انطلقت كامالا هاريس ودونالد ترامب، الجمعة، في سباق محموم مدته 10 أسابيع حتى يوم الانتخابات، مع ارتفاع شعبية المرشحة الديموقراطية بعد خطاب مؤثر قبلت فيه رسميا تمثيل حزبها.
وقبل أقل من ثلاثة أسابيع من المناظرة بين هاريس والرئيس الجمهوري السابق، وشهر واحد فقط من بدء التصويت المبكر، تظهر استطلاعات الرأي أن السباق إلى البيت الأبيض يشهد منافسة محتدمة.
تغادر السناتورة والمدعية العامة السابقة شيكاغو وهي في وضع مريح بعد أن تجاوزت ترامب في جمع التبرعات وفي استطلاعات الرأي التي كانت تظهر تقدمه قبل انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الشهر الماضي.
لكن دان كانينين، مدير حملة هاريس، لفت خلال حدث نظمته وكالة بلومبرغ على هامش مؤتمر الحزب الديموقراطي إلى أنه "لم يحدث تغيير أساسي" وأن المنافسة ما زالت "متقاربة جدا".
وقال "درجة الحماسة لدينا هائلة، أعتقد أن الزخم في صالحنا، لكننا نحتاج الآن إلى ... أن نحفّز الناخبين بشكل فعال هذا الخريف".
قبلت هاريس ترشيح حزبها للرئاسة في الليلة الأخيرة من المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي المنعقد في شيكاغو، وسط أجواء من الحماسة العارمة وبحضور مجموعة من النجوم.
- هوامش ضئيلة للغاية -
تقدمت هاريس التي نشأت في كاليفورنيا وتبلغ 59 عامًا بهامش ضئيل للغاية في استطلاعات الرأي، لتعكس مسار الاتجاه السابق الذي كان يرجح فوز ترامب على بايدن.
وفي شهر واحد فقط، جمعت هاريس تبرعات قياسية بقيمة نصف مليار دولار. ولكن قادة الحزب نبهوا من أن الحملة ما زالت معرضة لهبوب رياح معاكسة. ويشمل ذلك الاحتجاجات الداخلية على السياسة الأميركية إزاء الحرب بين إسرائيل وحماس، والتحولات المحتملة في استطلاعات الرأي مع الانسحاب المتوقع الجمعة للمرشح المستقل روبرت ف. كينيدي جونيور، الذي قد يعلن تأييده لترامب.
ويخطط المرشح لإعلان قراره في أريزونا، في حين يعقد ترامب أيضًا تجمعا في الولاية حيث وعد بتقديم "ضيف خاص".
تتباين آراء المحللين بشأن التأثير الذي قد يحدثه انسحاب كينيدي الذي حصل على نسبة متدنية من الأصوات في استطلاعات الرأي، في حين أن تبنيه لنظريات المؤامرة جعله شخصية هامشية.
ومع ذلك، في سباق متقارب للغاية، حتى بضعة آلاف من الأصوات في ولاية متأرجحة حاسمة يمكن أن تحدد من سيفوز بالبيت الأبيض.
وحذر عدد من كبار أعضاء الحزب الديموقراطي، من السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما والرئيس السابق بيل كلينتون إلى المرشح لمنصب نائب الرئيس تيم والز، من أن الحزب قد يخسر أمام مرشح الجمهوريين إذا تراخت جهوده.
وقالت ميشيل أوباما أمام مندوبي الحزب في شيكاغو "إذا رأينا استطلاعات رأي سيئة، ونتوقع أن يحصل ذلك، يتعين علينا أن نضع الهاتف جانباً وأن نتحرك لنفعل شيئا".
وقال والز، المدرب المدرسي السابق لكرة القدم، إن الديموقراطيين "تأخروا في تسجيل هدف، لكننا في وضعية الهجوم والكرة معنا".
- مخاطبة ناخبي الوسط -
أجج ترامب حماسة قاعدته اليمينية بخطابات حذر فيها من حصول كارثة بسبب المهاجرين الذين وصفهم بالمجرمين ورسم صورة قاتمة لبلد في حالة "انحدار" لا يمكن لأحد غيره إنقاذه.
في هذه الأثناء توجهت هاريس وفريقها نحو الوسط. وأمضى استراتيجيو حزبها الأسبوع في شيكاغو في تقديم شخصيات من الجمهوريين المناهضين لترامب، وبينهم مسؤولون سابقون في الحكومة، ورئيس بلدية بلدة صغيرة.
وقال نائب حاكم جورجيا السابق جيف دنكان "إذا صوتم لكامالا هاريس في عام 2024، فأنتم لستم ديموقراطيين، أنتم وطنيون".
وفي حين وصف الديموقراطيون ترامب في السابق بأنه ديماغوجي، بدأوا الآن يسخرون منه للتقليل من شأنه وإضعاف الصورة التي عمل على إبرازها بصفته لا يقهر.
تعود هاريس التي لم تعلن عن مشاركتها في أي حدث في عطلة نهاية الأسبوع إلى واشنطن مع زوجها دوغ إمهوف الجمعة لبدء رسم خطة معركة السبعين يوما المقبلة.
تعهدت هاريس في خطابها بأن تكون "رئيسة لكل الأميركيين" في محاولة لاستقطاب الناخبين الذين لم يحسموا امرهم بعد.
وأكدت أن انتخابات الخامس من تشرين الثاني توفر للأميركيين "فرصة تجاوز المرارة... والمعارك التي قسمتنا في الماضي، فرصة لرسم مسار جديد إلى الأمام".
وقالت هاريس "سأكون رئيسة تُوحِّدنا حول أسمى تطلعاتنا. رئيسة تقود وتصغي. رئيسة ستكون واقعية وعملية ومنطقية... رئيسة تناضل من أجل الشعب الأميركي".