أطلقت كوريا الشمالية صباح الأربعاء عددا من الصواريخ البالستية القصيرة المدى، في ثاني تجربة من نوعها خلال أسبوع، بحسب ما أعلنت سيول.
ونفذت كوريا الشمالية المسلحة نوويا العشرات من عمليات إطلاق الصواريخ هذا العام.
ومن المحتمل أن تكون هذه التدريبات، بحسب خبراء، على صلة بتزويد ذخائر وصواريخ كورية شمالية لموسكو من أجل حربها في أوكرانيا.ويتهم الغربيون بيونغ يانغ بتزويد روسيا بالأسلحة، وهو ما ينفيه النظام الكوري الشمالي.
وأعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تخليه عن إعادة التوحيد في كانون الثاني وحل جميع المؤسسات المسؤولة عن العلاقات مع سيول، معتبرا أن كوريا الجنوبية "العدو الرئيسي" لبلاده.
وقالت رئاسة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية إنها "رصدت، و(بصدد) تحليل عدد من الصواريخ البالستية القصيرة المدى التي أطلقت باتجاه الشمال الشرقي قرابة الساعة 06,50 (الثلثاء 21,50 ت غ)".
وأضافت "تحسّبا لعمليات إطلاق أخرى، عزّزت قواتنا المسلّحة مراقبتها ويقظتها، بينما تتبادل المعلومات من كثب" مع حلفائها اليابانيين والأميركيين.
بدورها، أعلنت طوكيو أنّها رصدت إطلاق هذه الصواريخ. وأشار خفر السواحل اليابانيون إلى أنّهم رصدوا سقوط صاروخ في البحر.
وطلب خفر السواحل في بيان "من السفن الانتباه إلى المعلومات التي تصل إليها، وفي حالة رؤية مقذوفات تسقط، عدم الاقتراب منها، بل إبلاغ خفر السواحل بذلك".
وأشار وزير الدفاع الياباني مينورو كيهارا إلى أن الصواريخ "يبدو أنها سقطت في السواحل الشرقية للبر الرئيسي لكوريا الشمالية" خارج المياه اليابانية.
وأُطلقت الصواريخ من منطقة كايشون في شمال بيونغ يانغ، وقطعت مسافة 400 كيلومتر، بحسب الجيش الكوري الجنوبي.
ودانت هيئة الأركان المشتركة في بيانها "إطلاق كوريا الشمالية صواريخ" محذّرة من أنّ هذه التجربة الصاروخية "تشكّل استفزازا واضحا يهدد بشكل خطر السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية".
وأضافت أنّ كوريا الشمالية أرسلت أيضا بالونات جديدة تحمل نفايات إلى كوريا الجنوبية.
وسبق لبيونغ يانغ أن أرسلت حوالى 1500 بالون نفايات إلى كوريا الجنوبية خلال الشهر الحالي (حوالى خمسة آلاف بالون من أيار)، بما في ذلك ثلاثة بالونات تسبّبت باشتعال حرائق.
وسبق لكوريا الشمالية أن أطلقت الخميس الماضي باتجاه البحر عددا من الصواريخ البالستية القصيرة المدى، بحسب سيول.
وكانت تلك أول تجربة صاروخية كبيرة منذ مطلع تموز.
وفي وقت لاحق، أكدت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن عملية الإطلاق كانت اختبارا لـ"طراز جديد من قاذفة الصواريخ المتعددة من عيار 600 ملم" واشرف عليها كيم جونغ أون.
وردّا على ذلك، أعادت سيول إطلاق الشعارات الدعائية عبر مكبّرات الصوت عند الحدود وعلّقت العمل باتفاق عسكري أبرم في 2018 لخفض التوتر بين الجيشين.
كما استأنفت التدريبات بالذخيرة الحية في الجزر الحدودية وبالقرب من منطقة منزوعة السلاح تفصل شبه الجزيرة الكورية.
- علاقات مع موسكو -
وعززت كوريا الشمالية في الفترة الأخيرة علاقاتها العسكرية مع روسيا بينما قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة نادرة لهذا البلد المعزول في حزيران وقع خلالها معاهدة للدفاع مشترك مع كيم.
من جهتها، زارت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية موسكو مرّتين في أقل من عام.
ويعتقد خبراء منذ فترة طويلة أن روسيا تنشر صواريخ كورية شمالية في أوكرانيا.
واستند تقرير جديد لمركز "أبحاث التسلح في النزاعات" الأسبوع الماضي إلى تحليلات لحطام صواريخ لإظهار "أن صواريخ مصنّعة هذا العام في كوريا الشمالية يتم استخدامها في أوكرانيا".
كما زار الأمين العام لمجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو بيونغ يانغ الأسبوع الماضي والتقى الزعيم الكوري الشمالي، بحسب وسائل إعلام رسمية في بيونغ يانغ.
ورأى رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول يانغ مو-جين أنه "نظرا لاندلاع الحرب في أوكرانيا وزيارة شويغو الأخيرة لكوريا الشمالية، قد تكون عمليات إطلاق الصواريخ الأخيرة مرتبطة بصادرات (مستقبلية) للأسلحة إلى روسيا".
وأضاف أن عملية الإطلاق قد تهدف أيضا إلى "بث القلق بين سكان كوريا الجنوبية، بالتوازي مع إطلاق بالونات محملة بالنفايات مؤخرا".
نشرت كوريا الشمالية الأسبوع الماضي للمرة الأولى لقطات لمنشأة لتخصيب اليورانيوم، ظهر فيها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يتجول في أرجائها ويدعو إلى تركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي لتعزيز ترسانته النووية.
ولم تعرض بيونغ يانغ، التي أجرت أول تجربة نووية لها في عام 2006 وتخضع لعقوبات فرضتها الأمم المتحدة بسبب برامجها للأسلحة المحظورة، هذه المنشآت علنا حتى ذلك الحين.
وتخضع برامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية لعقوبات دولية لكن بيونغ يانغ كثيرا ما تنتهك الحظر بفضل الدعم المقدم من حليفتيها روسيا والصين خصوصا.