النهار

عندما تتحوّل "الحرتقة" ألحاناً مرحة... شربل مزرعاني يبدع "موسيقى من أي شيء"
فرح نصور
المصدر: النهار
عندما تتحوّل "الحرتقة" ألحاناً مرحة... شربل مزرعاني يبدع "موسيقى من أي شيء"
شربل مزرعاني.
A+   A-
 من ضجيج و"حرتقة" إلى موسيقى فرِحة، وبعدها إعلانات خاصة. لم يتوقّع شربل مزرعاني أن يأتي يوم تصبح فيه الـ"حرتقة"، إلى جانب موهبته الموسيقية، مصدر دخل وموهبة جاذبة. ابن الـ23 عاماً، يجد نفسه شغوفاً بالموسيقى والأصوات، حتى أنّه وجد للأصوات غير المحبَّذة، طريقة للاستمتاع بها. عَشق الموسيقى حتى تخصّص بها ودرسها، وآمن بما أحبّ ووصل إلى حيث لم يكن يتوقّع.
 
درس شربل علم الموسيقى في جامعة الروح القدس. لدى دخوله الثانوية العامة، اكتشف أنّ هناك نظاما تعليميا مهنياً خاصاً بالموسيقى (bac musical)، تعتمده مدرسة واحدة في لبنان فقط. 
 
عندما عرض فكرة الدراسة هذه على أهله، لم يمانعوا. لكن باقي العائلة اعترضت، "فالموسيقى لا تطعم خبزاً"، وفق ما ينقل شربل عنهم. لكنّه أصرّ على خوض تجربة يحبّها، وأكمل تعليمه الثانوي بالموسيقى واستحصل على منحة جامعية كاملة لاستكمال دراسته الموسيقية. 
 
يحوّل شربل "الحرتقة" إلى موسيقى. هي موهبة ميّزته في مجاله الموسيقي. في صغره، كان الشاب "العنصر المزعِج" في صفه بسبب ما كان يصدره من أصوات وشغب في الصف، إذ "كنت أحرتق كثيراً وأتخيّل هذه الأصوات موسيقى".
 
 
لدى بلوغه الـ 17 عاماً، تعلّم شربل الإنتاج الموسيقي، وتزوّد بحاسوب محمول خاص بتوزيع الموسيقى. وفيما الآلة الأساسية التي يعزف عليها هي البيانو، يجيد أيضاً عزف الساكسفون والغيتار والطبول (drums). ومن خلال إنتاجاته الممتعة، يظهر شربل طاقته الموسيقية وعزفه على مختلف الآلات، فيما تقوم "الحرتقة" بإيقاع المقطوعات.
 
ومن مميزات "حرتقات" شربل، أنّها تروي قصة، وتوثّق خطوات وأفعال أي حركة أو حدث أو يوميات، عبر هذه الأصوات الطبيعية الحقيقية. 
 
بدأ الشاب ينشر مقاطع موسيقية على صفحته على إنستغرام، وكان أول فيديوهاته، عندما كان "يحرتق" على خشب البيانو بتوزيعٍ موسيقي منه إبداعه، وبرأيه، "جميل أن ترى أحداً يصنع شيئاً من لا شي،ء وهذا ما قمت به". 
 
ويعدّ شربل موسيقاه من أشياء لا علاقة لها بالموسيقى، ويصف نغماته بأنّها "موسيقى من أي شيء"، كأغراض المطبخ أو علب المأكولات. 
 
بعد تصويره فيديو إعلاني لمنتَج مايونيز، "ضرب الفيديو"، وبدأ ينتج فيديوهات مختلفة كأصوات داخل السيارة، والطهي، وغيرها. وبسبب إنتاجاته، تعاونت شركات لبنانية معروفة معه لكي ينتج إعلانات موسيقية لها. 
 
 
يقوم الشاب العشريني بعمله بشغف. ويشرح كيف يقوم بخلط الموسيقى ما بين "الحرتقة" والعزف، على أن يبقى صوت "الحرتقة" في خلفية أي مقطوعة دائماً، وأن تلعب دور إيقاع المقطوعة. وفيما يُعتبر هذا النوع من الموسيقى من أنواع موسيقى شارع، لا يمكن الاستمتاع بما يقوم به الشاب من خلال الاستماع إليه فقط، إنّما من خلال مشاهدة مصدر الصوت وهو يقوم بحركة الصوت. بهذا يستمتع الشخص بمشاهدة وسماع شيء مرح وممتِع، يروي قصة أو لحظة ما. 
 
لا يخفي شربل فرحته، بعد أن برع بهذا النوع من الموسيقى المرِحة، عندما يرى أشخاصاً يستوحون منه. إذ إنّ العديد من الأشخاص يعجبون بما ينتجه، ويقومون بالمثل، ويرسلون له مقطوعاتهم، و"هذا فعلاً يفرحني"، يقول شربل. 
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium