حذّرت الصين الولايات المتحدة من دعم الفيليبين في بحر الصين الجنوبي، فيما تعهدت واشنطن تقديم الدعم لحلفائها في المنطقة خلال اجتماع ثنائي رفيع المستوى في بيجينغ الأربعاء.
وخلال اللقاء، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي لمستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان إن "على الولايات المتحدة ألا تستخدم المعاهدات الثنائية ذريعة لتقويض سيادة الصين وسلامة أراضيها، كما عليها ألا تدعم أو تتغاضى عن انتهاكات الفيليبين"، بحسب ما أفادت شبكة البث الرسمية "سي سي تي في".
من جهته، أكد ساليفان "التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن حلفائها في منطقة المحيطين الهندي والأطلسي"، وفق بيان أصدره البيت الأبيض.
وأعرب المسؤول الأميركي "عن قلقه بشأن تحركات الصين المزعزعة للاستقرار ضد الأنشطة البحرية القانونية للفيليبين في بحر الصين الجنوبي"، وفق البيان.
وشدد ساليفان على "أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان"، مستخدما العبارات الأميركية المعتادة حول هذا الموضوع.
- الصين وروسيا -
وعبّر المبعوث الأميركي مجددا عن "مخاوف" واشنطن بشأن "دعم الصين لصناعة الدفاع الروسية".
تصاعدت التوترات بين بيجينغ ومانيلا في الأشهر الأخيرة مع سلسلة من المواجهات في بحر الصين الجنوبي، حيث تطالب بيجينغ بجزء كبير من الجزر والشعاب المرجانية رغم صدور قرار من محكمة دولية يرفض تلك المطالبات عام 2016.
وأعلنت الصين الاثنين أنها اتخذت "إجراءات سيطرة" بعد حادث جديد مع سفن فيليبينية قرب جزيرة مرجانية متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، هو الرابع خلال أسبوع.
وفق قناة "سي سي تي في" الصينية، أبلغ وانغ محاوره الأميركي أن بيجينغ "ملتزمة بشدة حماية سيادتها الإقليمية وحقوقها البحرية في جزر بحر الصين الجنوبي".
وألقت اليابان والفيليبين، الدولتان المتحالفتان مع الولايات المتحدة، باللوم على بيجينغ في التوترات في بحر الصين الجنوبي، حيث تعتقد طوكيو أن بيجينغ "أكبر معطل" للسلام في جنوب شرق آسيا.
زيارة جايك ساليفان هي الأولى التي يقوم بها مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض إلى الصين منذ عام 2016.
وتظهر الزيارة بحسب واشنطن رغبة في الحفاظ على الحوار بين القوتين العظميين والتي تم التعبير عنها خلال لقاء بين جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ في كاليفورنيا في تشرين الثاني 2023.
- تواصل عسكري -
قال البيت الأبيض إن المناقشات في بيجينغ كانت "صريحة وجوهرية وبناءة".
وذكّرت الولايات المتحدة خلال اللقاء بين جايك ساليفان ووانغ يي "بأهمية وجود اتصالات منتظمة ومستمرة" على المستوى العسكري.
وركزت النقاشات على مجالات التعاون المحتمل بين القوتين المتنافستين، لا سيما مكافحة تهريب مادة الفنتانيل وتغيّر المناخ.
في ما يتعلق بالقضايا الأخرى الأكثر إثارة للجدل بين واشنطن وبيجينغ، أوضح مستشار الأمن القومي أن إدارة بايدن ستواصل اتخاذ "القرارات اللازمة لمنع استخدام تقنيات عسكرية أميركية متقدمة بوسائل تضر بأمننا القومي".
واتخذت الولايات المتحدة سلسلة إجراءات تحد من وصول الصين إلى بعض التقنيات المتقدمة، ما أثار استياء بيجينغ الشديد معتبرة أنها تشكل انتهاكا لقواعد التجارة الدولية.
كذلك تطرق ساليفان إلى قضية الأميركيين "المحتجزين بدون سبب (في الصين) أو الممنوعين من مغادرة البلاد"، مؤكدا أن الموضوع يشكل "أولوية".