النهار

انتقادات عدد مجلّة "فوغ" لشهر تموز لاذعة... صور "برّاقة" للرئيس الأوكرانيّ وزوجته!
روزيت فاضل
المصدر: "النهار"
انتقادات عدد مجلّة "فوغ" لشهر تموز لاذعة... صور "برّاقة" للرئيس الأوكرانيّ وزوجته!
السيّدة الأولى على غلاف فوغ
A+   A-
كشف موقع "لا ليبر" الفرنسيّ الجدل القائم بين المثقّفين على مضمون الصور، التي رافقت مقابلة تأخّرت إدارة مجلة "فوغ" في نشرها لأولينا زيلينسكا، زوجة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في عدد شهر تموز الفائت.

انفرد الموقع في نشر رأي للفيلسوف والمؤلف دانييل سالفاتور شيفر ذكر فيه بداية أنّه "لا يمكن لأحد أن يشكّ بمدى تعاطفي ودعمي للمقاومة الأوكرانية الباسلة في مواجهة العدوان العسكري الروسيّ غير المبرّر من جميع وجهات النظر، مستشهداً بمقالات الرأي العديدة التي نشرها منذ بداية هذا الصراع وهي تعكس فعليّاً، وبصراحة، ارتباطه الثابت بالحريات الأساسية."

إهانة الشعب الأوكرانيّ
 
 


ومع ذلك، رأى شيفر أنّ "هناك شيئاً واحداً مسار جدل يتخطى الواقع المؤلم في الحرب الحالية في أوكرانيا، بل يرسو في الأيام الأخيرة عند هذه الصور البرّاقة بعدسة آني ليبوفيتز والمطبوعة على ورق لامع، للرئيس الأوكراني زيلنسكي وزوجته في حال من الحبّ ودون أيّ أدنى إحراج في مجلة الأزياء الأميركية الفاخرة "فوغ"، في وقت يمرّ وطنهما الأم في حرب مدمرة، وشعبهما يتحمّل المعاناة بشكل لا توصف."

توقّف عند عنوان التقرير، الذي تمّ الإعلان عنه بفخر على الصفحة الأولى، وهي "صورة الشجاعة - السيدة الأولى الأوكرانية أولينا زيلينسكا"، مشيراً الى أنّه "عنوان غير ملائم ولاسيّما في مثل هذه الظروف الدراماتيكية، لا بل هو بمثابة إهانة كبيرة لآلاف الجنود، الذين يموتون يوميًّا شهداء في وطنهم وهم يحملون أسلحة في أياديهم، وهذا يتردّد صداه عند الناس الذين يتمتّعون في الحدّ الأدنى، بضمير حيّ تجاه ما يجري من انتهاكات لحقوق الانسان."

خطأ خطير
استمرّ في انتقاداته اللاذعة من خلال سؤال طرحه على نفسه عن توقيت التقرير، الذي أثار جدلاً فور نشره. طرح جملة تساؤلات عمّا إذا كان ضروريًا، أو حتى مناسباً إصدار هذا التقرير في هذه اللحظة، التي يتكبّد فيها الشعب الأوكراني، المآسي الدموية والمهدّدة لوجوده،" مشيراً الى أنّ مصير الفقراء على المحكّ، لأنّهم غير قادرين على إيجاد ما يأكلونه أو يشربونه، أو هجرهم النوم أو خسروا بيوتهم ما يهدّد وببساطة بقاءهم على قيد الحياة. وأشار الى أنّ هذه الظروف القاسية دفعته الى إدانة صورة غلاف العدد ووضعية جلوس أولينا زيلينسكا الأنيقة، وملابسها الجميلة، ونظرتها البعيدة وشعرها الذي "تجتاحه الرياح"، أمام جثّة متفحّمة لطائرة دمّرتها البطّاريّات المضادة للطائرات."

على ظهر المحنة
 
 
توقف عند الفوارق الدقيقة المهمّة بين الصورتين على الغلاف قائلاً: "هناك شيء واحد، وهو التقاط الصور من أجل الشهادة، بكونها مشرّفة للاحتياجات والأرشيفات التاريخية الأخرى، عن هذا الشيء الرهيب الذي هو الحرب، شيء آخر، على العكس من ذلك، هو استخدامه بطريقة وقحة، على خلفية سوء الظنّ."

قارب الواقع الحالي لهذا الغلاف طارحاً فرضية مهمّة قائلاً: "تخيّل الجنرال ديغول العظيم والشجاع، محاطًا بزوجته العزيزة إيفون، وهما من الأبطال الحقيقيين لمقاومة الاحتلال النازيّ، متعانقان بحنان أمام دبّابة متهالكة، لمجلة باريسيّة مشهورة. يتخلل ذلك الأسوأ وهو جان مولان الرائع، الذي مات تحت التعذيب ومن دون الكشف عن هويته، مستفسراً فجأة عن طلقة أخيرة قبل رحيله من أجل حرية فرنسا."

[email protected]
Twitter:@rosettefadel

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium