النهار

ست خطوات لعمل أكثر راحة من المنزل... ماذا يشرح خبراء الصحة؟
المصدر: النهار
ست خطوات لعمل أكثر راحة من المنزل... ماذا يشرح خبراء الصحة؟
تعبيرية.
A+   A-
اعتقد الكثير منا أنّ العمل من المنزل سيكون موقتاً. ففي بداية الوباء، عملنا من المنزل من أجل السلامة، أمّا الآن، فهذا هو الوضع الطبيعي الجديد الذي يعتمده عدد كبير من المؤسّسات في العالم.

وفي مقال نشره موقع Fortune، يعرض فيه نصائح من أجل عمل أكثر راحة من المنزل، يورد أنّ نحو 6 من كلّ 10 أميركيين يقولون إنّهم يعملون من المنزل طوال الوقت أو بمعظمه، وفقاً لاستطلاع أجراه مركز "بيو" للأبحاث في العام 2022. وبالنسبة إلى الكثيرين، يكون الأمر باختيارهم، حتى 61 في المئة ممَّن لديهم مكتب، يغامرون بدخوله، ويختارون العمل وهم مرتاحون في منازلهم؛ ويرجع ذلك جزئيّاً إلى المرونة في العمل.

وفي حين يُشكّل العمل من المنزل واقعنا الجديد، فإنّ مساحات العمل لدينا لم تلحق بهذا الواقع الجديد بعد. حدث التغيير بشكل مفاجئ، ولم يكن هناك أيّ تفكير في كيفيّة تأثير إعدادات العمل من المنزل، ولا في إجراءاتنا الروتينيّة على بيئة العمل لدينا، وبالتالي على تركيزنا وإنتاجيّتنا.

وفي دراسة استقصائية أجرتها الجمعية الأميركيّة لتقويم العمود الفقري في العام 2020، قال 92 في المئة من أطباء تقويم العمود الفقري إنّ المرضى أبلغوا عن زيادة آلام الرقبة والظهر من بين مشكلات العضلات والعظام الأخرى منذ أن بدأوا البقاء في المنزل.

وترى إميلي كيبرد، الاختصاصيّة في تقويم العمود الفقري ومؤسِّسة عيادةUrban Wellness Clinic، أنّ المرضى لا يزالون يعملون على الأرائك، وكراسي غرف الطعام، ومقاعد المطبخ مع أجهزة الكمبيوتر المحمولة المسندة على أرجلهم، و"لا يدركون أنّه بسبب ضغط الجاذبية وضغط الجسم الزائد، ستبدأ عظامنا في التغيير وإعادة التشكيل بسبب هذا التعب".

بالإضافة إلى الألم، يمكن أن تساهم بيئة العمل السيّئة أيضاً في زيادة التعب وإجهاد العضلات وعدم التوازن، وفق قول الخبراء.

وتقول الخبيرة المحترفة، كارين لوسينغ، إنّ "الشعور بعدم الارتياح يقلّل أيضاً من التركيز، لأنّك إذا كنت تسعى دائماً للعثور على وظيفة جيدة، فإنك تركّز أكثر على عدم ارتياحك أكثر من الوظيفة التي يجب أن تعمل عليها".

وفيما يجب أن يكون الهدف هو العمل من دون ألم، يقدّم الخبراء في الهندسة البشرية (ergonomists)، نصائح لمنع إجهاد العضلات وزيادة الإنتاجية من خلال إنشاء محطة عمل أفضل في المنزل.

1- تحسين إعداد العمل من المنزل الخاص بك
عندما تفحص كيبرد إعدادات العمل من المنزل للعملاء، فأوّل ما تتناوله وضعيّة الكمبيوتر، إذ توضع أجهزة كمبيوتر بشكل يُجبر الأشخاص على النظر إلى الشاشة بطريقة منحنية، ممّا يؤدّي إلى أكتاف منحنية، فيما يجب أن يتركّز النظر على الأفق، وأن يصل إلى الثلث العلويّ من الشاشة. ويمكن أن يؤدّي وضع جهاز كمبيوتر على كومة من الكتب أو حامل كمبيوتر محمول إلى تنفيذ ذلك.

