قاطع المستهلكون منتجات أو خدمات شركات عالمية مثل "أنهيزر-بوش إنبف" وكوكاكولا وتارجت على مر السنين، مما أثر على مبيعاتها وفي بعض الحالات على سمعتها.
ويعود تاريخ أقدم مقاطعة معروفة من المستهلكين إلى القرن الثامن عشر في بريطانيا عندما تمت مقاطعة السكر الذي يُستخدم عبيد في إنتاجه، وذلك احتجاجا على العبودية. وفي السنوات القليلة الماضية، استخدم نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لاستهداف شركات يرون أن سياساتها غير مسؤولة.
وفيما يلي أمثلة على المواقف التي ترتبت عليها حملات مقاطعة من جانب المستهلكين:
حرب إسرائيل في غزة
-تخوض إسرائيل وحركة حماس حربا منذ أن اقتحم مسلحون من الحركة جنوب إسرائيل من قطاع غزة في السابع من تشرين الأول في هجوم تقول الإحصاءات الإسرائيلية إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة. وتقول سلطات الصحة في غزة إن أكثر من 40800 شخص قتلوا في غزة جراء الهجوم الإسرائيلي اللاحق للقطاع الفلسطيني.
ومنذ ذلك الحين، يقاطع مستهلكون في عدد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة منتجات شركات يعدونها صديقة لإسرائيل. وتقول بعض الشركات التي لها نشاط في إسرائيل، ومنها يونيليفر ونستله، إن المبيعات تتراجع في البلدان ذات الأغلبية المسلمة مثل إندونيسيا.
- في كانون الثاني قال الرئيس التنفيذي لشركة ماكدونالدز كريس كمبنسكي إن النشاط في عدد من الأسواق في الشرق الأوسط وبعض الأسواق خارج المنطقة تأثر بشكل كبير بسبب الصراع بين إسرائيل وحماس، إلى جانب "المعلومات المضللة" حول العلامة التجارية.
- قالت ستاربكس في كانون الثاني إن الحرب أضرت بأعمالها في الشرق الأوسط، إذ جاءت نتائج الربع الأول دون توقعات السوق. وأفادت رويترز في مارس آذار بأن مجموعة الشايع الخليجية العملاقة للتجزئة، التي تملك حقوق علامة ستاربكس في الشرق الأوسط، تعتزم تسريح أكثر من ألفي موظف بسبب تأثر الشركة بالمقاطعة.
- في شباط، قالت يونيليفر البريطانية إن نمو مبيعات الربع الرابع في منطقة جنوب شرق آسيا تضرر بسبب مقاطعة المستهلكين في إندونيسيا للعلامات التجارية للشركات متعددة الجنسيات "على خلفية الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط".
الفصل العنصري
- شجعت جامعات في الولايات المتحدة وحركة مناهضة الفصل العنصري في بريطانيا المواطنين في البلدين على مقاطعة المنتجات المصنعة في جنوب أفريقيا في حقبة الفصل العنصري. وتضخمت الحركة بحلول ثمانينيات القرن العشرين، وصارت كل المنتجات من الفاكهة إلى السجائر والكحول مدرجة على قائمة المنتجات الجنوب أفريقية التي تشملها المقاطعة.
- كما مارست الحركة ضغوطا على متاجر كبرى في مناطق مختلفة من العالم مثل تيسكو البريطانية لوقف جلب منتجات من جنوب أفريقيا.
التنفير من الرضاعة الطبيعية
- قاطع مستهلكون وناشطون شركة نستله في منتصف سبعينيات القرن العشرين بسبب مزاعم بأنها تنفر من الرضاعة الطبيعية من خلال الترويج لبدائل لبن الأم. ولم يتضح مدى تأثير المقاطعة على المبيعات، لكن منظمة الصحة العالمية وضعت في وقت لاحق قانونا دوليا للتسويق يحظر مقارنة لبن الأطفال المصنّع بلبن الأم، وردت نستله بوضع سياسة خاصة بها مستندة إلى قانون منظمة الصحة العالمية خلال الثمانينيات.
القسوة على الأغنام
- دشن مستهلكون أميركيون من المحبين للحيوانات حملة مقاطعة استمرت تسعة أشهر قادتها مجموعة بيتا المعنية بحقوق الحيوان في عامي 2004 و2005 ضد علامة الأزياء الإيطالية بينيتون لأنها استخدمت "صوفا أستراليا تم الحصول عليه بطريقة وحشية".
وقالت بيتا، التي داهمت في وقت ما مقر بينيتون، استخدام "إجراء أسترالي مروع" بإزالة شرائح من الجلد من الأغنام وهي حية من أجل الحصول على الصوف المستخدم في ملابس تنتجها الشركة.
وأصرت بينيتون أنها "غير متورطة" في هذه الممارسة. ولم يتضح ما إذا كانت المقاطعة قد أثرت على المبيعات.