النهار

تبادل اتهامات بين نتنياهو وحماس... من أفشل مفاوضات الهدنة في قطاع غزة؟
المصدر: "النهار"
تبادل اتهامات بين نتنياهو وحماس... من أفشل مفاوضات الهدنة في قطاع غزة؟
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقف أمام خريطة قطاع غزة أثناء حديثه خلال مؤتمر صحفي في المكتب الصحفي الحكومي في القدس، 4 أيلول، 2024 - أ ف ب.
A+   A-
تبادلت حركة "حماس" ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الاتهامات بشأن تعثّر المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة، بعد مرور أحد عشر شهراً على بدء الحرب.
 
وبعد ساعات على اتهام نتانياهو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "برفض كلّ شيء" في محادثات الهدنة، ألقت الأخيرة باللوم عليه في "إفشال" المساعي في هذا الإطار عبر الإصرار على عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا في قطاع غزة المحاذي للحدود المصرية.
 
 
 
ويأتي تبادل الاتهامات في وقت يواجه نتنياهو ضغوطاً لإبرام اتفاق من شأنه إطلاق سراح الرهائن الذين خطفوا خلال هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول، في أعقاب إعلان السلطات الإسرائيلية الأحد العثور على جثث ستة رهائن قتلوا على أيدي حماس في نفق في جنوب قطاع غزة.
 
وقال نتنياهو الأربعاء "رفضت حماس كلّ شيء، وعندما نحاول إيجاد أرضية تمهّد لإطلاق المفاوضات، يرفضون و(يقولون) إن ليس هناك ما يمكن مناقشته".
 
ويتمسّك نتنياهو بالسيطرة على محور فيلادلفيا، مؤكداً أنّها لمنع تهريب السلاح من مصر إلى حماس التي تسبّب هجومها على الدولة العبرية باندلاع الحرب.
 
 
 
وتشترط الحركة من جهتها انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من قطاع غزة. وأكدت في بيان الخميس أنّ "قرار نتنياهو التوصل لاتفاق بعدم الانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) يهدف لإفشال المفاوضات".
 
وقالت عبر تطبيق "تلغرام"، "لسنا بحاجة إلى مقترحات جديدة"، مضيفة أن "المطلوب الآن هو الضغط على نتنياهو وحكومته وإلزامهم بما تم التوافق عليه"، في إشارة الى الاقتراح الذي كان تقدّم به الرئيس الأميركي جو بايدن في أيار، ووافقت عليه حماس في تموز، وينص على ثلاثة مراحل تنتهي بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
 
 
 
 
وقال مسؤول في إدارة بايدن الأربعاء "لا نرى أن هذا الاتفاق، المعقّد لكن الضروري، هو التسوية الأكثر قابلية للحياة، وربما الوحيدة القابل للحياة لإنقاذ حياة لارهائن ووقف الحرب وجلب الانفراج الى غزة مع أخذ أمن إسرائيل بالاعتبار".
 
وأضاف "لا شيء في الاتفاق يلحظ ممر فيلادلفيا، لكن الاتفاق ينص على الانسحاب من المناطق المأهولة".
 
وأشار إلى أنّ الإسرائيليين "تقدموا خلال الأسبوعين الماضيين يخفّفون بموجبه وجودهم في محمور فيلادلفيا، ما يبدو وكأنه يتماشى مع مضمون الاتفاق".
 
وأثار العثور على جثث ستة رهائن في نفق تحت الأرض في مدينة رفح، حزناً وغضباً عارماً في إسرائيل، خصوصاً من عائلاتهم التي رأت أنّ اتفاقاً لوقف إطلاق النار كان كفيلاً بعودتهم أحياء. كما أعقب ذلك احتجاجات شعبية رافقها إضراب جزئي الإثنين في بعض البلدات والقطاعات الاقتصادية.
 
ويفترض أن تسير تظاهرة جديدة مساء اليوم في تل أبيب في إطار التحرك الشعبي نفسه.
 
وأدى هجوم حماس في السابع من تشرين الأول إلى مقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات رسمية.
 