ومن المؤكّد أن الكرسي من العوامل المسبّبة للألم. ومن دون كرسي يدعم أسفل الظهر (الأسطح الصلبة في المطبخ، أو كراسي غرف الطعام، لا توفّر عادةً دعمًا وافرًا للظهر)، ستتوقف عن الحصول على ردود فعل حسيّة، وتبدأ بالتراخي. ويستمرّ هذا النمط، ويمكن بمرور الوقت زيادة الضغط على الظهر وإلحاق الضرر ببنية العظام، وفق ما تقول كيبرد.

وللحصول على الموقف المثاليّ، تقترح كيبرد الاستثمار في كرسي يسمح ارتفاعه للوركين بأن يكونا أعلى قليلاً من ركبتيك، وقدميك على الأرض مباشرة أمامك. سيساعد هذا الوضع على تخفيف التوتر في أسفل الظهر.

أثناء الجلوس، يجب أن تكون أذناك على نفس الخطّ مع كتفيك، والتي يجب أن تكون متماشية مع الوركين. ويجب أن يستقرّ المرفقان في اتجاه جانب جسمك بالقرب من مركز الجاذبيّة.

إذا لم يكن لديك كرسيّ مكتب في المنزل، ففكّر في إضافة وسادة إلى ظهر الكرسيّ الذي تستخدمه للمساعدة على حماية عضلاتك من التراخي.

2- احمِ معصميك
يمكن أن يؤدّي العمل على طاولات المطبخ أو الأسطح الصلبة الأخرى إلى إجهاد معصميك ومرفقيك. توصي كيرميت دافيس، أستاذة الصحة البيئية في جامعة سينسيناتي، بوضع منشفة ناعمة على الطاولة، حيث يمكنك إراحة معصميك. يجب أن يكون المعصمان موازيين بشكل مثاليّ لمحطّة العمل الخاصّة بك.

3- خذ فترات راحة
بينما تعمل الوضعية الجيّدة على تحسين إنتاجيّة العمل خلال فترات طويلة من التركيز، فإنّ الوضع المثاليّ لا يُقصد به أن يعمل الشخص ليوم بأكمله بهذه الوضعيّة. في الواقع، هذا ليس ممكناً ولا طبيعياً. بدلاً من ذلك، يجب أن يكون الهدف "الموقف الأمثل"، إذ تقول كيبرد" إنّه من المفترض أن يكون يومنا ديناميكياً، وكذلك وضعنا. وليس من المفترض أن نقوّس ظهورنا لساعات متتالية كلّ يوم، إنّما يجب أن نتحرّك ونخرج من هذا "الموقف المثاليّ" من خلال أخذ فترات راحة، والمشي، وتغيير وضعيّات الجلوس". يجب ضبط منبّه لتذكير نفسك بتحريك ساقيك، وتمدّدك، وإعطاء عينيك استراحة من الشاشة.

4- لا تجعل سريرك مكتبك
قد يبدو ذلك مناسباً، لكن العمل من سريرك أو أريكتك لأكثر من ساعة في اليوم ليس مريحاً أو منتجاً، وفق ما تقول كيبرد. يمكن أن يساعد وجود محطة عمل مخصّصة خارج غرفة النوم، على فصل الراحة عن العمل، ممّا يساعد العقل على تصوّر الاختلاف والبقاء في المهمة.

5- حافظ على التوازن بين العمل والحياة
العمل من المنزل يحدّ من التفاعلات الاجتماعية التي تأتي بشكل طبيعيّ مع العمل الشخصيّ. ومن دون التوقّف لإجراء هذه المحادثات في طريقك لملء زجاجة المياه أو تناول الغداء، قد تفقد هذا الشعور بالصداقة الحميمة التي لا توفّرها الشاشة بنفس الطريقة.

يمكن أن تساعد إضافة التنشئة الاجتماعيّة إلى اليوم في الاستجابة الطبيعيّة لأجسامنا للتحفيز والمحادثة. لذلك، ضع في اعتبارك استخدام الوقت الذي ستنتقل فيه إلى المكتب للأنشطة الاجتماعية خارج العمل.

6- ركّز على الوقاية لا على العلاج
وفق كيبرد، بعد أن أصبح التنقّل غير موجود للعديد من الأشخاص بسبب العمل من المنزل، تمّ تقليل الحركات اليومية الطبيعية إلى الحدّ الأدنى. وسيؤدّي التركيز على دمج العادات السهلة في حياتك اليومية، مثل أخذ فترات راحة، إلى تحسين وضعك باستمرار.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium