النهار

"الغارديان": مفاوضات محكومة بالفشل... نتنياهو لن يعقد صفقة قبل قتل السّنوار؟
المصدر: "النهار"
"الغارديان": مفاوضات محكومة بالفشل... نتنياهو لن يعقد صفقة قبل قتل السّنوار؟
يحيى السّنوار يرفع طفلاً حاملاً سلاحاً.
A+   A-
يعيش العالم بأسره حالة من الترقّب الحذر بانتظار ما ستفرزه مفاوضات وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل، لكن وفق ما يبدو، فإنّ الفشل سيحكم مصير المحادثات، وبات ذلك واضحاً من خلال التصريحات، وآخرها ما صدر عن حركة "حماس" التي اعتبرت أنّ الولايات المتحدة انقلبت على مقترح الرئيس الأميركيّ جو بايدن الذي تمّت الموافقة عليه سابقاً.
 
من الواضح أنّ إسرائيل لا تُريد وقفاً لإطلاق النار إلّا بشرط وحيد، وقف موقّت إلى حين استعادة الأسرى ومن ثمّ استكمال الحرب، وهو ما ترفضه "حماس"، كما أنّ ثمّة نقاطاً خلافية، كمحور فيلادلفيا ومعبر نتساريم.
 
في سياق مصير المفاوضات، نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالَ رأي لكاتبه غيرشون باسكين، اعتبر فيه أنّ "المفاوضات بين إسرائيل و"حماس" لن تنجح، لأنّ كلّ طرف لن يقدّم تنازلات ضرورية حتّى تمارس الولايات المتحدة ومصر وقطر نفوذها لوقف إطلاق النار"، حسبما نقلت شبكة "بي بي سي" البريطانية.
 
وقال خبير التفاوض البريطاني في مقال بعنوان، "محادثات وقف إطلاق النار محكوم عليها بالفشل – نتنياهو وحماس قيّدا أيدي المفاوضين"، إنّ جولة أخرى من محادثات وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن، انتهت في الدوحة، "بخيبة أمل"، لأنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، من غير المرجّح أن يقبل أيّ اتفاق يمكن أن يكون بمثابة "انتصار" لحماس، كما قيّد الوسطاء الإسرائيليين بشروط "من المستحيل أن تقبلها حماس".
 
وأضاف الكاتب أنّ "حماس" سوف تنظر إلى أيّ اتفاق مع إسرائيل ينهي الحرب في غزة، ويؤدّي إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، ويطلق سراح السجناء الفلسطينيين، على أنّه "انتصار واستسلام إسرائيليّ". لذلك فإنّ المفاوضين الإسرائيليين لن يوافقوا على الانسحاب الكامل، ويطالبون بوجود عسكريّ إسرائيليّ "طويل الأمد على طول الحدود بين غزة ومصر"، وآلية أمنية تضمن عدم تمكّن مسلّحي حماس وغيرهم من الفصائل الأخرى من التحرّك من جنوب غزة إلى الشمال، هذه الشروط وغيرها غير مقبولة بالنسبة إلى حماس، يقول الكاتب.
 
وحول مصير قادة "حماس" في غزّة وعلى رأسهم يحيى السّنوار، يشير الكاتب إلى أنّه من الصعب أن نتخيّل أنّ نتنياهو سيعقد أيّ صفقة مع حماس "قبل مقتلهم".
 
وتوقّع أنّه عندما يجد الجيش الإسرائيلي السّنوار و"يقتله"، فمن المرجّح أنّ يكون هناك "رهائن إسرائيليون" يحيطون به، وقد يكون المخبأ "مفخّخاً بالمتفجّرات". هناك أيضاً خطر من أن "يقتل مسلّحو حماس" المزيد من الرهائن عندما يُقتل زعيمهم.
 
أمّا بالنسبة إلى الإسرائيليين فإنّه "لا يوجد" نصر بدون عودة الرهائن الإسرائيليين المتبقّين في غزة. ومع ذلك، توضح هذه المفاوضات أنّ نتنياهو وضع "هدفه المستحيل" المتمثّل في النصر الكامل قبل عودتهم سالمين.
 
وشدّد الكاتب على ألّا أحد يستطيع أن يتّهم نتنياهو بعدم الرغبة في إعادة الرهائن، ولكن يبدو من الواضح تماماً أنّ هذه ليست أولويّته. ويعتقد أغلب المعلّقين الإسرائيليين أنّ "النصر الكامل" الذي حقّقه نتنياهو يتعلّق أكثر بتمديد الحرب لأطول فترة ممكنة من أجل البقاء في السلطة. وتشهد شعبية رئيس الوزراء ارتفاعاً بطيئاً في استطلاعات الرأي مع عودة قاعدته الشعبية، التي كانت ضدّه بعد هجوم حماس، وفق الصحيفة.
 
وتعتمد فرص نجاح المفاوضات الإسرائيليّة-الحماسيّة على مقدار النفوذ الذي قد يكون الوسطاء على استعداد لممارسته على الجانبين مع استئناف المحادثات الجديدة. وفي النهاية يرى الكاتب أنّه بعد أكثر من عشرة أشهر من بدء الحرب التي أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص في غزّة وأكثر من 1600 إسرائيليّ، لا بدّ وأن تنتهي. فلا وجود لحلّ عسكريّ لهذا الصراع.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium