الإنسانية للروهينغا، وإعادتهم في نهاية المطاف إلى وطنهم بورما بأمان وكرامة وبكامل الحقوق".
وتستضيف بنغلادش نحو مليون لاجئ من الروهينغا.
هؤلاء فروا بغالبيتهم من بورما المجاورة في العام 2017 بعد حملة عسكرية تحقق فيها حاليا محكمة تابعة للأمم المتحدة للاشتباه بأنها تنطوي على إبادة جماعية.
على مدى أسابيع، شهدت بنغلادش اضطرابات واحتجاجات شعبية أطاحت الشيخة حسينة، في أحداث عطّلت على نطاق واسع قطاع صناعة النسيج الأساسية في البلاد، إذ حوّل موردون طلباتهم إلى خارج البلاد.
وقال يونس "لن نتسامح مع أي محاولة لتعطيل سلسلة توريد الملابس العالمية التي نعد لاعبين رئيسيين فيها".
تمثّل مصانع الألبسة البالغ عددها في بنغلادش 3500 مصنع، نحو 85 في المئة من صادرات البلاد السنوية البالغة قيمتها 55 مليار دولار.
حاز يونس جائزة نوبل للسلام في العام 2006 عن عمله الرائد في مجال تمويل المشاريع الصغيرة ويُنسب إليه الفضل في انتشال ملايين البنغلادشيين من الفقر المدقع.
وتولى منصب "كبير مستشاري" حكومة تصريف أعمال مكوّنة بالكامل من مدنيين باستثناء جنرالين متقاعدين، وأعلن أنه ينوي إجراء انتخابات "في غضون بضعة أشهر".
قبل إطاحتها، اتُّهمت حكومة حسينة بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، بما في ذلك الاعتقال الجماعي والقتل خارج نطاق القضاء لخصومها السياسيين.
وهي فرت من البلاد في الخامس من آب إلى الهند المجاورة، أكبر راع سياسي ومانح لحكومتها، بعد تدفق المتظاهرين إلى العاصمة دكا لدفعها للتنحي.
- "مئات قُتلوا" -
قال يونس في خطابه وقد بدا عليه التأثر في بعض الأحيان "انتفض مئات الآلاف من طلابنا الشجعان وشعبنا الشجاع ضد الديكتاتورية الوحشية للشيخة حسينة".
وأضاف "لقد فرت من البلاد، لكن بعدما ارتكبت قوات الأمن والجناح الطالبي لحزبها أسوأ مجزرة في حق المدنيين منذ استقلال البلاد".
وتابع "مئات قُتلوا وآلاف جُرحوا".
وقتل أكثر من 450 شخصا منذ بدء حملة الشرطة ضد الاحتجاجات الطالبية وصولا إلى إطاحة رئيس الوزراء بعد ثلاثة أسابيع.
- "دكتاتورية" -
يتوقّع وصول بعثة أممية لتقصي الحقائق إلى بنغلادش قريبا للتحقيق في "فظائع" يشتبه بأنها ارتُكبت خلال تلك الفترة.
وقال يونس الأحد "نريد تحقيقا محايدا وذا صدقية دولية في المجزرة".
وأضاف "سنقدم كل ما يحتاج إليه محققو الأمم المتحدة من دعم".
وتعهّد يونس مجددا إجراء انتخابات حرة ونزيهة "بمجرد تمكننا من إنجاز تفويضنا إجراء إصلاحات حيوية في لجنة الانتخابات والقضاء والإدارة المدنية وقوات الأمن ووسائل الإعلام".
وشدّد يونس على أن "دكتاتورية الشيخة حسينة دمّرت كل مؤسسة في البلاد".
ولفت إلى أن إدارته "ستبذل جهودا صادقة لتعزيز المصالحة الوطنية".