أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها تحرز تقدما في شرق أوكرانيا، في وقت أفادت كييف عن هجمات جوية عنيفة مطالبة الدول الغربية الحليفة بالسماح لها بتنفيذ مزيد من الضربات الانتقامية داخل الأراضي الروسية.
وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس الأحد أن "الوقت حان" لتكثيف الجهود الديبلوماسية من أجل إحلال السلام في أوكرانيا "بشكل أسرع" وإنهاء الحرب المتواصلة منذ عامين ونصف عام بين موسكو وكييف.
وقال شولتس الذي تعد بلاده من أبرز داعمي أوكرانيا "أعتقد أن الوقت حان الآن للبحث في سبل للخروج من وضع الحرب وإحلال السلام بشكل أسرع"، مضيفا أن روسيا يجب أن تحضر القمة المقبلة للسلام، وذلك في مقابلة مع شبكة "زد دي إف" الألمانية العامة.
كثّفت موسكو هجماتها الجوية في الأسابيع الأخيرة، بينما تحاول صدّ هجوم أوكراني كبير في منطقة كورسك.
ومنذ السادس من آب، تشنّ كييف هجوما في هذه المنطقة الواقعة قبالة منطقة سومي في شرق أوكرانيا، بهدف إنشاء منطقة عازلة لحماية مدنيّيها في المناطق الحدودية من الهجمات الجوية الروسية.
ولكن غارة جوية روسية جديدة أدّت إلى مقتل شخصين في سومي.
وقالت الإدارة العسكرية في هذه المنطقة عبر تلغرام الأحد "هذه الليلة... شنّ العدو هجوما جويا على مدينة سومي. قُتل شخصان وأصيب أربعة آخرون بينهم طفلان".
من جهته، أفاد رئيس بلدية سومي أولكسي دروزدينكو بأنّ منازل وسيارات تعرّضت لدمار أو أضرار.
وقال مكتب المدعي العام الإقليمي الأحد إن هجوما صاروخيا روسيا على بلدة قريبة من خط المواجهة في منطقة دونيتسك التي تعد مركز القتال، أدّى أيضا إلى مقتل امرأتين.
من جهة أخرى، تواصل كييف هجومها في كورسك حيث قالت إن الهدف منه إجبار روسيا على التراجع في الشرق.
وتعلن روسيا عن تحقيق قواتها تقدّما في الشرق حيث تكثّف هجماتها. وأعلنت موسكو في آب تحقيق أهم مكاسب ميدانية منذ عامين تقريبا في هذه المنطقة حيث أعلن الجيش الروسي الأحد السيطرة على بلدة أخرى خلال تقدمه باتجاه مدينة بوكروفسك الاستراتيجية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنّ قواتها "حرّرت بلدة نوفوهروديفكا" في منطقة دونيتسك.
وتقع هذه المدينة على بعد حوالى عشرين كيلومترا من بوكروفسك، التي تعتبر مركزا لوجستيا مهما للجيش الأوكراني. ومنذ عدّة أسابيع، تشكّل بوكروفسك هدفا للقوات الروسية التي تفوق القوات الأوكرانية عددا بينما تعاني هذه الأخيرة من نقص في العتاد أيضا.
- "ضرب المطارات العسكرية" -
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس "أولوية" السيطرة على منطقة دونباس بأكملها، وهي منطقة صناعية كبيرة في شرق أوكرانيا تضم منطقة دونيتسك.
من جهته، حثّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شركاءه الأحد على منحه مزيدا من الحرية في استخدام أسلحة زوّدته بها الدول الغربية ضد أهداف في روسيا.
وتطالب كييف برفع القيود للسماح لها بشنّ ضربات ضد أهداف عسكرية تعتبرها "مشروعة" في عمق الأراضي الروسية، مثل القواعد الجوية التي تنطلق منها الطائرات التي تقصف أوكرانيا.
وقال زيلينسكي عبر فيسبوك "خلال أسبوع واحد فقط، استخدمت روسيا أكثر من 800 قنبلة موجّهة جويا وحوالى 300 مسيرة شاهد وأكثر من 60 صاروخا من أنواع مختلفة ضد شعبنا".
وأضاف "لا يمكن وقف الإرهاب بشكل فعّال إلا بطريقة واحدة: عبر ضرب المطارات العسكرية الروسية وقواعدهم (الروس) ولوجستيات الإرهاب الروسي".
على خط متصل، ارتفع عدد ضحايا الغارة الروسية التي استهدفت بلدة بولتافا في وسط أوكرانيا في الثالث من أيلول إلى 58 قتيلا بعد وفاة ثلاثة جرحى، حسبما أفادت السلطات الإقليمية.
- "أهداف مشروعة" -
كذلك، أسفرت الضربات الروسية الأسبوع الماضي عن مقتل سبعة أشخاص في لفيف الواقعة في غرب أوكرانيا والقريبة من الحدود مع دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
من جانبها، أعلنت أوكرانيا السبت مسؤوليتها عن ضربة استهدفت مستودع ذخيرة روسيا في منطقة فورونيج الحدودية.
كما نفّذت هجمات بطائرات من دون طيار على مستودعات نفط ومصافي تكرير روسية، تقع على بعد بضع مئات من الكيلومترات خلف الخطوط الأمامية.
وتؤكد أوكرانيا أن هذه المواقع تشكّل أهدافا مشروعة لأنّها تزوّد الجيش الروسي بالوقود.
وقال وزير الخارجية الأوكراني الجديد أندريه سيبيغا على منصة إكس، إنّ "الدولة التي تدافع عن نفسها ضد العدوان وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة لا يمكن أن تكون مقيّدة في دفاعها".
وأضاف أنّ "القانون الدولي يسمح لأوكرانيا بضرب أهداف عسكرية مشروعة على الأراضي الروسية".