النهار

في الهند... طبيبات خائفات بعد اغتصاب زميلة لهنّ وقتلها
المصدر: أ ف ب
في الهند... طبيبات خائفات بعد اغتصاب زميلة لهنّ وقتلها
صورة ارشيفية- عاملون في القطاع الطبي خلال احتجاج في مستشفى في بنغالورو، بعد قتل الطبيبة (17 آب 2024، أ ف ب).
A+   A-
كانت راديكا، الطبيبة الهندية البالغة 28 عاما، تحلم منذ نعومة أظفارها بإنقاذ أرواح، لكن منذ اغتصاب إحدى زميلاتها وقتلها أصبحت قلقة على سلامتها.

أثار العثور على جثة طبيبة تبلغ 31 عاما ملطخة بالدماء في 9 آب في مستشفى كالكوتا العام حيث تعمل راديكا، غضبا في جميع أنحاء البلاد.

وسلطت واقعة الاغتصاب والقتل الضوء على ظروف العمل القاسية للطبيبات اللواتي يواجهن الخوف. وتقول راديكا التي تعمل في مستشفى جامعة آر جي كار في كالكوتا "كنت أقوم بدوام ليلي قبل يومين من الواقعة".

وتضيف "ما فعلته هو ما نفعله جميعا: نأخذ استراحة أينما أمكن".

وعثر على جثة الشابة - التي لم تكشف هويتها رسميا - في قاعة تدريس في المستشفى الجامعي لجأت اليها للاستراحة بعد ساعات طويلة من العمل.

بالنسبة لراديكا التي تم تغيير اسمها خوفا من عواقب مهنية، فإن ساعات العمل الطويلة بدون تأمين الوقت الكافي لتناول الطعام أو الراحة، أمر شائع.

وتؤكد "كان من الممكن أن يحدث ما حصل لأي واحدة منا".

تتذكر راديكا لحظة مرعبة عندما دخل رجلان إلى القاعة التي كانت تستريح فيها وتقول "شعرت بخوف كبير".

- غياب التدابير الأمنية -
شارك آلاف الهنود في التظاهرات التي دعا إليها الأطباء لاتخاذ إجراءات وقائية، وهي طريقة للتعبير عن غضبهم من مشكلة العنف المزمنة بحق النساء.

ووفقا لمنظمة "داسرا" تمثل النساء نحو 30% من الأطباء في الهند و80% من الممرضات. والاعتداءات على الطبيبات والممرضات شائعة.

أمرت المحكمة العليا في الهند الثلثاء بتشكيل فريق عمل لتعزيز أمن العاملين في مجال الرعاية الصحية، قائلة إن "وحشية الاعتداء الجنسي وطبيعة الجريمة" التي ارتكبت في 9 آب في كالكوتا "صدمت الأمة".

وقالت إنها اضطرت للتدخل لأن "غياب التدابير الأمنية في المستشفيات لمواجهة العنف ضد الطواقم الطبية مصدر قلق بالغ".

وسلطت المحكمة الضوء بشكل خاص على "عدم توافر كاميرات مراقبة" وأجهزة الكشف عن المعادن للزوار في المستشفيات.

وأعربت مديرة الرعاية في مستشفى كاي سي في مدينة بنغالورو (جنوب) إنديرا كابادي عن قلقها على سلامة الموظفات العائدات إلى منازلهن بعد العمل. وتقول "لا نعرف اطلاقا ما إذا كان أحدهم يلاحقهن".

وتوضح أنه "بينما نعمل بلا كلل لإنقاذ أرواح، لا بد من إعادة النظر في الاجراءات الأمنية في مكان العمل".

وتدعو كابادي شأنها شأن العديد من زميلاتها إلى اتخاذ تدابير "أمن شبيهة بتلك المطبقة في المطارات" مع نشر عناصر شرطة.

- غيض من فيض -
أعادت وحشية الواقعة إلى الأذهان حادثة اغتصاب وقتل شابة على متن حافلة عام 2012 في نيودلهي.

في 2022 تم تسجيل ما يقارب 90 حالة اغتصاب يوميا في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 1,4 مليار نسمة. لكن الخبراء يرون أن هذا الرقم ليس سوى غيض من فيض، بسبب ثقافة الصمت السائدة في هذا المجتمع الذكوري.

يحاول الأطباء المنهكون النوم عندما يستطيعون على كرسي أو حتى على الأرض. وتعلق راديكا "إنهم منهكون تماما خصوصا جسديا".

في المستشفيات ذات الظروف الصحية المزرية، مراحيض الأطباء مشتركة للرجال والنساء، ولا يمكن إغلاق بعضها بمفتاح.

وتؤكد طبيبة من مدينة ثيروفانانثابورام بولاية كيرالا (جنوب) أنها كزميلاتها تتعرض يوميا لاعتداءات لفظية أو جسدية.

ويتم تشجيع الطبيبات على المشاركة في دروس الدفاع عن النفس التي تنظمها نقابة الأطباء.

وتضيف هذه المرأة التي تمارس مهنتها في ولاية كيرالا "يعتبر البعض أن الأطباء آلهة أو ملائكة. لذلك نعتقد أننا في مأمن من الجريمة. وعندما تحدث مثل هذه الجرائم في مكان نعتبره الأكثر أمانا، نشعر جميعا بالخوف".

على الرغم من أنها قلقة بشأن سلامتها، لا تشكك راديكا في مستقبلها في كالكوتا وتقول "سأناضل وأواصل العمل لرعاية الآخرين".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium