النهار

الصين تعزز موقفها الداعم للبنان وتدين العدوان الإسرائيلي: دعوة للسلام واستقرار المنطقة
المصدر: "النهار"
الصين تعزز موقفها الداعم للبنان وتدين العدوان الإسرائيلي: دعوة للسلام واستقرار المنطقة
الصين.
A+   A-
وارف قميحة
رئيس معهد طريق الحرير للدراسات والابحاث
رئيس جمعية طريق الحوار اللبناني الصيني
 
في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة، يأتي موقف الصين من العدوان الإسرائيلي على لبنان ليعكس تحولا في السياسة الخارجية الصينية نحو المزيد من التدخل في القضايا الإقليمية.
بتاريخ 27 أيلول 2024، نفذت إسرائيل ضربة جوية على العاصمة اللبنانية بيروت، مما أسفر عن اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله. هذا الحدث أثار قلقًا بالغًا في المجتمع الدولي، وخاصة لدى الصين، التي أعربت عن موقفها الراسخ إزاء هذا العدوان.
 
أعربت وزارة الخارجية الصينية عن معارضتها الشديدة للمساس بسيادة لبنان وأمنه، مؤكدة إدانتها لأي أعمال تستهدف المدنيين الأبرياء. يعتبر هذا الموقف جزءًا من سياسة صينية أوسع تتمحور حول دعم الدول ذات السيادة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، مما يميز موقف بكين عن بعض القوى الكبرى الأخرى التي قد تتبع سياسات أكثر عدوانية. كما دعا المتحدث باسم الخارجية الصينية الأطراف المعنية، وخاصة إسرائيل، إلى اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الوضع ومنع تصعيد الصراع، مشيرًا إلى أن التوترات بين لبنان وإسرائيل ليست حدثًا معزولًا، بل هي امتداد للصراع الأوسع في غزة.
 
خلال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، جدد وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، التزام الصين بالسلام كسبيل لحل النزاعات. وأكد على أهمية التعاون الدولي في تعزيز الأمن، معتبرًا أن السلام هو الأساس للتنمية والتعاون. أعرب وانغ عن قلقه بشأن العنف المستمر في غزة، محذرًا من اتساع رقعة القتال إلى لبنان. هذا الموقف يبرز التزام الصين الثابت بحقوق الشعب الفلسطيني ودعم حقه في تقرير المصير، حيث دعت بكين إلى تنفيذ حل الدولتين كوسيلة لتحقيق السلام الدائم في المنطقة.
 
علاوة على ذلك، تبرز الصين كداعم قوي للبنان، حيث أبدت استعدادها لتقديم المساعدات الإنسانية في أوقات الأزمات. في 27 أيلول 2024، أعلن سفير الصين لدى لبنان تشيان منيجبان بحضور وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور الحجار عن تقديم هبة بقيمة مليون دولار لمساعدة النازحين من جنوب لبنان نتيجة التصعيد الأخير. هذا الدعم الإنساني يعكس العلاقة التقليدية بين الصين ولبنان، ويظهر التزام بكين بتعزيز التعاون مع الدول الصديقة في الأوقات الصعبة.
 
تعتبر العلاقات الصينية-اللبنانية تاريخية ومبنية على الاحترام المتبادل. تتابع الصين عن كثب التطورات في لبنان، وتعبر عن دعمها للسيادة الوطنية اللبنانية في المحافل الدولية. تعزز الصين هذا الموقف من خلال مشاركتها النشطة في منظمات مثل الأمم المتحدة، حيث تسعى إلى توفير الدعم السياسي والإنساني للدول التي تعاني من النزاعات.
 
تعتبر التوترات الحالية في لبنان جزءًا من تأثير الصراع في غزة، مما يستدعي اهتمامًا دوليًا أكبر. يشير المسؤولون الصينيون إلى أن الأوضاع الإنسانية في غزة يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على الأمن والاستقرار في لبنان، مما يستدعي جهودًا عاجلة لإنهاء النزاع وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار. تلعب الصين دورًا متزايدًا كوسيط في الأزمات الإقليمية، حيث تسعى إلى تقديم حلول سلمية للنزاعات. أكد وانغ يي على أن الصين تلتزم بلعب دور بناء في الوساطة وتعزيز المحادثات من أجل السلام. من خلال هذه المبادرات، تأمل الصين في تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط وتقديم نفسها كقوة عالمية مسؤولة تسعى لحل النزاعات بدلاً من تفاقمها.
 
على الرغم من الموقف الداعم للسلام الذي تتبناه الصين، فإن التحديات أمام تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط لا تزال قائمة. هذا يتطلب من الصين تعزيز دبلوماسيتها والعمل بشكل وثيق مع الدول الأخرى لتوفير بيئة مواتية للحوار والتفاوض.
 
في خضم الأزمات المستمرة في الشرق الأوسط، يبرز موقف الصين كداعم رئيسي للسلام والاستقرار. من خلال إدانتها للعدوان الإسرائيلي ودعوتها لحل سلمي للقضية الفلسطينية، تؤكد الصين التزامها بمبادئ حقوق الإنسان وسيادة الدول. إن جهودها الإنسانية ودعمها للبنان تعكس سياسة خارجية تعزز التعاون الدولي وتسعى إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة. في ظل تعقيدات الصراعات، يبقى الدور الصيني محوريًا في البحث عن حلول شاملة تعود بالنفع على جميع الأطراف المعنية.
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium