النهار

مذكرات الجنرال السابق ماكماستر: بوتين استغل الأنا لدى ترامب للسيطرة عليه
المصدر: أ ف ب
مذكرات الجنرال السابق ماكماستر: بوتين استغل الأنا لدى ترامب للسيطرة عليه
ماكماستر (الى اليسار) يستمع إلى ترامب خلال اجتماع في البيت الأبيض (ايلول 2017، أ ب).
A+   A-
ذكر مستشار كبير سابق لدونالد ترامب، في كتاب جديد أصدره السبت، أن الرئيس السابق كان مصمما خلال فترة ولايته في البيت الأبيض على التقرب من فلاديمير بوتين، رغم التدخل الروسي في العملية الديموقراطية الأميركية واعتراضات مستشارين آخرين.

ويأتي كشف هذه التفاصيل من وراء الكواليس من قبل اتش آر ماكماستر، مستشار الأمن القومي الثاني لترامب، بينما يستعد الناخب الأميركي لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان ينبغي لترامب العودة إلى البيت الأبيض، وأيضا في وقت يحذر مسؤولون أميركيون من تدخل أجنبي جديد في الانتخابات.

ووفق مقتطفات من مذكراته نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال، كتب ماكماستر أنه أخبر زوجته في آذار 2018 "بعد أكثر من عام في هذه الوظيفة، لا أستطيع أن أفهم سيطرة بوتين على ترامب".

وعُيّن الجنرال السابق ماكماستر مستشارا للأمن القومي لترامب في شباط 2017، وأكد في كتابه أن المناقشات حول فلاديمير بوتين وروسيا كانت "صعبة مع الرئيس" منذ البداية.

أضاف أن ترامب ربط "جميع المواضيع التي تتعلق بروسيا" بالتحقيق الفدرالي في تدخل موسكو بانتخابات عام 2016 وصلتها المحتملة بحملته الرئاسية، وهو تحقيق ظلل فترة رئاسته بأكملها.

وحذر مسؤولون أميركيون هذا العام من جهود جديدة لقوى أجنبية، بينها روسيا وإيران، للتدخل في انتخابات تشرين الثاني التي يواجه فيها ترامب نائبة الرئيس كامالا هاريس.

وذكر ماكماستر أن ترامب "المفرط في الثقة بنفسه" سعى في وقت مبكر من ولايته إلى تحسين العلاقات مع روسيا عبر بناء علاقة شخصية مع بوتين.

لكن الرئيس الروسي، "وهو عميل سابق قاسٍ في الاستخبارات خلال العهد السوفياتي، استغل الأنا لدى ترامب وضعفه أمام الإطراء"، كما روى ماكماستر.

وتابع "كشف ترامب عن ضعفه تجاه مقاربة كهذه وانجذابه للرجال الأقوياء وإيمانه بأنه وحده قادر على تكوين علاقة جيدة مع بوتين".

وفصّل ماكماستر حالات عدة شهدت احتكاكات بينه وبين ترامب بشأن نهج الأخير تجاه بوتين، حتى أدت الخلافات في النهاية إلى إقالته من منصبه مستشارا للأمن القومي.

وفي أعقاب انتخاب بوتين لولاية رابعة في آذار 2018، قال ماكماستر إن ترامب أراد تهنئته عبر الهاتف رغم أنه أوضح للرئيس أن الانتخابات كانت مزورة. ومع ذلك، تم تحديد موعد للمكالمة.

وقبل أن يتصل ترامب ببوتين، قال ماكماستر إنه حذره من أن المحادثة قد يتم تحريفها من قبل الكرملين على أنها دعم ضمني لعملية الانتخابات وتعزيز لصورة روسيا التي كانت في حالة يرثى لها في ذلك الوقت بسبب محاولة اغتيال روسية على الأراضي البريطانية.

وقال إنه سأل ترامب "بينما تحاول روسيا نزع الشرعية عن انتخاباتنا الشرعية، لماذا تساعده (بوتين) في إضفاء الشرعية على انتخابه غير الشرعي؟". ومع ذلك، اتصل ترامب ببوتين وهنأه ثم طلب دعوة الرئيس الروسي إلى البيت الأبيض.

وأوضح ماكماستر أن نفور ترامب منه "سببه أنني كنت الصوت الرئيسي الذي يخبره أن بوتين يستغله وغيره من السياسيين من الحزبين في محاولة لزعزعة ثقة الأميركيين بمبادئنا ومؤسساتنا وعمليتنا الديموقراطية".

وبعد أيام قليلة، حل مكان ماكماستر في منصب مستشار الأمن القومي جون بولتون الذي طُرد بدوره أيضا بعد عام ونصف عام.

في حين كان لدى ترامب أربعة مستشارين للأمن القومي خلال فترة ولايته، كان لدى الرئيس جو بايدن مستشار واحد منذ توليه منصبه عام 2021.

وكتب ماكماستر "مع دونالد ترامب، الجميع إلى حد كبير تُستنفد طاقتهم، وقد جاء وقتي".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium