قال الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أمام المؤتمر العام للحزب الديموقراطي إن "الشعلة مُررت" إلى كامالا هاريس مشدداً على أن البلاد مستعدة لأن تصبح المرشحة الديموقراطية رئيسة لها.
وأكد أوباما الذي استقبل بالتصفيق والهتاف الحار في المركز الذي يقام فيه المؤتمر العام للحزب لتسمية كامالا هاريس رسمياً، إن نائبة الرئيس الأميركي "ستكافح من أجل الأميركيين" معتبراً أنّ منافسها في انتخابات تشرين الثاني دونالد ترامب "خطر".
وقال في خطاب حماسي ألقاه إنّ "أميركا مستعدة للرئيسة كامالا هاريس، وكامالا هاريس مستعدّة للمنصب. إنها شخص أمضى حياته في النضال من أجل أولئك الذين يحتاجون لأن يُسمعوا صوتهم".
وشدد على أن هاريس "شخص يراكم ويصغي إليكم وينهض كل يوم للنضال من أجلكم".
وأكد "نعم، يمكنها ذلك"، مستعيدا بذلك الشعار الانتخابي الذي أوصله إلى البيت الأبيض قبل 16 عاماً وأدخله التاريخ كأول رئيس أسود للولايات المتحدة.
وقد ردد الحضور الشعار وراءه مراراً.
- "نعم يمكنها ذلك" -
وخصّص أوباما حيّزاً من خطابه لتحية نائبه السابق الرئيس جو بايدن وحيّزاً أكبر لمهاجمة منافس هاريس في الانتخابات المقبلة الرئيس الجهوري السابق دونالد ترامب، مسلّطا الضوء على الاختلافات الكثيرة بين هذا "الملياردير البالغ من العمر 78 عاماً والذي لا يتوقف أبداً عن النحيب" و"يخشى الخسارة" وهاريس التي "لن تنشغل بمصالحها بل ستنشغل بمصالحكم وستعمل لصالح كل مواطن أميركي".
وقبل خطابه، قالت زوجته ميشال أوباما التي تتمتع بشعبية جارفة أيضاً أمام المؤتمر "ثمة شيء ساحر ورائع في الأجواء.. إنها قوة الأمل المعدية" مؤكدة أنّ "الأمل يعود" وهو شعار ردده زوجها في حملته الانتخابية الظافرة الأولى في 2008.
وزاد خطاب باراك أوباما الحيوي من الحماسة المسيطرة على المندوبين في مؤتمر الحزب الذي انطلق الاثنين بعد كلمة ألقاها الرئيس جو بايدن مساء الاثنين بعد أقل من شهر على انسحابه من السباق الرئاسي.
وقالت المشاركة في المؤتمر توامارا هال البالغة 35 عاماً من كاليفورنيا "في 2012 صوتت لصالحه والجميع كان يدفع ميشال أوباما إلى الترشح لكن الآن لدينا كامالا لذا أظن أن ما يحصل هو أنهما يمرران الشعلة إليها".
وفي كلمة شخصية الطابع، ركز داغ امهوف زوج هاريس على خصالها قائلاً للمشاركين إنها "جاهزة".
وشدد وسط التصفيق الحار على أنها "تجلب الفرح والصلابة إلى هذا المنصب".
وأضاف: "في هذه المرحلة من تاريخ أمتنا هي الرئيس المناسب بالتحديد".
ويؤمن الديموقراطيون بإمكان إلحاق الهزيمة بدونالد ترامب مع وحدة الصف الظاهرة في صفوف الحزب ونتائج استطلاعات الرأي الأخيرة.
وكان يبدو أن المرشح الجمهوري بصدد العودة إلى البيت الأبيض بنتيجة انتخابات الخامس من تشرين الثاني إلى أن قرر بايدن الانسحاب من السباق لتحل مكانه نائبته في الرئاسة.
ويتوقع مؤيدون لأوباما أن يتكرر ما حصل في حملة العام 2008 عندما حملته موجة من الحماسة والزخم إلى البيت الأبيض.
وسمى المندوبون في تصويت رمزي هاريس مرشحة لهم بعد تصويت سابق تم عبر الانترنت حصلت فيه على غالبية الأصوات.
وقالت هاريس للمندوبين عبر رابط فيديو من مهرجانها الانتخابي في ميلووكي "شكرا. أراكم بعد يومين في شيكاغو".
وكانت هاريس في ميلووكي الثلاثاء في إطار فاعلية في ملعب كرة السلة الذي أقام فيه الجمهوريون قبل شهر مؤتمرهم العام.
ووعدت هناك "بمستقبل من الحرية والفرص والتفاؤل والإيمان".
ويتوقع أن يثير اختيار هذا الملعب الذي يتسع لنحو 18 ألف شخص غضب ترامب الممتعض من قدرة هاريس البالغة 59 عاما، على استقطاب الحشود خلافا لبايدن.
- "مناهضة للشرطة" -
سعياً منه لتحويل انتباه الاعلام عن مؤتمر الحزب الديموقراطي، ينظم ترامب لقاءات انتخابية طوال الأسبوع الحالي. وتطرق الثلاثاء إلى ما اعتبره موقف هاريس "المناهض للشرطة".
وفي تجمع في هاول في ولاية ميشيغن حمل على ما أسماه "موجة جرائم كامالا".
وقال محاطاً بعناصر شرطة وآلياتهم "لا يمكن للمرء عبور الطريق لشراء الخبز إلا ويتعرض لإطلاق نار" مدعياً زوراً أن الجرائم العنيفة ارتفعت بنسبة 43 %.
وفيما دعا حلفاء ترامب الرئيس السابق إلى التركيز على السياسات والتوقف عن الشتائم الشخصية ضد هاريس، يستمر الأخير على هذا النهج.
وتابع عشرون مليون مشاهد فعاليات الليلة الأولى من المؤتمر الوطني العام للحزب الديموقراطي على ما أفادت شركة "نيلسن" المتخصصة أي أكثر من عدد الذين تابعوا اليوم الأول من المؤتمر الجمهوري الذي استقطب 18,1 مليون مشاهد.