أعلن الجيش الأوكراني، الأربعاء، وقف الهجوم الروسي المضاد في منطقة كورسك الخاضعة لسيطرة كييف، موضحا أنّ "آلافا" من المدنيين الروس ما زالوا في هذه المنطقة.
في السادس من آب، شنّت القوات الأوكرانية هجوما مفاجئا في منطقة كورسك الروسية الحدودية، حيث تمكّنت من السيطرة على مئات من الكيلومترات المربعة وعشرات البلدات.
ويعد هذا الهجوم الأول الذي يشنّه جيش أجنبي على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.
ومنتصف أيلول، شنّ الجيش الروسي هجوما مضادا وأعلن إحراز تقدّم.
غير أنّ المتحدث باسم القيادة الإقليمية الأوكرانية أوليكسي دميتراشكيفسكي قال لوكالة فرانس برس الأربعاء إنّ الروس "حاولوا الهجوم من الأطراف ولكن تمّ وقفهم، واستقرّ الوضع واليوم أصبح كلّ شيء تحت السيطرة".
واضاف "لقد حقّقوا بعض النجاحات الطفيفة، لكن هذا النجاح تحوّل الآن تطويقا فعليا لهم"، موضحا أنّ "الروس دخلوا بلدة واحدة. وبدأوا القتال من أجل بلدة أخرى، وهذا كلّ شيء".
مع ذلك، لم يفشل الهجوم الروسي المضاد بعد، فقد أعلنت موسكو تنفيذ هجمات جديدة لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية.
وفي السياق، قال مسؤول أوكراني لوكالة فرانس برس مشترطا عدم الكشف عن هويته، إنّ "العملية الروسية في منطقة كورسك لا تزال مستمرة، لذا من السابق لأوانه القول إنّها فشلت تماما".
- آلاف المدنيين الروس -
من جهة أخرى، أشار دميتراشكيفسكي إلى أن "آلاف" المدنيين لا يزالون موجودين في المنطقة الخاضعة لسيطرة القوات الأوكرانية.
وقال "في بعض البلدات، هناك أكثر من مئة شخص"، مضيفا أنّ "أكثر من مئتي شخص، وأكثر من 500" موجودون في بلدات أخرى.
ولفت الى أنّ معظمهم من كبار السن، ولكن هناك أيضا أطفال، موضحا أنّ امرأة أنجبت طفلا "في صحة جيدة" في هذه المنطقة.
كذلك، اتهم المتحدث الأوكراني الجيش الروسي بشنّ غارات جوية على المنطقة التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية، مشيرا إلى مقتل "23 مدنيا" على الأقل منذ نهاية آب. ولم تتمكّن وكالة فرانس برس من تأكيد صحة هذه المعلومات.
ونفى دميتراشكيفسكي أي سوء معاملة للمدنيين من جانب العسكريين الأوكرانيين.
وقال "إنّهم يحصلون على المياه والغذاء والخبز، ولا يسيء إليهم الجنود"، مشيرا إلى أن المتاجر والصيدليات مغلقة.
في المقابل، أكد الجيش الروسي في بيان أنّه يشنّ هجوما في مناطق معيّنة في كورسك، مشيرا إلى تمكّنه من صد هجمات أوكرانية في مناطق أخرى.
- "تدمير" مستودع أسلحة روسي -
في وقت سابق الأربعاء، أعلنت أوكرانيا تدمير مستودع للصواريخ البالستية والقنابل الجوية وذخائر مدفعية في غرب روسيا.
وقال مصدر أمني أوكراني لوكالة فرانس برس إنّ طائرات بدون طيار "دمّرت بالكامل" ليل الثلثاء الأربعاء المستودع الواقع في منطقة تفير الروسية في توروبيتس على بعد حوالى 400 كيلومتر شمال غرب موسكو.
وأظهرت تسجيلات مصوّرة نُشرت على مواقع تواصل اجتماعي روسية كرة من النار في السماء بينما هزّت ضربة الموقع في الأسفل. وأظهر تسجيل مصوّر آخر أعمدة الدخان وألسنة اللهب تتصاعد فوق مسطح مائي.
ولم تتمكن فرانس برس من التحقّق على الفور من صحّة هذه التسجيلات، في وقت اعترفت السلطات الروسية بوقوع حريق بسبب هجوم بمسيّرة لكنّها لم تشِر إلى الموقع المستهدف.
من جهتها، أفادت السلطات الإقليمية في تفير عن "هجوم ضخم بطائرات بدون طيار"، موضحة عبر تطبيق تلغرام أنّه "تمّ إخماد حريق في المكان الذي سقط فيه حطام مسيّرة" في توروبيتس، من دون ذكر مستودع الأسلحة.
وقال حاكم منطقة تفير إيغور رودينيا إن الحريق أدى إلى "إجلاء جزئي للسكان" في المنطقة بينما عمل 150 عنصر إطفاء وإنقاذ على إخماده.
وسُمح لاحقا للسكان الذين تم إجلاؤهم من توروبيتس بالعودة، وفق ما أفاد بعد ساعات. وأضاف أنه بينما تعرّض بعض الأشخاص لإصابات طفيفة فان الهجوم لم يسفر عن سقوط قتلى.
وأفادت وزارة الصحة الروسية عن نقل 13 شخصا إلى المستشفى بعد هذا الهجوم، مؤكدة أنّ حياتهم ليست في خطر.
وفيما تتعرّض أوكرانيا يوميا للقصف الروسي، تنفّذ ضربات بطائرات من دون طيار بشكل منتظم على روسيا، مستهدفة احيانا مواقع بعيدة جدا من حدودها.
وأعلن الجيش الروسي الأربعاء تدمير 54 مسيّرة أوكرانية خلال الليل، نصفها فوق منطقة كورسك الروسية. وفي منطقة بيلغورود، أُصيب أربعة أشخاص بجروح ونُقلوا إلى المستشفى بعد هجوم بمسيّرة، حسبما أفاد الحاكم الإقليمي.