في بداية أيلول، رصد باحثون من منظمة "BC Whales" المختصّة بأبحاث الحيتان حوتًا يسبح بالقرب من شاطئ "جزيرة فين" في السّاحل الشمالي النائي لكولومبيا البريطانيّة، لكنهم فوجئوا بما شاهدوه من مشهد مروع.
وأشارت الرئيسة التنفيذيّة، والباحثة الرئيسيّة للمنظمة غير الربحيّة، جايني راي في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، إلى وجود مشكلة ما، إذ كان ظهر الحوت منحنيًا على شكل حرف "S" من زعنفته الظّهرية وصولاً إلى ذيله. ويتوقّع الفريق أن الالتواء غير الطبيعي ناتج عن اصطدام مركبة كبيرة به.
وعلاوةً على الشعور بألمٍ شديد نتيجة الصدمة القويّة، اضطر الحوت للهجرة لآلاف الأميال عبر شمال المحيط الهادئ للوصول لمناطق تكاثره بهاواي من دون دعم من ذيله.
وتتميز المنطقة بحركة مرور بحريّة معتدلة، وبها مراكب صيد، وقوارب كبيرة أُخرى مُخصّصة للترفيه، كما أشارت راي إلى مرور سُفُن الرحلات البحريّة أحيانًا.
وتم التعرّف على هذا الكائن الثدي الضخم على أنه أنثى حوت أحدب تُدعى "مون". وأبدت الباحثة راي عن استغرابها من سباحة "مون" عبر المحيط الهادئ بظهر مكسور، معتبرة أن ذلك يُجسّد مثابرة هذا الكائن العظيم، وموقفًا مأساويًا في الوقت ذاته.
والحيتان الحدباء "متجذّرة بالتقاليد" بحسب تعبير راي، وهو الأمر الذي دفع بـ"مون" للهجرة رُغم حالتها، وشرحت الباحثة: "ذلك شيء كانت تفعله والدتها معها عند صغرها، وهي تقوم بذلك كل عام منذ ذلك الحين. ولذلك هو مجرّد جزء من تقاليدها".
وتداولت العديد من المنصات عبر الإنترنت قصّة "مون"، وتأمل راي أن يُعزّز ذلك الوعي بشأن الحوادث التي تُصيب الكائنات البحريّة بسبب المركبات البحريّة المُسرعة، ووضع قوانين أكثر صرامة.
وشوهدت "مون" لآخر مرّة في كانون الأول من عام 2022.