النهار

اتهامات لأذربيجان بتضييق الخناق على الناشطين قبيل قمّة كوب29
المصدر: أ ف ب
اتهامات لأذربيجان بتضييق الخناق على الناشطين قبيل قمّة كوب29
سليمانلي متكلما خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس في باكو (23 تموز 2024، أ ف ب).
A+   A-
اعتقلت الشرطة المدافع الأذربيجاني عن حقوق الإنسان والمناخ أنار مامادلي تحت أنظار الأطفال في الروضة إلى حيث توجّه لاصطحاب ابنه، في وقت يتّهم حقوقيون باكو بتكثيف الضغط على الناشطين قبل حوالى شهرين من انطلاق مؤتمر كوب29 الدولي.

كان اعتقاله الحلقة الأخيرة ضمن سلسلة عمليات توقيف يقول منتقدوها إنها تقوّض مصداقية الدولة الغنية بالنفط كبلد مستضيف لمؤتمر كوب29 لتغير المناخ الذي تنظّمه الأمم المتحدة.

وما زال مامادلي في السجن منذ 29 نيسان ويواجه احتمال البقاء لمدة تصل إلى ثماني سنوات خلف القضبان بتهم تهريب تقول مجموعات حقوقية إنها "زائفة".

وكان قد شكّل مع الناشط بشير سليمانلي منظمة مجتمع مدني تدعى "مبادرة مناخ العدالة".

وسعت المنظمة للترويج للعدالة البيئية في الدولة الخاضعة لسيطرة مُحكمة والمطلة على بحر قزوين.

وقال سليمانلي لوكالة فرانس برس إن المنظمة "أُجبرت على الإغلاق تحت ضغط الحكومة حتى قبل أن تبدأ التوعية حيال القضايا البيئية".

وأضاف "لا نملك منصة يمكن أن نُسمع صوتنا من خلالها، ناهيك عن حقيقة أنه لن يكون بإمكاننا تنظيم احتجاجات خلال كوب29".

ونددت مجموعات حقوقية حول العالم بما فيها منظمة العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش" بملاحقة مامادلي قضائيا بتهم "زائفة" وطالبت بالإفراج عنه.

تفيد منظمة العفو بأن ما حصل جزء من "الحملة الأمنية المتواصلة على ناشطي المجتمع المدني" قبل كوب29.

- "إجراءات قاسية" -
في شوارع باكو، يتم إصلاح طرقات وطلاء المباني استعدادا لاستضافة آلاف الضيوف الأجانب خلال مؤتمر كوب29 الذي يستمر من 11 تشرين الثاني إلى 22 منه.

وحضّت مجموعات حقوقية دولية الأمم المتحدة ومجلس أوروبا على "استغلال زخم كوب29" من أجل "وضع حد لاضطهاد الأصوات المعارضة" في أذربيجان.

لكن بدلا من تخفيف حدة القمع، يشير كنان خليل زاده من مجموعة "إيكوفرونت" البيئية ومقرها في باكو إلى أن الفترة التي سبقت كوب29 شهدت ضغوطا حكومية متزايدة على الناشطين.

وأشار إلى أنه اعتُقل لمدة وجيزة العام الماضي أثناء تظاهرة ضد التلوّث في قرية سويودلو النائية في منطقة غداباي (غرب).

وفي العام 2023، أطلقت الشرطة الرصاص المطاط والغاز المسيل للدموع على قرويين خرجوا للاحتجاج على إقامة بركة لتصريف النفايات السامة من منجم قريب للذهب.

ويشير السكان إلى أن البركة ستلحق أضرارا بيئية خطرة بمراعيهم.

تم توقيف عدد من السكان بعد الحملة الأمنية العنيفة للشرطة وبقيت سويودلو مغلقة على مدى أسابيع.

وقال خليل زاده لوكالة فرانس برس "هددتني الشرطة بإجراءات مشددة إذا حاولت يوما ما العودة إلى سويودلو".

وخلص تحقيق أجراه "مشروع التبليغ عن الجريمة المنظمة والفساد"، وهي شبكة عالمية من الصحافيين الاستقصائيين، إلى أن المنجم الذي تشغله رسميا شركة Anglo Asian Mining Plc البريطانية مملوك في الواقع لابنتي الرئيس إلهام علييف.

- "منحازة وغير مقبولة" -
يقابل أي مؤشر على المعارضة في أذربيجان عادة برد صارم من حكومة علييف التي واجهت انتقادات قوية من الغرب لاضطهادها المعارضين السياسيين وتضييقها على الإعلام المستقل.

يحكم علييف (62 عاما) البلاد بيد من حديد منذ العام 2003، بعد وفاة والده الذي قاد أذربيجان في الحقبة السوفياتية والجنرال السابق في جهاز الاستخبارات "كاي جي بي" المحلي حيدر علييف.

نشر "اتحاد حرية السجناء السياسيين في أذربيجان" قائمة تضم أسماء 288 سجينا سياسيا، بينهم سياسيون من المعارضة وناشطون حقوقيون وصحافيون.

ومن بين هؤلاء عدد من الصحافيين من "أبزاس ميديا" و"توبلوم تي في"، وهما وسيلتان إعلاميتان مناهضتان لعلييف، إضافة إلى المحامي البارز المناهض للفساد غوباد إبادأوغلو الذي ما زال مسجونا رغم تدهور وضعه الصحي.

وفي أيار، أفادت "هيومن رايتس ووتش" بأن الحملة الأمنية في أذربيجان "تثير مخاوف جدية" حيال الكيفية التي سيكون بإمكان الناشطين من خلالها "المشاركة بشكل فاعل والدفع من أجل تحرّك طموح خلال كوب29".

ورفضت الخارجية الأذربيجانية الاتهامات على اعتبارها "منحازة وغير مقبولة".

وقالت في أيار إن "الربط بين رئاسة أذربيجان لكوب29 والدوافع السياسية غير المناسبة يتناقض مع جوهر فكرة التعاون للتعامل مع تغير المناخ التي تبنتها أذربيجان".

لكن خديجة إسماعيلوفا، وهي صحافية استقصائية أمضت شهورا في السجن بعدما كشفت عن الفساد الرسمي، قالت إن على وفود كوب29 أن تكون مدركة لسجّل أذربيجان في مجال حقوق الإنسان.

وقالت إن "على البلدان التي تشارك في كوب29 أن تكون مدركة بأن المجتمع المدني مسحوق ومضطهد في أذربيجان".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium