يأمل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي في زيارة إيران قريباً للقاء الرئيس الجديد مسعود بزشكيان على خلفية توسيع نطاق البرنامج النووي، وفق تقرير سري للوكالة اطلعت عليه وكالة فرانس برس الخميس.
وبعد سنوات من تدهور العلاقات مع طهران، أعرب مدير الوكالة عن "رغبته في زيارة مقبلة لإيران من أجل إقامة حوار سلس وبناء يؤدي إلى نتائج ملموسة".
وفي الوثيقة السرية التي تم إعدادها قبل اجتماع مجلس المحافظين الذي سيبدأ في 9 أيلول في فيينا، مقر هيئة الأمم المتحدة، أعرب غروسي عن أسفه لعدم تعاون إيران.
وكان زار ايران مطلع أيار، وسط تجدد المخاوف من نوايا الجمهورية الإسلامية في أجواء جيوسياسية متوترة.
لكن مقتل الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي ادى الى تعليق المباحثات.
ومنذ ذلك الحين، واصل البرنامج النووي الإيراني اكتساب زخم رغم نفي طهران رغبتها في الحصول على القنبلة النووية.
واورد تقرير الهيئة التابعة للأمم المتحدة أن احتياطات اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، علما أن صنع سلاح ذري يتطلب نسبة تخصيب تصل الى 90 في المئة، بلغت في 17 آب164,7 كلغ، مقابل 142,1 كلغ في أيار.
كما ارتفع مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 20% بشكل ملحوظ إلى 813,9 كلغ (مقابل 751,3 كلغ قبل ثلاثة أشهر).
وتحررت الجمهورية الإسلامية من الالتزامات التي تعهدتها في إطار الاتفاقية الدولية لعام 2015 المبرمة مع الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة.
-اشارات انفتاح -
وكان من المفترض أن ينظم الاتفاق أنشطتها الذرية مقابل رفع العقوبات الدولية عنها.
لكنه انهار بعد أن قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الانسحاب منه عام 2018.
ويبلغ إجمالي مخزون اليورانيوم المخصب الآن 5751,8 كلغ (مقابل 6201,3 كلغ في أيار) أو 28 ضعف الحد المسموح به.
وفشلت المفاوضات التي جرت في فيينا لإحيائه في صيف 2022.
وبالإضافة إلى توسيع أنشطتها النووية، خفضت إيران بشكل كبير عمليات تفتيش المواقع من قبل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتم فصل كاميرات المراقبة وسحب اعتماد مجموعة خبراء.
وذكر تقرير الوكالة الذرية أن كل هذه العناصر "تضر" بقدرة الوكالة على ضمان "الطبيعة السلمية" لبرنامج طهران النووي.
وأدى هذا الوضع إلى تبني قرار حاسم خلال اجتماع مجلس المحافظين الأخير مطلع حزيران/يونيو يكتسي أهمية رمزية في هذه المرحلة.
واعتبرت إيران هذه المبادرة "متسرعة وغير مقبولة" لكنها امتنعت عن الرد عليها بقوة.
منذ انتخاب الإصلاحي مسعود بزشكيان في تموز رئيسا، "أعربت طهران بوضوح عن رغبتها في إعادة إطلاق المباحثات" مع الغرب "لضمان تخفيف العقوبات" التي تضر بشدة باقتصادها، حسبما أفاد غريغوري برو من مجموعة أوريجيا البحثية الأميركية لفرانس برس.
وأضاف أن استئناف الحوار "ممكن فقط بعد الانتخابات الأميركية ويخضع لفوز" المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس.
وحذر علي فايز المحلل في مجموعة الأزمات من أن التحدي هائل "مع تدهور العلاقات مع أوروبا والولايات المتحدة".
منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الإسلامية في قطاع غزة، بلغ التوتر ذروته.
وهددت إيران وحلفاؤها بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية الذي نسب إلى إسرائيل في طهران في 31تموز، مما أثار مخاوف من اندلاع نزاع إقليمي.