تعيش المنطقة حرب معادلات الردع، فبعدما رفعت إسرائيل السقف ضدّ إيران عبر اغتيال القيادي إسماعيل هنية في قلب طهران، تبحث إيران عن سُبل الردّ لإعادة التوازن، في حين تسعى إسرائيل إلى إبقاء تفوّق نسبيّ على إيران وحلفائها في المنطقة.
لكن يبدو أن إيران غير قادرة على مجاراة إسرائيل في حرب معادلات الردع، وفي هذا السياق، قال محسن سازكارا، أحد القياديين السابقين في الحرس الثوري الإيراني في مقابلة حصرية مع صحيفة
"جيروزاليم بوست" إنّ "إيران ليست في وضع يسمح لها بخوض حرب طويلة الأمد مع إسرائيل، لا بل إنها طلبت من الولايات المتحدة التدخّل لمنع أيّ ردّ إسرائيلي واسع النطاق محتمل على أيّ هجوم إيرانيّ".
وفي معلومات خاصة كشفها، أضاف سازكارا الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ سنوات طويلة بعدما ترك إيران: "بقدر ما أعلم، تفاوضت إيران، خلف الكواليس، مع الولايات المتحدة وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وطلبت التحدّث إلى إسرائيل، وذكرت أنّها ستهاجم مكاناً ما في إسرائيل، لكنّها وعدت بعدم قتل أحد، على ألّا تردّ إسرائيل".
وتابع: "طلبت إيران من الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل حتى لا تردّ بما يكفي للتصعيد. لكن هذه المرة، لم توافق الولايات المتحدة وأخبرتهم أنّها لا تستطيع منع إسرائيل".
واعتبر سازكارا أن "ما فعلته إسرائيل، أي اغتيال هنية في قلب طهران، في أحد أكثر الأماكن حماية، كان إذلالاً لأجهزة الاستخبارات الإيرانية، وقد خلق هذا الأمر مشكلة للزعيم الإيراني علي خامنئي بين قاعدته الرئيسية - أجهزة الاستخبارات".
وبعد الاغتيال، "كان ردّ فعل خامنئي الأول أنّهم سيردّون، ولكن عندما تحدّث إلى قادته العسكريين والخبراء في الحرس الثوري الإيراني، وقال لهم إنّهم يجب أن يقدّموا له خيارات ما يجب القيام به، قالوا له إن إيران ليست في وضع يسمح لها بمحاربة إسرائيل"، حسب سازكارا، الذي يعتبر أن "ليس لإيران أيّ توازن استراتيجي".
وينقل سازكارا عن أحد ضبّاط الحرس الثوري ما قاله الأخير لخامنئي: "يمكننا إرسال صواريخ نحو إسرائيل، وخاصة الصواريخ الأسرع من الصوت والتي يمكن أن تصل إلى إسرائيل في غضون ستّ إلى ثماني دقائق، لكن عندما تردّ إسرائيل، فلن نتمكن من الدفاع عن البلاد، وخاصة الدفاع الجوّيّ".
وأضاف سازكارا: "قادة الحرس الثوري أخبروا خامنئي أنّ إيران ليست في وضع يسمح لها بمحاربة إسرائيل".