تواجه دوالد ترامب وكامالا هاريس، في مناظرة انتخابية، هي الأولى وقد تكون الأخيرة بينهما، وذلك في محطة فاصلة في السباق إلى البيت الأبيض.
وتصافحت نائبة الرئيس الأميركي والرئيس السابق في مستهل مناظرتهما التلفزيونية في فيلادلفيا على شبكة "إيه بي سي" قبل أن يتجه كلّ منهما إلى أحد جانبي القاعة حيث وقف خلف منصة في قاعة خلت من الجمهور ليبدأ المذيعان بطرح الأسئلة عليهما.
هاريس قالت إن الرئيس الروسي فلاديمير "بوتين لكان في كييف لو كان ترامب رئيساً"، وردّ الرئيس السابق باتّهام هاريس وبايدن باتخاذ سياسة غير مسؤولة تجاه روسيا "الدولة النووية"، لينتقل المرشحان لتبادل الاتهامات بالفشل في إدارة الانسحاب الأميركي من أفغانستان.
المناظرة، التي تحوّلت إلى مبارزة كلامية حول قيم المرشحين وسيرتهما الشخصية والعامة، انتقلت في جانبها السياسي إلى ملفات العرق والرعاية الصحية وسياسات الطاقة وتغيّر المناخ.
وبدأ ترامب بتوجيه اتهام لهاريس بإنها "ماركسية". فيما استهلت المرشحة الديمقراطية حديثها بالقول: "كان علينا تنظيف الفوضى التي خلّفها ترامب".
وقالت هاريس "لدي خطّة لاقتصاد الفرص تشمل تخفيضات ضريبية للطبقة المتوسطة". لكن ترامب ردّ بأنها "نسخت" برنامج بايدن الاقتصادي.
وأشار ترامب إلى أنه "خلق واحداً من أعظم اقتصادات بلادنا، وسأفعل ذلك مرّة أخرى". فيما قالت هاريس إن "خطة ترامب ستزيد التضخم وستؤدّي إلى كساد".
وخلال حديثها، تعهّدت هاريس بأنّ تكون "رئيسة لكل الأميركيين". وقال ترامب من جهته، إن الديمقراطيين "دمروا نسيج بلادنا، ومعدلات الجريمة ارتفعت بسبب المهاجرين".
ملف الإجهاض
وفي ملف الإجهاض، أكدت هاريس أن "سياسة ترامب بشأن الإجهاض مهينة لنساء أميركا"، متهمة الرئيس السابق بأنه "يسرد مجموعة أكاذيب" بشأن الإجهاض.
إلى ذلك، شنّت هاريس هجوماً على ترامب بشأن إنهاء الحق الفيدرالي في الإجهاض. وقالت إنه قدم "خدمة عظيمة" بتعيين ثلاثة قضاة صوتوا لإلغاء قضية "رو ضد وايد".
وقالت هاريس إنها "تدعم إعادة قانون رو ضد ويد".
وذكّرت هاريس، المدعية العامة السابقة، المشاهدين بأنّ ترامب "مجرم مدان"، وهو ما ردّ عليه الرئيس السابق بالقول "إنهم يستخدمون القضايا القانونية كسلاح ضدّي".
ووصف ترامب القضايا المرفوعة ضده بأنها "مزيفة"، وقال إن محاولة اغتياله كانت "نتيجة لخطاب الديمقراطيين".
غزو أوكرانيا
وبشأن الغزو الروسي لأوكرانيا، سأل المذيع، ديفيد موير، عمّا إذا كان ترامب يريد فوز كييف في حربها ضدّ موسكو، لم يجب ترامب بشكل مباشر، لكنه قال إنه يريد أن تتوقف الحرب.
وعندما سُئل عما إذا كان يعتقد أن فوز أوكرانيا يصب في مصلحة الولايات المتحدة، قال ترامب: "أعتقد أن إنهاء هذه الحرب يصب في مصلحة الولايات المتحدة".
وعلّقت هاريس بالقول إنه "بفضل دعمنا أوكرانيا لا تزال دولة مستقلّة، ولو كان ترامب رئيسا لوجدنا بوتين في كييف".
وفيما يتعلّق بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أعربت هاريس عن دعمها لحل الدولتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فيما كرّر ترامب أنّ هاريس والديمقراطيين "يكرهون إسرائيل" وأن الصراعات "لن تحدث" تحت إدارته.
وفي ملف الانسحاب الأميركي من أفغانستان، عندما سُئلت نائبة الرئيس عمّا إذا كانت تشعر بأنها تتحمّل أي مسؤولية عن الطريقة التي تم بها الانسحاب من أفغانستان، بدأت هاريس ردّها بالدفاع عن قرار الإدارة بإنهاء أطول حرب في أميركا.
وانتقلت هاريس إلى انتقاد ترامب للطريقة التي تفاوض بها على خطة سلام مع طالبان تضمّنت تحديد الأول من أيار 2021 موعداً للانسحاب النهائي للقوات، والذي واصل الرئيس، جو بايدن، تنفيذه بعد ذلك مع تحديد موعد نهائي في أيلول.
وكانت طائرة ترامب هبطت، مساء الثلاثاء، في فيلادلفيا، كما وصلت هاريس، وهي أول سيدة، وأول امرأة سوداء وجنوب آسيوية تتولى نيابة الرئاسة في الولايات المتحدة، إلى المدينة الاثنين.