 
 
 
وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس. وتردّ منذ ذلك الحين بقصف وعمليات برية في قطاع غزة تسبّبت بمقتل ما لا يقل عن 40861 شخصاً، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أنّ غالبية القتلى من النساء والأطفال.
 
ميدانياً، أفاد مصدر طبي وكالة فرانس برس عن مقتل أربعة أشخاص "جراء قصف لخيام نازحين في داخل مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة".
 
وقال الجيش الإسرائيلي إنّه ضرب "مركز قيادة" يستخدمه عناصر حركتي حماس والجهاد الإسلامي في دير البلح.
 
كذلك، قُتل شخص وأصيب آخرون بجروح جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمة في منطة المواصي غرب مدينة خان يوس في جنوب قطاع غزة، وفقاً لمسعفين في الهلال الأحمر الفلسطيني.
 
- "يفجّر كل شيء" -
بموازاة ذلك، يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في الضفة الغربية المحتلة منذ تسعة أيام.
 
وأكّد وزير وزير الدفاع يوآف غالانت الأربعاء أنّه "يجب القضاء على كل إرهابي، وإذا استسلم يجب اعتقاله، لا يوجد خيار آخر"، مضيفاً "يجب القضاء على هذه المنظمات الإرهابية التي تحمل أسماء مختلفة، سواء في نور شمس أو طولكرم أو الفارعة أو جنين"، وهي مناطق في الضفة الغربية.
 
 
 
وقال الجيش الخميس في منشور على تطبيق "تلغرام" إنّه شنّ "ثلاث غارات جوية محدّدة الأهداف ضدّ إرهابيين مسلّحين شكّلوا تهديداً للجنود" الإسرائيليين في منطقة طوباس التي تضم مخيّم الفارعة للاجئين.
 
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إنّ غارة استهدفت سيارة أسفرت عن مقتل خمسة رجال تتراوح أعمارهم بين 21 و30 عاماً، وإصابة اثنين آخرين بجروح.
 
وأفاد شهود عيان وكالة فرانس برس عن اقتحام "عدد كبير" من القوات الإسرائيلية مخيّم الفارعة قرب طوباس "حيث سُمع دوي انفجارات".
 
وبدأت العملية العسكرية الإسرائيلية في 28 آب وأطلقت عليها اسم "المخيمات الصيفية" وتشمل جنين وطوباس وطولكرم في شمال الضفة. وقُتل فيها 35 فلسطينياً، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، بينهم مقاتلون وأطفال.
 
وقُتل جندي إسرائيلي في جنين حيث سقطت غالبية القتلى الفلسطينيين.
 
وقالت حنان ناطور، وهي من سكان مخيم جنين، لوكالة فرانس برس الأربعاء، "انتشرت حالة من الذعر بينما كان الجيش يفجّر كلّ شيء من دون الأخذ في الاعتبار وجود أطفال في المكان".
 
ودمّرت القوات الإسرائيلية البنية التحتية في جنين وفي أماكن أخرى في الضفة الغربية. وقالت الأمم المتحدة إنّ الجيش يقيّد الوصول إلى المستشفيات ويستخدم "تكتيكات شبيهة بالحرب".
 
- حملة التطعيم في غزة -
وتسبّبت الحرب في قطاع غزة بدمار هائل وأزمة انسانية كارثية في القطاع الذي يناهز عدد سكانه 2,4 مليون شخص. وأدى دمار البنية التحتية إلى انتشار الأمراض، وإلى ظهور أول حالة شلل أطفال في القطاع منذ 25 عاما، ما دفع الأمم المتحدة إلى إطلاق حملة تطعيم الأحد في ظل "هُدن إنسانية" وافقت عليها إسرائيل.
 
وقالت منظمة الصحة العالمية إنّ حوالى 200 ألف طفل في وسط غزة تلقّوا أول جرعة من اللقاح ضد شلل الأطفال، ومن المقرّر أن تبدأ المرحلة الثانية الخميس في الجنوب قبل أن تنتقل إلى الشمال.
 
وتهدف الحملة إلى تطعيم أكثر من 640 ألف طفل، على أن يتم تلقّي الجرعات الثانية في غضون أربعة أسابيع تقريبا.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium