اتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، روسيا بالتخطيط لمهاجمة محطات للطاقة النووية في بلاده، وذلك في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رفض خلاله القبول باتّفاق سلام يُفرض من الخارج.
وسعى زيلينسكي إلى حشد الدعم العالمي لبلاده في اجتماعات الجمعية العامة، قبيل انتخابات أميركية قد تفضي إلى تحوّل كبير في موقف أكبر جهة داعمة لكييف.
من على منبر الأمم المتحدة قال الرئيس الأوكراني إن الاستخبارات الأوكرانية توصّلت إلى معلومات تفيد بأن روسيا تجري مسحا عبر الأقمار الاصطناعية للبنى التحتية النووية الأوكرانية.
وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يخطط على ما يبدو لشن هجمات على محطات الطاقة النووية والبنية التحتية، بهدف فصل المحطات عن شبكة الكهرباء".
وقال "أي واقعة خطيرة تطال منظومة الطاقة من شأنها أن تؤدي إلى كارثة نووية"، مشددا على أن هذا الأمر "يجب ألا يحصل إطلاقا".
وأضاف "على موسكو أن تفهم هذا الأمر، وذلك يعتمد جزئيا على تصميمكم على الضغط على المعتدي".
وسيطرت روسيا على محطة زابوريجيا الأوكرانية للطاقة النووية في الأيام الأولى من غزوها أوكرانيا الذي بدأ في شباط 2022.
منذ أسابيع، تقصف روسيا شبكة الكهرباء الأوكرانية، في ما يصفها مسؤولون غربيون بأنها محاولة لجعل الأوكرانيين يعانون البرد في الشتاء القارس.
- "لن نقبل أبدا" صفقة مفروضة خارجيا -
وسيتوجّه زيلينسكي الخميس إلى واشنطن حيث يحظى بدعم قوي من البيت الأبيض برئاسة جو بايدن لعرض ما يصفها الرئيس الأوكراني بـ"خطة النصر".
في خطابه أمام الجمعية العامة تطرّق زيلينسكي خصوصا إلى الصين والبرازيل، طارحا تساؤلات حول "المصلحة الحقيقية" لبلدان تمارس ضغوطا على أوكرانيا للتفاوض مع روسيا.
وقال زيلينسكي "لن تعززوا قوتكم على حساب أوكرانيا، لقد شهد العالم في السابق حروبا استعمارية ومؤامرات لقوى عظمى على حساب الصغار".
وأضاف "لن يقبل الأوكرانيون أبدا، أبدا. لمَ قد يعتقد أحد في العام أن ماضيا استعماريا وحشيا كهذا ولا يناسب أحدا اليوم، يمكن فرضه على أوكرانيا حاليا".
الثلثاء قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في اجتماع لمجلس الأمن إن الديبلوماسية هي الحل الأوحد.
في العام الماضي خطف زيلينسكي الأضواء بحضوره اجتماعات الجمعية العامة للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في بلاده، وكان ملف أوكرانيا طاغيا، لكن المشهدية السياسية تغيّرت هذا العام.
الأربعاء وصف الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، زيلينسكي بأنه "البائع الأفضل في العالم".
وأوضح ترامب أنه "في كل مرة يأتي زيلينسكي إلى الولايات المتحدة يغادر وبحوزته مئة مليار دولار".
وتابع "سنظل عالقين في هذه الحرب إلا إذا أصبحت أنا الرئيس. سأنجز الأمر. سأضمن أن يتم التفاوض وسأخرج. علينا أن نخرج" من الحرب.
قدّمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية واقتصادية لأوكرانيا بقيمة حوالى 175 مليار دولار منذ الغزو الروسي في شباط 2022، واستبعد بايدن إرسال قوات.
وأعرب ترامب في الماضي عن إعجابه ببوتين، وخلال ولايته الرئاسية (2017-2021)، تم عزله في المرة الأولى على خلفية تأخيره المساعدات لأوكرانيا للضغط على زيلينسكي لتقديم معلومات يمكن أن تؤذي بايدن.
لكن زيلينسكي أكد أنه سيجتمع على الأرجح بترامب أثناء زيارته إلى الولايات المتحدة ليوضح له أن الحرب أكثر تعقيدا مما يعتقد.
وتبنى زيلينسكي نبرة أكثر حدة لدى تقييمه لمرشّح ترامب لمنصب نائب الرئيس جاي دي فانس الذي قال صراحة إنه غير مهتم بأوكرانيا وإن على الولايات المتحدة التركيز بدلا من ذلك على مواجهة الصين.
وقال زيلينسكي للمجلة "فليقرأ السيد فانس تاريخ الحرب العالمية الثانية عندما أُجبرت دولة على التخلي عن جزء من أراضيها لصالح شخص معيّن".
وفي ألمانيا، ثاني أكبر مساهم في المساعدات العسكرية لأوكرانيا، يواجه المستشار أولاف شولتس ضغوطا أيضا من الأحزاب المعارضة لدعم كييف.
وتعدّ بريطانيا من بين أبرز الداعمين لأوكرانيا. وقال وزير خارجيتها ديفيد لامي لفرانس برس إن حكومته ملتزمة بالمساعدة على "وضع أوكرانيا في أقوى موقف ممكن" مع اقتراب فصل الشتاء.
- أزمة لبنان -
يعد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام آخر مرّة يظهر فيها بايدن (81 عاما) أمام الهيئة الدولية كرئيس بعدما سلّم الشعلة لنائبته كامالا هاريس لمواجهة ترامب في انتخابات تشرين الثاني.
ويأتي الاجتماع على وقع حالة من الفوضى تشهدها منطقة الشرق الأوسط حيث تكثّف إسرائيل هجماتها على حزب الله اللبناني، ما أسفر عن مقتل المئات وتسبّب بموجة نزوح جماعية من جنوب لبنان.
ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة الأربعاء لبحث التطورات في لبنان، فيما تؤكد الولايات المتحدة أنها تأمل بعرض مقترحات لخفض التصعيد.
كما تتطرّق محادثات الأربعاء في الأمم المتحدة إلى ملفين آخرين حساسين هما ملفا السودان وهايتي.
كذلك، تبحث الولايات المتحدة عن سبل لحشد دعم مالي طويل الأمد في سياق جهود إعادة الاستقرار إلى هايتي بعدما بدأت كينيا مهمة أمنية طال انتظارها.