قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلثاء بأول زيارة منذ العام 2004 إلى موقع المدرسة في بيسلان حيث قُتل أكثر من 330 شخصا، معظمهم أطفال، في عملية احتجاز رهائن.
وقال الرئيس الروسي في مقطع فيديو نُشر على تطبيق تلغرام "تماما كما حاربنا الإرهابيين، علينا اليوم أن نحارب أولئك الذين يرتكبون جرائم في منطقة كورسك، في دونباس، في روسيا الجديدة".
ودونباس منطقة في شرق أوكرانيا تسيطر عليها اليوم القوات الروسية إلى حد كبير، ويشير مصطلح "روسيا الجديدة" إلى خطة لإنشاء أراض روسية في جنوب وشرق البلد.
وأضاف بوتين "كذلك حققنا أهدافنا في الحرب ضد الإرهاب سنحققها أيضا في الحرب ضد النازيين الجدد، وسنعاقب المجرمين بلا شك".
وأظهرت صور نشرها الكرملين بوتين وهو يزور أماكن تذكارية، بما في ذلك مقبرة وموقع المدرسة المدمّرة حيث احتجز مسلحون شيشان أكثر من ألف رهينة.
استمر حصار المدرسة في أيلول 2004 حوالى 50 ساعة، لينتهي بتبادل لإطلاق النار عندما اقتحمت قوات روسية خاصة المبنى بعد سلسلة انفجارات في صالة المدرسة الرياضية حيث احتُجز الرهائن.
وجاء الحصار في منطقة أوسيتيا الشمالية في القوقاز في ظل تمرّد لانفصاليين إسلاميين شيشان ضد موسكو وصفهم بوتين بـ"الإرهابيين".
وأطلق بوتين عملية كبيرة لسحق مسعى الشيشان المسلح للاستقلال أواخر العام 1999، قبل أسابيع من وصوله إلى الرئاسة.
وساهمت حرب الرئيس الروسي ضد التمرّد في الشيشان في تعزيز شعبيته في البداية، لكنه وصف حصار بيسلان أواخر 2019 بالحادثة التي تسبب له "ألما شخصيا" سيلازمه طوال حياته.
وقعت العملية بعد عامين على احتجاز مقاتلين شيشان مئات الرهائن في مسرح في موسكو، في مواجهة أودت بأكثر من 130 شخصا، معظمهم بسبب الغاز المنوّم الذي ضخّته القوات الروسية الخاصة في المسرح.
والثلثاء، وضع بوتين ورودا حمراء على نصب تذكاري في المقبرة وانحنى "تكريما لذكرى ضحايا الهجوم الإرهابي"، وفق ما أفادت الخدمة الإعلامية التابعة للكرملين.
كذلك وضع ورودا على نصب تذكاري لعناصر القوات الخاصة الذين قتلوا أثناء اقتحام "المدرسة رقم واحد".
وأفادت خدمة الإعلام التابعة للكرملين على تلغرام بأن "مركزا دوليا ثقافيا ووطنيا لمنع الإرهاب" أقيم في موقع المدرسة السابقة.