النهار

المسيحيّون الإنجيليّون في ريف جورجيا يدعمون ترامب
المصدر: أ ف ب
المسيحيّون الإنجيليّون في ريف جورجيا يدعمون ترامب
مسيحيون يصلون خلال خدمة يوم الأحد في كنيسة كلايتون المعمدانية بكلايتون في جورجيا (9 حزيران 2024، أ ف ب).
A+   A-
تنتشر الكنائس على التلال الخضراء في مقاطعة رابون في ولاية جورجيا الجنوبية، حيث ترفرف الأعلام الأميركية... يشكّل الإيمان المسيحي هناك أولوية أساسية للسكان الذي يعرفون أن دونالد ترامب ليس مسيحيا مثاليا، لكنهم مستعدون لمسامحته رغم ذلك.

وعلى ما يبدو سارع السكان إلى مسامحة الرئيس الجمهوري السابق لأنه عين ثلاثة قضاة محافظين في المحكمة العليا صوتوا عام 2022 لإلغاء قضية رو ضد وايد، ما أدى إلى إلغاء الحق الدستوري للمرأة بالإجهاض.

يعيش الشاب قوي البنية ذو العينين الزرقاوين يانس تومسون (40 عاما) على احدى تلك التلال الخضراء التي تسطع فوقها الشمس في جبال الآبالاش، بينما يضع الإنجيل المقدس على طاولة في فناء منزله الواسع.

ويتحدث تومسون وزوجته ميريديث، اللذان يربيان 10 أطفال تسعة منهم بالتبني، بصوت واحد عن الإيمان والسياسة.

ويقول تومسون "أعتقد أن الإجهاض خطأ. أود أن أقول إنه (ترامب) قام بعمل رائع في هذا الشأن".

وتوافقه ميريديث (38 عاما) الرأي فتقول "أنا لا أحب الإجهاض على الإطلاق. أشعر أنه أمر لا يجب أن يحدث. أشعر كأن الجنين طفل بمجرد حدوث الحمل".

وتضيف "لا أتفق مع الإجهاض على الإطلاق. إنه يحطم قلبي. يجعلني حزينة جدا".

ويعتبر ما يقارب نصف سكان مقاطعة رابون أنفسهم مسيحيين إنجيليين، بينما يصف أكثر من 70 بالمائة أنفسهم بالمتدينين.

يبتسم تومسون، الذي يستذكر طفولته حين كان والده واعظا، ويقول "كنت دائمًا في الكنيسة. لقد نشأت في الكنيسة".

ويضيف "في الكنيسة حصلت على هذا الشعور الحقيقي بالمجتمع" في رابون، مشيرا الى أن "هناك بقيت في تلك الكنائس، وكانت مخلصة، لمئات السنين".

ويؤكد الزوجان أنهما سيصوتان للجمهوريين في تشرين ثاني.

- حزام الكتاب المقدس -
بالطبع، لا يتجاهل تومسون بعض إخفاقات ترامب، لكنه يرى أن قطب العقارات "ليس سياسيًا سيئًا"، رغم اعترافه بأنه قد لا يكون مسيحيا صالحا.

في عام 2023، وجد ترامب مسؤولا عن اعتداء جنسي وأدين في أيار الماضي بارتكاب 34 تهمة جنائية تتعلق بتزوير السجلات التجارية المتعلقة بمدفوعات الأموال السرية لنجمة أفلام إباحية عشية انتخابات عام 2016. وقد امتلك كازينوهات وتزوج ثلاث مرات.

ومع ذلك، لعب ترامب، الذي استهدف في محاولة اغتيال في تموز ورقة التدخل الإلهي في الحملة الانتخابية، قائلاً إن الله أنقذ حياته.

من المؤكد أن خط الخطاب الانتخابي هذا سيلقى استحسانا كبيرا لدى الناخبين الأكثر تدينا، بما في ذلك أولئك في مقاطعة رابون في قلب ما يوصف بحزام الكتاب المقدس في أميركا والذي يمتد من الولايات الجنوبية الشرقية مثل جورجيا وصولاً إلى تكساس.

يرفع بعض السكان أعلام الكونفدرالية من شاحناتهم الصغيرة، وغالبا ما تكون بجوار لافتة كتب عليها ترامب 2024.

وفاز ترامب بولاية جورجيا عام 2016 وكان المسيحيون الإنجيليون مفتاحًا لهذا النصر. وفي رابون، صوت ثمانية من كل 10 أشخاص لصالحه عام 2020، عندما خسر بفارق ضئيل أمام جو بايدن.

وتقول ميريديث، التي تدير متجرا للأثاث والتي درست في مدرسة مسيحية وجامعة مسيحية، إنها تصلي كلما سنحت لها الفرصة.

وتضيف أن معارضتها للإجهاض قادتها إلى التصويت للجمهوريين باستمرار.

وتوضح أنه "يبدو أن الكثير من طبيعة الديموقراطيين مثيرة للجدل للغاية، وغاضبة للغاية. الاحتجاج، وحرق المباني. أنا لا أحب العنف".

وتقول "أميل بوضوح إلى الحزب الجمهوري. أريد أن تظل حرياتنا سليمة".

- "على أعصابي" -
في بلدة كلايتون، مقر مقاطعة رابون المحاطة بالغابة، يكون يوم الأحد مخصصا للصلاة.

وكانت الكنيسة المعمدانية في وسط المدينة مكتظة، فأكثر من 400 شخص يشغلون الكراسي في صالة ألعاب رياضية تم تحويلها إلى مكان للعبادة، مع شاشة كبيرة في الأعلى والكثير من الموسيقى.

تجلس عائلة تومسون في الصف الأمامي بينما يلقي يانس عظته.

ويذكر الجميع ما حدث قبل أربع سنوات عندما هزم بايدن ترامب بفارق ضئيل ليحصل على جورجيا، وهي ولاية مقسمة بين المناطق الحضرية الديموقراطية في المقام الأول مثل أتلانتا والمناطق الريفية المحافظة، بأقل من 12 ألف صوت.

وقد وجهت اتهامات إلى ترامب في الولاية العام الماضي لمحاولته قلب النتيجة.

ويقول ويل غريفين، القس الشاب للكنيسة المعمدانية في كلايتون، إن الناس ما زالوا غاضبين بسبب هذه الخسارة.

ويضيف أن "الناس يشعرون كأن البساط قد سحب من تحت أقدامهم في الانتخابات الأخيرة".

ويؤكد غريفين أن "الجميع يشعرون بالتوتر والقلق"، متسائلاً عما سيحدث هذه المرة.

ويرى أن السكان "سيصوتون لمرشحهم، وسيأملون ويصلون حقا أن تكون العملية صادقة".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium