وصل إدموندو غونزاليس أوروتيا، مرشح المعارضة الى الانتخابات الرئاسية في فنزويلا، الى إسبانيا بعد ظهر الأحد، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية في مدريد، بعد طلبه اللجوء السياسي.
وأكدت الخارجية أن غونزاليس أوروتيا وصل الى البلاد قرابة الساعة 16,00 (14,00 ت غ) برفقة زوجته، على متن طائرة عسكرية إسبانية حطت في قاعدة توريخون دي اردوث الجوية قرب مدريد.
واستقبلت وزيرة الدولة الاسبانية لشؤون أميركا اللاتينية سوزانا سوميلثو المعارض الفنزويلي لدى نزوله من الطائرة.
وقالت وزارة الخارجية "اعتبارا من الآن، ستبدأ إجراءات طلب اللجوء"، موضحة أن النتيجة ستكون "تأييد ذلك، وفق التزام إسبانيا الحقوق السياسية والسلامة الجسدية لجميع الفنزويليين والفنزويليات، وخصوصا القادة السياسيين".
والإشارة الإسبانية إلى "السلامة الجسدية" تتقاطع مع تصريحات لزعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو على منصة اكس الأحد، اعتبرت فيها أن غونزاليس أوروتيا غادر فنزويلا "للحفاظ على حريته وحياته".
وأعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس صباح الأحد أن غونزاليس أوروتيا متوجه إلى اسبانيا بـ "طلب منه".
وقال الوزير للتلفزيون الحكومي إنّ غونزاليس أوروتيا "طلب الاستفادة من حق اللجوء... من الطبيعي أن تمنحه الحكومة ذلك".
وحطت طائرة لسلاح الجو الإسباني تقل غونزاليس أوروتيا وزوجته، حوالي الساعة 15,50 بالتوقيت المحلي (13,50 ت غ) في قاعدة توريخون دي اردوث الجوية قرب مدريد، بحسب مراسلَين في وكالة فرانس برس.
ولم يتمكن الصحافيون بعد من رؤيته المعارض الفنزويلي. ولم تحدد وزارة الخارجية الإسبانية متى سيدلي بتصريح.
صورة ملتقطة في 8 أيلول 2024 تظهر طائرة فالكون (في الوسط) يُزعم أنها تقل غونزاليس أوروتيا من فنزويلا، لدى وصولها إلى مطار توريخون دي أردوز العسكري في مدريد (أ ف ب).
وغادر غونزاليس أوروتيا فنزويلا الغارقة في أزمة سياسية جديدة منذ انتخابات 28 تموز التي أُعلن رسميا فوز الرئيس نيكولاس مادورو فيها بولاية ثانية من ست سنوات.
وتطعن المعارضة بهذه النتيجة، وتؤكد أنّ مرشحها حصد العدد الأكبر من أصوات الناخبين. ورفضت أطراف إقليمية ودولية عدة الاعتراف بالنتائج الرسمية للانتخابات.
وتجاهل غونزاليس أوروتيا ثلاثة استدعاءات للمثول أمام النيابة العامة، بحجّة أن مثوله كان من الممكن أن يكلّفه حريّته.
وكانت السلطات الفنزويلية أكدت في وقت سابق أنها أصدرت إذنا للمعارض بالمغادرة "لمصلحة السلام" في البلاد.
وفنزويلا غارقة في أزمة سياسية جديدة منذ انتخابات 28 تموز التي أُعلن رسميا فوز الرئيس نيكولاس مادورو فيها بولاية ثانية من ست سنوات.
وتطعن المعارضة بهذه النتيجة، وتؤكد أنّ مرشحها غونزاليس أوروتيا حصد العدد الأكبر من أصوات الناخبين. ورفضت أطراف إقليمية ودولية عدة الاعتراف بالنتائج الرسمية للانتخابات.
وقالت زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو عبر منصة إكس الأحد إن غونزاليس أوروتيا غادر "للحفاظ على حريته وحياته".
وأضافت "كانت حياته في خطر، وتزايد التهديدات والاستدعاءات ومذكرات التوقيف بحقه يُظهر أن النظام ليس لديه رادع أو حدّ في هوسه بإسكاته ومحاولة كسره"، مشددة على أنه "سيقاتل من الخارج" من الآن فصاعدا.
وأكدت مدريد أنها وافقت على منح المعارض الفنزويلي اللجوء السياسي.
وأعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس عبر منصات التواصل أنه "بطلب منه، إدموندو غونزاليس في طريقه جوا إلى إسبانيا في طائرة لسلاح الجو الإسباني. تتعهد الحكومة الإسبانية احترام الحقوق السياسية والسلامة الجسدية لكل الفنزويليين".
وفي وقت لاحق، قال ألباريس للتلفزيون الحكومي إنّ غونزاليس أوروتيا "طلب الاستفادة من حق اللجوء... من الطبيعي أن تمنحه الحكومة ذلك".
وأضاف أنّ إسبانيا تكرّر "ضرورة تقديم المحاضر" الصادرة عن مراكز الاقتراع خلال الانتخابات الرئاسية كي تتمكّن من "التحقّق منها".
وشدّد الوزير الإسباني على أنّ بلاده "لن تعترف بأيّ انتصار مفترض" لمادورو إذا لم يتم استيفاء هذه الشروط.
وكان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أكّد السبت خلال اجتماع لقيادة الحزب الاشتراكي الذي يتزعّمه أنّ إسبانيا "لا تنوي التخلّي عن" غونزاليس أوروتيا الذي وصفه بـ"البطل".
- "سيقاتل من الخارج" -
وكانت المعارضة والسلطات الرسمية في فنزويلا أعلنت ليل السبت-الأحد مغادرة غونزاليس أوروتيا البلاد.
وكتبت نائبة الرئيس الفنزويلي ديلسي رودريغيس على شبكات التواصل الاجتماعي "اليوم، 7 أيلول، غادر إدموندو غونزاليس أوروتيا البلاد. بعد لجوئه الطوعي إلى السفارة الإسبانية في كراكاس قبل بضعة أيام، طلب من الحكومة الإسبانية اللجوء السياسي... وقد منحته فنزويلا التصريح اللازم، وذلك من أجل مصلحة السلام والهدوء السياسي في البلاد".
وقال محامي مرشح المعارضة خوسيه فيسينتي هارو لوكالة فرانس برس "أؤكد أنه غادر إلى إسبانيا".
وتجاهل غونزاليس أوروتيا ثلاثة استدعاءات للمثول أمام النيابة العامة، بحجّة أن مثوله كان من الممكن أن يكلّفه حريّته.
وكان الديبلوماسي السابق البالغ 75 عاما حلّ في اللحظة الأخيرة مكان ماريا كورينا ماتشادو كمرشح للانتخابات الرئاسية، بعد صدور حكم قضائي في حقها يمنعها من الترشح.
وصدرت في حق المعارض الذي يعيش متخفيا منذ أكثر من شهر، مذكرة توقيف في الثالث من أيلول بسبب عدم تلبيته ثلاثة استدعاءات من النيابة العامة بشأن تحقيق حول الموقع الالكتروني للمعارضة الذي أعلن فوزه. ولم يظهر إلى العلن منذ 30 تموز.
ويشمل التحقيق خصوصا اتهامات "بعصيان القوانين" و"التآمر" وغيرها. وتعتبر المعارضة والكثير من المراقبين أنّ القضاء في أمرة السلطة السياسية في فنزويلا.
وأعلن المدعي العام طارق وليام صعب أنّه سيدلي بـ"تصريحات مهمة" الأحد.
ونال نيكولاس مادورو الذي صادقت المحكمة العليا على فوزه في 22 آب، 52% من الأصوات بحسب المجلس الوطني الانتخابي الذي لم ينشر محاضر مراكز الاقتراع بدعوى أنه تعرض لقرصنة الكترونية.
لكنّ المعارضة والكثير من المراقبين يشككون في صحة حدوث هجوم إلكتروني ويعتبرون الأمر مناورة من السلطة لتجنب نشر التعداد الصحيح للأصوات. وتفيد المعارضة التي نشرت المحاضر التي وفرها المدققون بأن غونزاليس أوروتيا حصل على أكثر من 60% من الأصوات.
- وقف القمع -
ولم تعترف الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ودول عدة في أميركا اللاتينية بإعادة انتخاب مادورو. وسبق لجزء كبير من المجتمع الدولي أن رفض الاعتراف بفوزه بولاية ثانية في العام 2018 خلال اقتراع قاطعته المعارضة.
وبعد الاعلان عن إعادة انتخابه في 28 تموز، نزلت تظاهرات إلى الشوارع. وتخلّل تلك التظاهرات مقتل 27 شخصا وإصابة 192 فيما أوقف نحو 2400 شخص، بحسب مصدر رسمي.
والأحد، طلب الاتحاد الأوروبي من السلطات في فنزويلا إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين في البلاد.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في التكتل القاري جوزيب بوريل إن "الاتحاد الأوروبي يشدد على أن تضع السلطات الفنزويلية حدا للقمع، وللاعتقالات التعسفية، ولمضايقات أفراد المعارضة والمجتمع المدني، ولتطلق سراح كل السجناء السياسيين".
وتابع "اليوم هو يوم حزين للديموقراطية جمعاء في فنزويلا"، مضيفا "في ظل الديموقراطية، لا ينبغي على أيّ زعيم سياسي أن يضطر لطلب اللجوء الى بلد آخر".
وحجبت مغادرة غونزاليس أوروتيا المواجهة القائمة السبت بين كراكاس وبرازيليا بشأن مقر إقامة سفير الأرجنتين الذي لجأ ستة مسؤولين من المعارضة إليه منذ آذار.
وسحبت كراكاس "بشكل فوري" الإذن الممنوح للبرازيل لتمثيل المصالح الأرجنتينية في البلاد ولا سيما إدارة مقر إقامة السفير.
وتؤكد السلطات الفنزويلية أنها تملك "أدلة" على "استخدام مقر البعثة للتخطيط لأعمال إرهابية" ومحاولات لاغتيال مادورو من قبل ستة معارضين.
وسارعت وزارة الخارجية البرازيلية إلى تذكير كراكاس بـ"حرمة مقارّ البعثة الديبلوماسية الأرجنتينية".
وقطعت فنزويلا في 29 تموز علاقاتها الديبلوماسية مع سبع دول أميركية لاتينية بينها الأرجنتين التي لا تعترف بإعادة انتخاب مادورو.