تقترب الذكرى الـ31 لوفاة مارلين ديتريش المرأة القوية، النجمة، عشيقة الأسماء اللامعة من أمثال الرئيس الأميركي الأسبق جون كينيدي، والفنان الفرنسي جان غابان، والمغنّي الشهير فرانك سيناترا، وسواهم، مع ميل واضح إلى المماثلات جنسيّاً من خلال وقائع قصّة حبّ مع غريتا غاربو ونساء أخريات.
لُقّبت بالملاك الأزرق لأنها فنّانة متعدّدة المواهب، وشخصية خارجة على المألوف. نبذت الصورة النمطيّة في حياتها، وحقّقت نجاحاً في مسيرتها في كلٍّ من الغناء والتمثيل مع التزامها الوطني بالصمود في وجه النازية في الحرب العالمية الثانية؛ وكلّ ذلك بأسلوبها الخارج على المألوف.
عُرفت بجمالها، وبعينيها المثيرتين، وبساقيها المتناسقتين مع قصر قامتها.
كشفت مساعدتها نورما بوسكيت في كتاب أعدّته عنها بعض الأسرار الأخيرة عن قامة مارلين ديتريش الملقّبة بأيقونة فيلم هوليوود، وجعلتنا من خلال وصفها المحدود لها نتخيّل امرأة ذات قامة رشيقة، لكنّها تخفي ضعفاً فاضحاً في مسيرة حياتها. الطفولة والموسيقى
في تعريف سريع، عُرفت في عمر مبكر بمارلين الصغيرة، واسمها الحقيقي ماري مادلين المولودة في 27 كانون الأول من عام 1901 في منطقة شونبرغ المعروفة اليوم بمدينة برلين. كانت مارلين شغوفة، منذ سن مبكرة جداً، بفنون الموسيقى والغناء، ومولعة بالعزف على الكمان. فقدت مارلين والدها، وهي لم تتعدَّ الـ7 ربيعاً، ممّا دفع والدتها إلى الزواج مجدّداً بضابطٍ من سلاح الفرسان، الذي حرص على تربيتها وشقيقتها الكبرى.
عاشت طفولة سعيدة ومدلّلة، مع حرص أوليائها على توجيهها نحو تنمية شغفها بالموسيقى. حدّت إصابتها في المعصم من طموحها في التقدّم بالعزف، فانتقلت إلى عالم المسرح...
الملاك الأزرق سجّلت نهاية عام 1920 فترة محوريّة لشابة بدأت مسيرتها في المسرح منذ عام 1921. سجّلت مارلين ديتريش أغانيها الأولى في عام 1928. على الرّغم من أن أول دور سينمائي رئيسي لها كان في فيلم L'Enigme في عام 1929، فإنّ الملاك الأزرق،الذي صوّرته في العام نفسه، هو الذي دفع بنجوميّتها عبر نهر الراين.
رصدت أهميتها شركة باراماونت، ممّا دفعها إلى الانتقال للعيش في الولايات المتحدة. كرّس شهرتَها فيلمُها الأول "القلوب المحروقة"، الذي أتاح لها فرصة المشاركة في حفل توزيع جوائز الأوسكار.
مقاتلة مقاومة بالتوازي مع حياتها المهنية، سمح سياق الحرب العالمية الثانية وصعود النازية لمارلين ديتريش بإظهار امرأة ملتزمة، تخلّت عن جنسيتها الألمانية في عام 1939 مقابل التمسّك بهويتها الأميركية. سمحت لها مكانتها الشهيرة بجمع الأموال للجيش الأميركي خلال الصراع. كثّفت سفرها حول العالم لرفع معنويات القوات الأميركية ضدّ النازية.
سرّ ديتريش كشفت ديتريش عن أنّها لا تتزيّن من أجل الصورة بل لنفسها،مؤكّدة أنّها تهتمّ بمظهرها لا لرصد انتباه الجمهور، ولا لعرض الأزياء أو حتى لإثارة الرجال بل لشخصها".
باتت النجمة مصدر إلهام أعظم المصوّرين. هي ببساطة وجه سينمائيّ فوتوغرافيّ، لم ينتهِ من إثارة انتباه أجيال جديدة رائعة من الفنّانين، وفق تعبير الثنائيّ التصويري، باستيان بورتوت وإدوارد توفنباخ، اللذين قالا: "تُجسّد مارلين قوة الصورة حيث نتعرّف عليها بسهولة. طوال حياتها المهنية، استخدمت الصورة لبناء شخصيّتها، ورسم نجوميتها. وهي إن غابت عن الصّورة فهي تبقى معشعشة في المخيّلة لأنّها امرأة فذّة...". من غابان إلى غاربو
في سنّ مبكرة جداً، وتحديداً في عام 1923، تزوّجت المخرج رودولف سيبر، فرُزقا ابنةً هي ماريا ريفا. بقي العاشقان السّابقان متحدّين طوال حياتهما إلى درجة أن مارلين ديتريش بقيت إلى جانبه وهو على فراش الموت.
أكثر من ذلك، كانت أيقونة هوليوود رائدةً في الدّفاع عن حرية المرأة، وتحرير نفسها من سيطرة الرجال ونظراتهم.
تشعّبت علاقاتها العاطفية بدءاً من جان غابان، وصولاً إلى جون كينيدي، فغاري كوبر، ولم توفّر بنات جنسها من أمثال دولوريس ديل ريو، وغريتا غاربو...لأنّها آمنت بأنّ الحبّ لا جنس له، فهو مصدر سحر لا ينضب.